تقرير أمريكي يذكّر ترامب بمصير العراق ويوصيه بحرب "ناعمة" على إيران

شفق نيوز/ حث موقع "ريل كلير ديفينس" الامريكي المتخصص بالشؤون الدفاعية، الولايات المتحدة على عدم الانضمام للحرب الاسرائيلية مع ايران، داعياً واشنطن الى الاستفادة من دروس العقدين الماضيين في العراق وافغانستان.
واشار تقرير للموقع، ترجمته وكالة شفق نيوز، الى انه "على الولايات المتحدة عدم الانضمام الى العمليات الاسرائيلية ضد ايران، وفي ظل تصاعد خطر اندلاع صراع مفتوح بين اسرائيل وايران، فإن واشنطن امام اغراء مألوف، والمتمثل في اظهار الحزم عبر التدخل العسكري".
واوضح التقرير، انه "قد يكون مفهوما ان لدى واشنطن الدافع لردع ايران النووية، لكن التاريخ، بما في ذلك التجربة في العراق وافغانستان، تشكل تحذيرا من النتائج التي تترتب على التصعيد غير المنضبط"، موضحا ان "تقاطع الطرق الاستراتيجي الحالي، يعود الى سبعينات القرن الماضي، عندما دعمت الولايات المتحدة شاه ايران كحليف اقليمي في مواجهة التوسع السوفيتي"، لافتا الى ان نظام الشاه كان مستبدا والرفض الداخلي له في تزايد، وعندما اندلعت الثورة في العام 1979، اساء القادة الاميركيون قراءتهم لهذه الثورة ونظروا اليها من منظور الحرب الباردة".
وذكر انه "بدلا من اعادة تقييم السياسة الأميركية، فإن واشنطن ردت بعزل ايران، وقطعت العلاقات الدبلوماسية، ووصمتها كعدو دائم"، مؤكداً ان "هذا النهج ساهم في تعزيز السلطة المتشددة لرجال الدين، وقمع الاصوات المعتدلة، ونشر بذور العداء لعقود"، مشيرا الى انه "من خلال محاولة احتواء ايران بدون فهم ديناميكياتها الداخلية، فإن واشنطن اسهمت في خلق النظام العدائي الذي كانت تاْمل في ان تتجنبه، وتحولت النتيجة طويلة المدى الى صراعات في انحاء المنطقة، من لبنان وسوريا الى العراق واليمن".
ورأى التقرير، انه "مع بدء هجمات اسرائيل على ايران الان، فإن صناع القرار في الولايات المتحدة يتعرضون مجددا لضغوط من اجل التدخل"، مضيفا انه "وبرغم ذلك فإن اي تدخل عسكري اميركي لن يؤدي الا الى تصعيد الموقف، وتوحيد الشعب الايراني المنقسم تحت راية قومية، والمجازفة باندلاع حرب اقليمية اوسع".
واعتبر التقربر الأمريكي، ان "سعي ايران الى امتلاك قدرات نووية يمثل تهديدا خطيرا، لانها اذا كانت مسلحة نوويا، فان ذلك سيغير موازين القوى في الشرق الاوسط، بينما سيحصل وكلاؤها على جرأة اضافية في المنطقة، بالتالي ان موقف اسرائيل الدفاعي منطقي تماما، الا انه يجب على الولايات المتحدة ان ترسم خطا واضحا ما بين الدعم وبين التدخل"، على حد تعبيره.
واضاف ان "الدعم ممكن ان يأتي من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، والدعم الدبلوماسي، والتنسيق الاقليمي، الا انه حذر من ان يتضمن ذلك اي عمل عسكري مباشر، خصوصا في ظل غياب هدف نهائي واضح او تفويض من الكونجرس"، منوها الى ان "تجربتي العراق وافغانستان علمتنا انه حتى التدخلات الحسنة النوايا، يمكن ان تتحول الى تورط طويل المدى مع نتائج غير مضمونة".
وبحسب التقرير، فإن "اي عدوان عسكري خارجي سيمنح النظام الايراني ما يريده تماما، عدو خارجي يلقي عليه اللوم، وسبب لتوحيد الشعب حوله".
واكد التقرير، انه "من الناحية الاستراتيجية، فإن الخيار الافضل هو الاحتواء، حيث ان لدى الولايات المتحدة الادوات اللازمة لممارسة الضغط على ايران عبر العقوبات، والردع من خلال الشراكات الاقليمية، وعزل سلوكها دون اللجوء الى الضربات الجوية او نشر القوات، سيما وان ضبط النفس هنا ليس ضعفا، وانما حكمة مدعومة بالتجربة".
ولفت الى ان "التصعيد سيؤثر على اسواق الطاقة العالمية، وعلى التحالفات الاقليمية، وعلى الاستقرار السياسي الداخلي في الحكومات الهشة في الشرق الاوسط"، مذكرا ان "ايران تتمتع بنفوذ عميق من خلال حزب الله والحوثيين وقوات الحشد الشعبي في العراق، ولهذا فإن اي عمل اميركي مباشر سيثير مخاطرة باشعال صراع اوسع تصبح فيه المصالح والاصول الاميركية وحلفاؤها اهدافا فورية".
واقترح التقرير كبديل عن ذلك، "التزام الولايات المتحدة باستراتيجية طويلة المدى تفتح المجال امام حدوث التغيير الداخلي في ايران، عبر العمل وفق احتواء التهديدات الخارجية، وتعزيز وصول الايرانيين الى المعلومات، وتقوية المجتمع المدني والقوى الاصلاحية في الداخل الايراني، حيث ان التغيير الذي يحصل من الداخل يكون اكثر استدامة، واقل دموية، من التغيير الذي نحاول فرضه من الخارج".
وبعد الاشارة الى العراق وافغانستان، تابع التقرير: "قيل لنا ان العمل الحاسم سيحقق الاستقرار، الا ان ما رايناه كان صعوبة في بناء الشرعية في الاماكن التي يجب ان تكتسب فيها محليا، لا ان يتم فرضها من الخارج".
وختم التقرير بالتأكيد، ان "الدرس واضح، وهو ان ايران تشكل خطر، لكن التسرع في خوض الصراع ليس حلال"، مضيفا انه "بينما يجب دعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، وان نكون مستعدين للرد على اي تهديدات واضحة لمصالحنا، الا انه يجب علينا ان نتجنب ان نصبح الطرف الرئيسي في حرب شرق اوسطية جديدة".
وخلص التقرير الى "الدعوة لاتباع الاحتواء، والردع، والصبر الاستراتيجي الطويل"، مشيرا الى انه "ليس وقت قرع طبول الحرب، بل وقت الحكمة والانضباط، ووضع سياسة خارجية تستفيد من دروس العقدين الماضيين، لا ان تتجاهلها".
ترجمة: وكالة شفق نيوز