الجولة الجديدة من مفاوضات إيران والسعودية ببغداد استمرت 4 ساعات وهذا ما طلبه الطرفان
شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني؛ أن إيران طلبت من السعودية مساعدتها على بيع نفطها بالتحايل على العقوبات الأميركية في مقابل قيام طهران باقناع الحوثيين في اليمن بتقليص هجماتهم على المواقع النفطية في المملكة السعودية.
ونقل الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن مسؤول مطلع على المحادثات السعودية -الإيرانية التي استضافها العراق في أبريل/نيسان الماضي، قوله إن الهدف إنهاء حالة النزاع واستمالة مؤسسات البلدين على كافة المستويات.
وبحسب الموقع، فإن جولة اضافية من المحادثات عقدت بين الطرفين بحضور عدد محدود من المسؤولين العراقيين الذين "ساهموا في تقريب وجهات النظر وترطيب الاجواء".
وقالت مصادر عراقية أن حرب اليمن تظل القضية الأكثر بروزا على طاولة المحادثات وكانت محط تركيز خلال جلسة اللقاء التي استغرقت أربع ساعات.
واشارت الى ان السعوديين سعوا خلال اللقاء الى ضمان وقف الهجمات الحوثية التي تقع بشكل شبه يومي خلال الشهور الماضية، مستهدفة المواقع النفطية والاقتصادية السعودية.
اما الإيرانيون فقد ركزوا في المقابل على تحقيق خرق للخروج من عنق الزجاجة منذ أن انسحب الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي العام 2018، وأعاد فرض مروحة واسعة من العقوبات على الإيرانيين.
وبشكل محدد، فان الايرانيين طلبوا من السعوديين مساعدتهم في بيع نفطهم مجددا، وفقا لمسؤول عراقي بارز مقرب من الايرانيين ومطلع على مسار المحادثات.
وقال المسؤول للموقع البريطاني؛ ان الايرانيين عرضوا أن يبيعوا نفطهم الى السعوديين بسعر اقل من السعر العالمي بشرط أن يبيعه السعوديون في الأسواق العالمية على طريقتهم الخاصة.
واشار المسؤول الى ان ايران تعتمد على دولة الإمارات وسلطنة عمان لبيع نفطها بشكل غير رسمي، وتحتاج الى منفذ اقليمي اخر لبيع نفطها بعيدا عن العقوبات الاميركية، وان السعودية تبدو الخيار المثالي بالنسبة إلى الإيرانيين الآن.
وبرغم المحادثات الجارية في فيينا حول الملف الإيراني، قال المسؤول العراقي أنه ليس متفاجئا بأن طهران تسعى إلى سلوك استراتيجية مسار بديل مع السعودية.
وقال المسؤول إن "فتح منفذ جديد للمبيعات النفطية الايرانية، يشير بوضوح الى ان ايران تسعى الى استغلال الوضع وتوسيع نفوذها الى مجالات جديدة في المنطقة".
وأوضح المسؤول العراقي؛ ان "ايران تفكر دائما بطريقة تسمح لها بالتنفس بسهولة تحت كل الظروف وتوفير بدائل عملية لتتمكن من المناورة بشكل مريح في مفاوضاتها الحالية (في فيينا) مع الاميركيين"، مشيرا الى ان المفاوضات في فيينا قد تستمر لشهور وربما لسنوات، وان العثور على بدائل مؤقتة يمثل نموذج التفكير الإيراني.
وبحسب مسؤولين عراقيين تحدث اليهم الموقع البريطاني، فإن الحكومة العراقية منخرطة في المحادثات المباشرة منذ البداية، وتعمل على جمع الطرفين في بغداد.
وهناك مسؤولان عراقيان رئيسيان منخرطان في إدارة المفاوضات بتكليف من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهما محمد عبد الرضا الهاشمي المعروف باسم أبو جهاد وهو مستشار للكاظمي، ومكلف بملف الفصائل العراقية المدعومة من إيران. أما الشخصية الثانية فهي مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي.
واشار المسؤولون الى ان ابوجهاد والاعرجي يسافران جيئة وذهابا ما بين بغداد والرياض وطهران طوال الشهرين الماضيين.
وبحسب الموقع، فإنه بالاضافة الى الطلب الايراني من السعوديين ببيع النفط، فان طهران تقترح ايضا ان يكون الحوثيون شركاء في الحكم في صنعاء. وفي المقابل، طالب السعوديون بانهاء هجمات الحوثيين على المواقع النفطية والاقتصادية، وايضا وقف التحريض وخاصة التحريض الاعلامي، الذي تمارسه مؤسسات ايرانية وحلفاء ايران، ضد السعودية خاصة في العراق واليمن ولبنان وسوريا.
وقال المسؤول العراقي "الاهتمام السعودي الأبرز هو وقف هجمات الحوثيين على مؤسساتهم، والبقية هي تفاصيل". وخلال الجلسة الاخيرة، فان السعوديين والإيرانيين لم يتطرقوا الى لبنان او العراق بالتفصيل.
ووفقا لمسؤولين عراقيين، فان السعودية تطالب بدور أكبر للسنة في مؤسسات الحكومة العراقية بما يعكس حجم السنة في العراق، وانهاء هجمات حلفاء إيران في العراق على حلفاء السعودية والاستثمارات السعودية المحتملة في العراق.
وبحسب المصادر العراقية، فإن الجولة الجديدة من المحادثات ستجري في بغداد خلال الايام القليلة المقبلة، وان وفدا ايرانيا يضم شخصيات من المخابرات الايرانية، والحرس الثوري الايراني، واخصائيين من مؤسسات امنية اخرى لم يسبق لهم العمل في العراق من قبل، وصلوا بالفعل الى بغداد منذ ايام.
وقال مسؤول في مستشارية الامن القومي العراقي "نريدهم ان يتوصلوا الى اتفاق حتى يتوقف استخدامهم للعراق كساحة للصراع بينهما".