الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟

الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟ صاروخ إيراني يسقط قرب السفارة الأميركية في تل أبيب
2025-06-16 07:54

شفق نيوز/ في خضم التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، تكشف التطورات عن مرحلة حرجة تُختبر فيها حدود الدعم الأمريكي لتل أبيب، وتتجلى من خلالها معايير واشنطن للتدخل المباشر في النزاعات الإقليمية. 

وبينما تسعى إسرائيل لحشد تأييد غربي، بما فيه دعم أميركي في ضربة عسكرية ضد منشأة فوردو النووية الإيرانية، يبرز سؤال ملحّ: ما هي "الخطوط الحمراء" التي إن تم تجاوزها ستدفع الولايات المتحدة للتدخل العسكري إلى جانب إسرائيل؟

طلب إسرائيلي مباشر... وموقف أميركي حذر

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد طلبت تل أبيب رسمياً من واشنطن مساعدتها في تنفيذ ضربة تستهدف منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، والتي تعد من أكثر المواقع الإيرانية تحصيناً. 

وتزامن ذلك مع ضغوط دبلوماسية تمارسها إسرائيل على حلفائها الأوروبيين، خاصة بريطانيا وفرنسا، للمشاركة في الجهد الدفاعي ضد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية.

ورغم هذه المطالبات، لا تزال الإدارة الأمريكية – حتى اللحظة – على موقفها الرافض للمشاركة في المواجهة العسكرية إلا إذا تعرّضت المصالح أو القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لهجوم مباشر من إيران. مسؤولون أمريكيون أشاروا بوضوح إلى أن سياسة واشنطن تهدف إلى "احتواء التصعيد"، لا إشعاله.

خطوط حمراء مرنة... وتدخل غير مباشر

يرى خبراء أميركيون أن واشنطن، رغم امتناعها عن التدخل العسكري المباشر حتى الآن، تمارس أدواراً حيوية خلف الكواليس، من بينها:

• دعم استخباري ولوجستي لإسرائيل

• نقل الأسلحة والذخائر بدقة وتكتم

• إظهار الدعم السياسي والمعنوي لإسرائيل

• تحميل إيران المسؤولية عن أعمال وكلائها في اليمن والعراق وسوريا

في هذا السياق، يوضح باتريك كلاوسون، الباحث البارز في معهد واشنطن، أن "الولايات المتحدة تحرص على البقاء في الظل، لكنها تبقي خيار التدخل مفتوحاً إذا قُتل أميركيون أو هوجمت المصالح الأميركية مباشرة". 

ويضيف، لوكالة شفق نيوز، أن الخط الأحمر الحقيقي هو "سقوط قتلى من الجنود أو الدبلوماسيين الأميركيين جراء هجوم إيراني مباشر أو عبر وكلائها".

ترامب: الغموض الاستراتيجي... والتهديد بـ"قنابل الأعماق"

أما نائب رئيس كلية العلاقات العامة والمدير التنفيذي السابق لكلية العلاقات العامة والدولية بجامعة بالتيمور إيفان ساشا شيهان، الخبير في السياسة الإيرانية، فيذهب إلى أن الإدارة بقيادة ترامب تملك خيارا استراتيجيا أخطر، وهو شن ضربة مدمرة لمنشآت إيران النووية باستخدام القاذفات الشبحية B-2 المزودة بـ"قنابل الأعماق" (MOPs) القادرة على تدمير موقع فوردو المحصن.

ويرى شيهان، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "ترامب لطالما لوّح بالخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية"، مؤكداً أن التحالف مع إسرائيل في هذا السياق لا يعني بالضرورة دخول القوات الأميركية إلى ساحة المعركة، بل يمكن أن يتمثل في تسريع العمليات الإسرائيلية عبر دعم غير مباشر.

خطوط واشنطن الحمراء: ثلاثية واضحة

يتفق المحللون على أن التدخل العسكري الأميركي المباشر مرهون بتجاوز ثلاثة خطوط حمراء:

هجوم مباشر على القوات أو المصالح الأميركية:  سواء في الخليج أو العراق أو سوريا.

مقتل أميركيين:  سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين، في هجمات منسوبة لإيران أو وكلائها.

تهديد المنشآت الأميركية الإستراتيجية أو الحلفاء بقوة مفرطة:  مثل هجوم على سفارة أو قاعدة عسكرية أميركية.

ويضيف ديفيد فيليبس، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا، والذي عمل مستشارا لوزارة الخارجية الأميركية سابقا أن "واشنطن لا تزال تحاول الابتعاد عن الحرب، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا هددت طهران المصالح الأميركية".

ويتابع فيليبس، لوكالة شفق نيوز، قائلاً "حتى وإن تم الهجوم عبر وكلاء مثل الحوثيين أو الحشد الشعبي".

على ضوء التطورات، يبدو أن واشنطن تفضل خيار "الدعم دون الانخراط". لكنها أبقت الباب مفتوحا مام "الردع الاستراتيجي" إذا تجاوزت إيران حدود التصعيد.

شفق نيوز- واشنطن/ مصطفى هاشم

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon