تقرير بريطاني يتناول تأثير نيجيرفان بارزاني على أردوغان ورفع الحظر التركي
شفق
نيوز- ترجمة خاصة
سلّط
موقع بريطاني الضوء على مدى تأثير رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في
العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحكومة التركية، والدور الذي لعبه في
رفع الحظر الذي تفرضه أنقرة منذ سنوات على مطار السليمانية الدولي.
وبداية،
أشار تقرير موقع "أمواج" البريطاني، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن
تركيا تتحرك من أجل إنهاء حظرٍ قائم من عامين على استخدام مجالها الجوي للرحلات
الجوية من وإلى مطار السليمانية، والذي كان قد فُرض بعدما اتهمت أنقرة الاتحاد
الوطني الكوردستاني بتوفير ملاذ آمن لحزب العمال الكوردستاني.
وبحسب
التقرير البريطاني فإن التحول في الموقف التركي جاء بعد تدخل شخصي من رئيس الإقليم
نيجيرفان بارزاني، وهو ما من شأنه تعزيز موقف حزبه الديمقراطي الكوردستاني في
حملته لانتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وذكرّ
التقرير بأن تركيا كانت مددت في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري حظر الرحلات الجوية إلى
السليمانية حتى 6 كانون الثاني/ يناير 2026، إلا أنها بعد ثلاثة أيام، تراجعت عن
قرارها بعد اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الإقليم نيجيرفان
بارزاني.
وأوضح
التقرير أن أردوغان سأل خلال هذا الاجتماع بارزاني عن سبب اهتمامه بالمطار باعتبار
أنه يقع في منطقة يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكوردستاني، المنافس للحزب
الديمقراطي الكوردستاني، إلا أن بارزاني رد عليه قائلاً: "أنا رئيس إقليم
كوردستان، ونصفي من السليمانية"، وهو ما فتح الفرصة أمام تحقيق تقدم.
وبعدما
ذكرّ التقرير بأن محافظ السليمانية هفال أبو بكر، أشاد بموقف رئيس الإقليم الداعم
لرفع الحظر عن مطار السليمانية، أشار إلى أن الخطوة ستفتح الباب أمام الرحلات
الجوية ليس فقط من وإلى تركيا، بل وأوروبا أيضاً.
ولفت
التقرير إلى أن بعض المسافرين من أوروبا يسافرون جواً إلى مطارات الخليج، ثم
يعودون إلى السليمانية للالتفاف على الحظر التركي، في حين تشير التقديرات إلى أن
الحظر تسبب بخسائر شهرية في الإيرادات بلغت خمسة ملايين دولار.
ونقل
التقرير عن نائب الرئيس الأول للاتصالات في الخطوط الجوية التركية يحيى أوستون،
قوله في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إن الرحلات الجوية "ستبدأ قريباً".
وأشار
التقرير إلى أنه في حين لعب بارزاني دوراً أساسياً في إعادة فتح المطار، فإن
الاتحاد الوطني الكوردستاني نسب الفضل لنفسه، وقال الحزب في عنوان رئيسي على موقعه
الإلكتروني إنه "بفضل جهود رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني (بافل طالباني)،
مطار جلال طالباني الدولي يعاد افتتاحه للعالم".
ولفت
التقرير إلى أن الحكومة العراقية وافقت في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، على طلب من الاتحاد
الوطني الكوردستاني لإعادة تسمية مطار السليمانية باسم مؤسس الحزب جلال طالباني.
وبحسب
التقرير فإن قرار أنقرة في 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بتمديد حظر الطيران إلى
السليمانية، يتماشى مع "مسار الجمود" بتطبيق اتفاق نزع سلاح حزب العمال
الكوردستاني.
ومع
ذلك، اعتبر التقرير أن النجاح الواضح لنداء بارزاني الشخصي إلى أردوغان، تشير إلى
نفوذه والعلاقات القوية التي تجمع الحكومة التركية والحزب الديمقراطي الكوردستاني،
وسيعزز خطاب الحزب في ظل الحملة للانتخابات العراقية المقبلة.
وأشار
إلى أن قرار أردوغان برفع حظر الرحلات الجوية جاء في الوقت الذي تحتفل فيه بغداد
وحكومة إقليم كوردستان باتفاق استئناف صادرات النفط عبر تركيا بعد توقف استمر نحو
عامين ونصف العام.
إلا
أن التقرير قال إنه من غير الواضح متى ستُستأنف الرحلات الجوية إلى السليمانية عبر
المجال الجوي التركي، مضيفاً أنه من المرجح بعد استئنافها، أن المنافسة بين
المطارات المحلية ستحتدم على المسافرين في بيئة مزدحمة بشكل متزايد في إقليم
كوردستان، حيث أن مطار أربيل يعتبر أكثر مطارات المنطقة ازدحاماً، إلا أن هذه
الهيمنة قد تتراجع مع إعادة افتتاح مطار الموصل مؤخراً، حيث من المقرر استئناف
الرحلات الجوية خلال الشهر الجاري.
وتابع
التقرير قائلاً إنه بالإضافة إلى مطار السليمانية، يواجه مطار أربيل أيضاً صعوبة
في التعامل مع مطار كركوك الجديد نسبياً، حيث أفادت تقارير أن المسؤولين الأتراك
عملوا على زيادة حركة الطيران هناك كدعم رمزي للمجتمع التركماني المحلي.
ولفت
التقرير البريطاني إلى أن حظر الرحلات الجوية يمثل أداة قوية في يد جيران إقليم
كوردستان لكسب النفوذ على الإقليم، مذكراً كمثال على ذلك، بالحظر الذي فرضته إيران
وتركيا، بالتنسيق مع بغداد، بعد استفتاء استقلال كوردستان العام 2017.
وختم
التقرير بالإشارة إلى أن الدبلوماسية الشخصية لبارزاني قد لا تمنع إعادة فرض الحظر
إذا اعتبرت أنقرة أنه "مبرر"، مضيفاً أن الخلافات المستقبلية المحتملة
بين تركيا والاتحاد الوطني الكوردستاني، أو استئناف هجمات حزب العمال الكوردستاني،
قد تدفع تركيا إلى فرض قيود مجدداً.