منع قدوم الشرع.. "شبح إيران" يكبّل دبلوماسية السوداني

منع قدوم الشرع.. "شبح إيران" يكبّل دبلوماسية السوداني
2025-05-17 19:08

شفق نيوز/ كشف تقرير تركي، عن أسباب رد الفعل العدائي من قبل قيادات شيعية في العراق موالية لإيران إزاء الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للرئيس السوري أحمد الشرع، للمشاركة في القمة العربية التي عقدت اليوم في العاصمة بغداد.

وأشار تقرير لصحيفة "ديلي صباح" التركية، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن هذا الفعل العدائي يشير الى "مستقبل متوتر للعلاقات بين بغداد ودمشق، ويظهر أيضا قدرة طهران على التلاعب بعلاقات العراق مع جيرانه، ما يؤشر احتمال أن العقبة الايرانية امام تأسيس سوريا جديدة، لن يتبدد خلال وقت قريب".

وبينما سارعت الدول الإقليمية والغربية إلى التناغم مع الوضع الجديد في سوريا، إلا أن الموقف المتحفظ الذي اتخذه العراق كان أمرا لافتاً للانتباه، وفق التقرير، الذي رأى أن الشرع تمكن من انجاز تقدم سريع في العلاقات مع دول الخليج السنية وتركيا، غير أنه لم يلق الاستجابة نفسها من جانب العراق، "ذو غالبية شيعية".

ورأى التقرير، أن عقد الشرع والسوداني المحادثات الأولى بينهما في الدوحة مؤخراً، برعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، شكّل لحظة محورية في العلاقات العراقية - السورية، وفي المشهد الإقليمي لمرحلة ما بعد الأسد.

ونبه التقرير التركي، إلى أن "توجيه السوداني الدعوة للشرع للمشاركة في القمة العربية، اثارت غضب الميليشيات العراقية وعدداً كبيراً من المجتمع الشيعي، وعبرت جهات عديدة قاعلة، مثل رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، وميليشيات مدعومة من ايران كعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، عن اعتراضهم القوي على زيارة الشرع، في حين وجهت كتلة (حقوق) النيابية التابعة لكتائب حزب الله رسالة للنائب العام تطالبه فيها باتخاذ اجراءات قانونية بحق الشرع في حال جاء الى بغداد، بينما وقع نحو 60 نائبا شيعيا في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا، عريضة تطالب الحكومة بمنع حضوره".

لكن سياسيين من السنة، رحبوا بدعوة الشرع الى العراق، واعتبروها خطوة نحو فك ارتباط العراق بايران واقترابه من الدول العربية، وفق تقرير صحيفة "ديلي صباح" التركية، أما بعض السوريين، فقد عبروا عن خشيتهم من احتمال تعرض الشرع للخطر في حال ذهب الى العراق.

وذكر التقرير التركي، أن "السوداني يتصرف وفقا للوقائع الاقليمية، الا ان من يتمتع بالنفوذ الحقيقي في الحكومة العراقية هو الذي ليس مستعدا للقبول بالواقع الجديد في دمشق".

وأوضح أن إيران تعتبر أن الميليشيات الشيعية في العراق هي بمثابة الحصن الأخير لها بعد سقوط نظام الأسد، وإضعاف إسرائيل لحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، مضيفا انه منذ "ديسمبر/كانون الأول الماضي، تزايدت حدة نبرة طهران العدائية تجاه سلطة الشرع".

وأشار إلى أن بعض قادة الميليشيات في العراق يتحدثون عن انهم مضطرون لمراعاة الحليف الايراني في معارضته للشرع الذي اطاح بحليف طهران السابق في سوريا، مضيفا ان ايران لا ترغب في قيام علاقة ناجحة بين سوريا والعراق، لانها تضعف شبكتها من "الوكلاء".

وبعدما ذكر التقرير، بالانتخابات العراقية المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، أكد أن خصوم السوداني على غرار نوري المالكي وعصائب اهل الحق (المعروفة ايضا بشبكة الخزعلي)، يشعرون بالقلق من احتمال حصول السوداني على ولاية ثانية، ولهذا فانهم يعملون على تقويض جهود التطبيع مع دمشق.

ورأى التقرير التركي، أن عدم حضور الشرع شخصيا للقمة العربية، هو بمثابة دليل نجاح للميليشيات في الحد من محاولات السوداني للتطبيع مع سوريا، خصوصا قبل الانتخابات العراقية، حيث ان السوداني لا يملك حزبا قويا او قاعدة دعم قوية، وهو اعلن عزمه الترشح مجددا لكنه يشعر بالقل من ان مواجهة الميليشيات الموالية لإيران، قد تضعف حظوظه في الانتخابات.

وأشار التقرير، إلى ان السوداني يدرك انه لن يتمكن من النجاح في ظل هيمنة القوى الفاعلة الموالية لايران، الا انه يحاول في الوقت نفسه ان يحقق مسارا متوازنا مع دمشق ومن دون التفريط بمكانته الداخلية، معتبراً أن من السهل توقع ان تكون العلاقات مع دمشق اقوى في حال فوز السوداني بولاية ثانية مقارنة بأي زعيم آخر موالٍ لإيران.

ووفق التقرير التركي، فإن لقاءات السوداني مع الشرع والشيباني، ومشاركة سوريا في قمة بغداد، تشير الى ان ايران وميليشياتها العراقية لم تنجح في احباط مسار التطبيع بين بغداد ودمشق بشكل كامل، موضحا ان استهدف ايران والميليشيات العراقية للشرع بشكل شخصي بسبب ماضيه، من دون ان تكون لهم القدرة على منع الزيارات على مستوى وزراء الخارجية، يظهر انهم لا يملكون الامكانية الكاملة لتحديد مسار العلاقات، الا انهم يحاولون ارضاء جمهورهم.

وخلص التقرير، للإشارة إلى أن منطقة الشرق الاوسط تعيش تحولات جيوسياسية جديدة، من بينها هجمات اسرائيل على غزة، وتغيير النظام في سوريا، والتوجه الاقليمي لادارة ترامب، والمفاوضات النووية مع ايران، هي كلها بحسب التقرير "تبقي المنطقة في حالة متأرجحة بين الفرص والمخاطر".

وختم التقرير التركي، بالإشارة إلى مقدرة العراق على أن يتحول من دور المتفرج الضعيف الى عامل توازن فعال، وبالتالي فان إمكانية مساهمة العراق في دمج سوريا الجديدة في المجتمع الدولي، تصب في مصلحته، معتبراً أن إصرار القوة الموالية لإيران التي اصبحت تحت انظار الولايات المتحدة وإسرائيل، على رفض سلطة دمشق الجديدة، يعني استدراج المزيد من الغضب الامريكي والاقليمي، وتعزيز العزلة.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon