استشهد بحنكة نيجيرفان بارزاني.. تقرير يتناول اهتمام الكورد بالسلام الإقليمي

شفق نيوز/ اقتبست صحيفة "ناشيونال" مقولة لرئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، قال فيها مؤخراً إن "قوة السلام أعظم من قوة كل الحروب"، لتشير إلى أن الديناميكيات المتغيرة والتحولات السريعة والاضطرابات في الشرق الأوسط، تركت بصماتها على دور الكورد وطموحاتهم في المنطقة، والتي تبدلت حيث صار سعيهم هو الحفاظ على السلام الذي يملكونه.
وأوضح تقرير الصحيفة الصادرة بالإنجليزية في أبوظبي، ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه في ظل انتشار الكورد في دول رئيسة في العراق وسوريا وتركيا وإيران، فإن التغييرات الأخيرة في المنطقة، حولت حلم الاستقلال الكوردي إلى حلم السلام، حيث تضمنت الرسائل التي أطلقها مسؤولون كورد من العراق وسوريا خلال الشهور الأخيرة، الدعوات إلى منع الصراعات وصون السلام للحفاظ على ما هو لديهم.
وذكر التقرير، بأن نيجيرفان بارزاني، أعلن خلال منتدى السليمانية قبل أيام، أن "قوة السلام أعظم من قوة كل الحروب"، مردداً شعوراً يبدو أنه مشترك بين كل الأطياف السياسية الكوردية.
وبحسب التقرير، فإن ما حفز على هذا التغيير هو انهيار نظام الأسد في سوريا في نهاية العام الماضي، وجهود الحكم الجديد في دمشق، مع وضع الحكم الذاتي الذي أسسته المناطق الكوردية في شمال شرق سوريا خلال أكثر من عقد من الحرب.
واعتبر التقرير، أنه في ظل الحروب الدائرة، وفي ظل الدول التي قمعت حركات الاستقلال طويلاً، فأنه يبدو أن الكورد في العراق قد تبنوا نهجاً أكثر براغماتية في مساعيهم لترسيخ مكانتهم كوسطاء للسلام، لكنهم برغم ذلك يواجهون تحديات داخلية.
ولفت التقرير، إلى أن الكورد في العراق قدموا المساعدة لأبناء عمومتهم في سوريا من أجل حماية استقلاليتهم في ظل الحكم الجديد، كما رحبوا بتحركات حزب العمال الكوردستاني للبدء بعملية السلام مع تركيا.
إقليم كوردستان
وبعدما قال التقرير إن الكورد في العراق تمتعوا طوال 3 عقود بحكم ذاتي واستفادوا منه من أجل صياغة مسارهم السياسي والاقتصادي الخاص حيث أقاموا علاقاتهم وشكلوا حكومتهم الخاصة، على عكس الكورد في الأماكن الأخرى، أشار إلى أنه بينما كانت بقية مناطق العراق غارقة في الصراع، فإن إقليم كوردستان بقي في المقابل بمثابة منارة للسلام، لدرجة أن الاستقلال ظهر وكأنه قابل للتحقق إلى أن تسبب استفتاء الاستقلال في عام 2017 من خلال رد الفعل إقليمياً عليه، في تهشيم هذا الحلم.
وبينما أشار التقرير، إلى أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني كانا على خلاف في السنوات الأخيرة، قال إنه برغم انتخابات الإقليم في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن الأحزاب في الإقليم لم تتوصل حتى الآن إلى توافق حول تشكيل حكومة، وهو ما يثير المخاوف من احتمال فشلها في ذلك قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، مذكراً بأن الرئيس بارزاني حث الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني على "تسريع" خطوات تشكيل الحكومة.
وفي حين قال التقرير إن الحزبين الرئيسيين عقدا محادثات على هامش منتدى السليمانية لم يكشف عن تفاصيلها، تابع قائلاً إنه برغم صراعاته الداخلية، فإن إقليم كوردستان مصمم على المساعدة في تمهيد الطريق نحو السلام، مذكراً بما قاله رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني بأنه "إذا تمكنا من لعب دور فعال في التوسط بين الأطراف المتورطة في الأعمال العدائية الإقليمية وتعزيز أمن المنطقة، فسيكون ذلك مساهمة إيجابية"، بينما قال نيجيرفان بارزاني إن "الكورد وشعب كوردستان مسالمون بطبيعتهم، وكلما ظهر بصيص من السلام، استقبله شعب كوردستان بتفاؤل".
