"الطب البديل" في كركوك.. جرعة تشفيك وأخرى قد تنهي حياتك (صور)

شفق نيوز/ تعتبر الأعشاب الطبية جزءاً لا يتجزأ من التراث الشعبي العراقي، حيث لطالما اعتمد الناس على النباتات الطبية لعلاج العديد من الأمراض والآلام. وفي السنوات الأخيرة، بدأ الاهتمام بالطب البديل في كركوك والعراق عموماً يشهد تطوراً كبيراً، سواء على مستوى الأبحاث العلمية أو تطبيقات العلاج التقليدية.

ويشهد العراق في الوقت الراهن تجددًا في الاهتمام بممارسات الطب البديل التقليدي، خاصة في مجال الأعشاب الطبية. وفي هذا السياق، يعبر المواطن عبد الله أسامة، البالغ من العمر 36 عاماً، عن معاناته مع تفاوت أسعار الأدوية في صيدليات كركوك، بعد إصابته بعارض صحي مفاجئ استدعى إجراء فحوصات طبية وتلقي وصفة علاجية من الطبيب المختص.

غلاء الأدوية

ويقول أسامة في حديث لوكالة شفق نيوز، إنه قصد صيدلية قريبة من عيادة الطبيب لصرف الدواء، لكن الصيدلانية أبلغته بأن كلفة الدواء في الوصفة تبلغ 175 ألف دينار، ما دفعه إلى رفض استلام العلاج والتوجه إلى صيدلية ثانية، حيث انخفض السعر إلى 100 ألف دينار.

ويضيف الرجل: "قررتُ بعدها مغادرة صيدليات شارع الأطباء والبحث في صيدليات الأحياء الشعبية، وبالفعل حصلت على نفس الدواء بسعر 35 ألف دينار فقط، أي بفارق كبير يصل إلى 140 ألف دينار عن السعر الأول".

ويشير أسامة إلى أن "ارتفاع أسعار الأدوية بشكل غير منطقي يدفع الكثير من المواطنين، لا سيما من ذوي الدخل المحدود، إلى اللجوء للطب الشعبي أو الأعشاب كخيار بديل، نظراً لانخفاض كلفته مقارنة بالدواء المتداول في الأسواق".

ويطالب الرجل من الجهات المعنية بوضع رقابة صارمة على أسعار الأدوية في الصيدليات، لمنع الاستغلال وضمان توفر العلاج بأسعار عادلة للمواطنين.

محال الأعشاب

في سوق القلعة، أحد أشهر الأسواق التقليدية وسط مدينة كركوك، يواصل العشرات من محلات الأعشاب الطبية عملها، مستقطبة زبائن من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية.

ويقول صاحب أحد محال بيع الأعشاب الطبية في السوق، عبد الجبار علي، لوكالة شفق نيوز، إن "الطب البديل يوفر الأعشاب الطبيعية الموجودة في العراق وبعضها يُستورد من الخارج، وهي طبيعية 100%. ولهذا السبب يلجأ الكثير من الناس لاستخدامها، وذلك لرخص أسعارها مقارنة بالأدوية التقليدية، وكذلك بسبب فعاليتها القوية في علاج العديد من الحالات".

ويضيف، أن الإقبال على هذه الأعشاب يتزايد بشكل ملحوظ، خاصة من قبل كبار السن وذوي الدخل المحدود، وأنهم يثقون بما يعرف بـ"طب العرب"، لما له من جذور تاريخية وتجارب متناقلة عبر الأجيال.

العلاجات العشبية

وبهذا الصدد، يؤكد المختص في الطب البديل والعلاج بالأعشاب، صباح البياتي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "الأعشاب الطبية كانت جزءًا من حياتنا اليومية لآلاف السنين. يستخدم العراقيون الأعشاب لعلاج أمراض مثل آلام المفاصل، ومشاكل الهضم، وحتى الأمراض الجلدية".

أما اليوم، فقد أصبح الكثير من المرضى يتوجهون إلى الطب البديل كخيار مكمل أو بديل للعلاج التقليدي ومنه الزنجبيل، ويستخدم لعلاج مشاكل الهضم، وله خصائص مضادة للالتهابات، والنعناع يعتبر مسكنًا طبيعيًا لآلام المعدة ويعزز الهضم، يقول البياتي.

ويضيف، أن "الطب البديل يعتمد على استخدام المواد الطبيعية التي تقدم حلولًا آمنة بعيدًا عن الأدوية الكيميائية. بعض الأعشاب أثبتت فعالية في علاج العديد من الأمراض، ولكن يجب أن يتم استخدامها بحذر وتحت إشراف مختصين".

ويشير إلى أن "أي استخدام خاطئ بعيدًا عن استشار طبيب مختص قد يؤدي إلى فقدان حياة الانسان الذي يستخدم هذا الدواء بصورة غير صحيحة ودون استشار طبيب، وهذا حدث في عدة مرات من قبل أشخاص كانوا يأخذون هذه الأعشاب دون استشارة أو مراجعة للطبيب المختص، وفقدوا حياتهم للأسف، حيث هناك العديد من العلاجات العشبية التي تُستخدم بشكل عشوائي دون أي دراسة علمية أو إرشاد مناسب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات جانبية لا يحمد عقباها".

"طب العرب"

ويقول أحد العاملين في مجال طب الأعشاب، محمد حسن، لوكالة شفق نيوز، إن "طب العرب يعتبر إرثًا قديمًا في العراق، وقد شاع استخدامه واتسع بشكل كبير خلال فترة الحصار الأمريكي على العراق من 1991 إلى 2003، ثم استمر في الانتشار بعد هذا العام، وقد أخذ أشكالًا متعددة مثل الطب البديل".

ويضيف حسن، "في كركوك، يوجد العديد من محال بيع الأعشاب، بعضها مجازة، والبعض الآخر غير مجاز. رغم هذا، يظل الناس يفضلون الطب البديل لأنه يعتقدون أنه أكثر أمانًا وأقل تكلفة".

ويتابع، أن "الطب البديل والأعشاب الطبية تعتبر جزءًا من الحياة العراقية حيث يلجأ الكثير من الناس للتداوي بالأعشاب الطبيعية والطبية بعد عدم قدرة الطب التقليدي على إيجاد علاج لأمراض معينة. ولكن هذا لا يعني أن الناس تلجأ إلى طب العرب لعلاج كل مرض، بل يوجد أطباء وفحوصات طبية متقدمة، ولا يمكن للمريض أن يعتمد على الطب البديل فقط لمعالجة مرضه".