الاستقرار والضمانات يدفعان تجار الأنبار صوب أربيل "العاصمة الاقتصادية"
شفق نيوز/ على الرغم من المسافة الطويلة، ما بين محافظة الانبار غربي العراق، ومحافظة اربيل عاصمة إقليم كوردستان شمالي البلاد، إلا إن عوامل عديدة دفعت بتجار الانبار باللجوء إلى شراء البضائع من اربيل، بدلا من العاصمة العراقية بغداد، ابرزها الاستقرار الأمني الذي يعيشه الإقليم والضمانات التجارية.
وبحسب مراقبين فإن اهم هذه العوامل، هي وجود ضمانات على البضائع التالفة او التي تحوي على عيوب يتم كشفها عند وصول البضائع، وبالإمكان استرجاعها في حالة وجود ضمانات كما هو الحال في الأسواق التجارية باربيل.
ويشير عدد من تجار الانبار، إلى أن افتتاح طريق ( فلوجة - سامراء ) الذي تم افتتاحه نهاية شهر شباط / نوفمبر الماضي، ساهم وبشكل كبير، بسهولة نقل البضائع بين المحافظتين، فضلا على أن افتتاحه ساهم بزيادة اعداد التجار الذين يتعاملون مع أسواق اربيل.
ويقول دريد محسن ( 47 سنة ) والذي يعمل بتجارة المفروشات والأجهزة الكهربائية، إن "البضائع القادمة من أربيل تقسم إلى جزأين، الأول هي البضائع المحلية التي يتم إنتاجها في الإقليم، والثاني هي البضائع القادمة من تركيا عبر تجار الإقليم، ونحن نفضل التعامل معهم لحسن تعاملهم ووجود ضمانات على البضائع في حال تلفها".
ويقول ثائر عماد ( 39 سنة ) والذي يعمل بتجارة مواد التنظيف، "اعمل على نقل البضائع من اربيل إلى الانبار منذ أكثر من عشر سنوات، كون حسن تعامل نظرائنا في الإقليم يدفعنا للاستمرار بالتعامل معهم، كما اني اقضي وقت جميل عند ذهابي للتبضع، خصوصا في أماكن قلعة اربيل والمصايف والعديد من الأماكن ذات الطبيعة الجميلة".
كما أن العديد من التجار في محافظة الانبار، بعثوا رسائل يناشدون من خلالها حكومة إقليم كوردستان، باستثناء التجار من قرار منع دخول الإقليم في ظل الأوضاع الصحية التي تشهدها البلاد، والذي جاء بهدف الحد من تفشي الوباء بين المواطنين.
من جانبه، أكد مدير غرفة تجارة الانبار عامر خلف علاوي، أن "الاستقرار الأمني الذي يتمتع به الإقليم، دفع غالبية تجار المحافظة، للتعامل مع الإقليم خصوصا بتجارة السيارات والسلع المعمرة والالبسة والأثاث المنزلي".
وأشار علاوي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "افتتاح طريق (فلوجة - سامراء) غير مسار حركة التجارة بشكل كبير، وتم ملاحظة هذا التغير مؤخرا، كون في السابق كانت دخول البضائع تمر من العاصمة بغداد، حتى وإن كانت قادمة من الإقليم، ولكن افتتاح هذا الطريق الذي يربط المناطق الغربية بشمال البلاد، يسمح لسالكيه الوصول إلى المناطق الشمالية دون المرور ببغداد".
وبين علاوي، أن "هناك مباحثات مع مسؤولي تجارة الإقليم، للسماح للتجار بالدخول إلى أراضي الإقليم، بهدف نقل البضائع، ونحن بطور العمل على استحصال الموافقات باستثناء التجار من القرار الذي أقرته السلطات إقليم كوردستان، بمنع دخول أراضيها لمنع تفشي وباء كورونا"
ويرى الخبير الاقتصادي سليمان الجميلي، أن "اربيل تعتبر العاصمة الاقتصادية في العراق، كون دائما تكون بضاعتها افضل من باقي مناطق البلاد وباسعار مناسبة للتجار، فضلا على الوضع الأمني المستتب الذي يعيشه الإقليم وهذا له تأثير كبير على التجارة"
وقال الجميلي لوكالة شفق نيوز، "على الرغم من أن بغداد أقرب إلى الانبار بكثير، لكن اربيل آمنة خصوصا وأن التجار يقوموا بتحويل مبالغ مالية كبيرة عند تبضعهم، وهذا ما لا يأمن عليه التاجر في بغداد، فضلا على الشوارع المعبدة التي يتمتع بها الإقليم، وهذا أيضا يسهل على التجار حركة نقل البضائع دون تعرضها للتلف أثناء عملية النقل".
واوضح، أن "افتتاح طريق ( فلوجة - سامراء ) الذي يعد من أهم الطرق الاستراتيجية والحيوية كونه أيضا يربط تركيا بدول الخليج، وذلك عبر المنافذ الثلاثة التي تتمتع بها الانبار، وهي منفذ عرعر الذي يربط المناطق الغربية مع السعودية، ومنفذ الوليد مع سوريا، ومنفذ طريبيل مع الأردن، فضلا على أنه يربط المناطق الغربية بشمال البلاد، وهذا ما ساهم بزيادة حركة التجارة مع الإقليم، كونه قلل من عدد ساعات الوصول إلى الإقليم، وهذا ما يبحث عنه التجار ليتم نقل بضائعهم بسرعة وسلاسة، وحتى يوفر لهم من أجور النقل".