وتابع التقرير، أن نيجيرفان بارزاني، كان يشير إلى التطورات في سوريا وتركيا، عندما قال إن محاولات محو الكورد في الماضي باءت بالفشل، ولم تلحق سوى الضرر بالمنطقة ككل، مضيفاً أن "القرن الماضي برهن بشكل مؤكد على أن تجاهل حقوق الكورد وشعب كوردستان ورفضها أدى إلى استمرار الصراع والفوضى والدمار والمعاناة والركود في المنطقة".
وبينما لفت التقرير إلى أن نموذج الحكم الذاتي في إقليم كوردستان، يعتبر ناجحاً من خلال تحقيق قادته التوازن في علاقاتهم مع بغداد وإيران وتركيا والولايات المتحدة، نقل عن وزير داخلية الإقليم، ريبر أحمد، قوله "نحن من أبرز الشركاء في الشرق الأوسط"، مضيفاً "علينا أن نتحدث عن توازن القوميات التي تعيش هنا، ومن وجهة نظر كوردية، فأنه يتحتم علينا أن نهتم بمستقبل كل المكونات في الشرق الأوسط"، مشيراً بذلك إلى فكرة إمكانية تمثيل الكورد في أماكن أخرى مع ظهور فرص السلام.
دعوة أوجلان
وبعد الإشارة إلى قضية الكورد في تركيا ودعوة زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبدالله أوجلان، نقل التقرير عن الرئيس نيجيررفان بارزاني قوله إن "التطورات في تركيا الهادفة إلى تعزيز السلام تمثل فرصة تاريخية مهمة، ونحن نؤيد وندعم هذه الجهود بكل إخلاص"، وإنه من خلال السلام، سيتعزز دور كوردستان في المنطقة بشكل كبير".
ونقل التقرير عن الرئيسة المشاركة للشؤون الخارجية في الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، قولها إن "مبادرة أوجلان لاقت ترحيباً قوياً من جانبنا، لأنه طوال هذه السنوات، كان سبب هجوم تركيا علينا في الشمال الشرقي مرتبطاً بحزب العمال الكوردستاني"، مضيفة أن عملية السلام الخاصة بقوات سوريا الديمقراطية مع تركيا، قضية منفصلة.
كورد سوريا
وتابع التقرير، أن أولوية الكورد في سوريا تتمثل حالياً في ضمان حقوقهم في الدستور والإطار السياسي الجديدين، مذكراً بتصريح مسرور بارزاني، بأنه "بإمكان إخواننا وأخواتنا في سوريا الاستفادة من تجربة إقليم كوردستان"، مشيراً إلى أن تسوية القضية الكوردية في سوريا "ليست سهلة، إلا أن إقليم كوردستان مستعد لتقديم الدعم في هذا المجال".
وفي حين أشار التقرير إلى أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، وقعا اتفاقية مؤخراً لدمج القوات في مؤسسات الدولة، نقل عن إلهام أحمد قولها، إن الاتفاقية "تاريخية"، لكنها أعربت عن أسفها لعدم تمثيل الكورد في الدستور المؤقت، قائلة إن هناك "خطوطاً حمراء" عندما يتعلق الأمر بالدستور وأنهم اقترحوا تغيير اسم البلاد إلى الجمهورية السورية لإزالة الدلالات "العنصرية" المرتبطة باسمها الحالي الذي يتجاهل وجود جماعات عرقية أخرى.
وأضاف التقرير، أن المطلب الأساسي المتعلق بالدستور، والذي اتفق عليه حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم والمجلس الوطني الكوردي المعارض، هو مسألة الفيدرالية واللامركزية، ونقل عن إلهام أحمد قولها: "ما نقترحه الآن… لدينا سنوات من العمل على الإدارة الذاتية… نقترح تطبيق هذا النموذج في مناطق أخرى"، في إشارة إلى مناطق أخرى مثل درعا وإدلب والسويداء حيث تم تطبيق قدر من الإدارة الذاتية، مضيفة "سنؤكد على ذلك… حيث لا ينبغي أن يقتصر هذا النموذج على الشمال الشرقي، بل ينبغي أن يكون نموذجاً لسوريا بأكملها".
ونقل التقرير، عن إلهام أحمد قولها، إن الكورد في سوريا لا يسعون إلى الاستقلال، مشيرة إلى أن اللامركزية ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والصراع، مذكراً بأن الرئيس نيجيرفان بارزاني، قال إنه "من خلال السلام، سيتعزز دور كوردستان في المنطقة بشكل كبير".
ترجمة: وكالة شفق نيوز