مئات العلويين يخرجون في تظاهرات غير مسبوقة بالساحل السوري.. صور
شفق نيوز- دمشق
شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، يوم الثلاثاء، خروج تظاهرات شارك فيها مئات الشبان من أبناء الطائفة العلوية، بناءً على دعوات أطلقها عدد من الشخصيات الدينية العلوية، أبرزهم موفق غزال، فيما رفع المشاركون لافتات تطالب بالفيدرالية ووقف القتل واللامركزية.
ورُفعت خلال التظاهرات أيضاً لافتات تطالب بالإفراج عن من وصفوا بـ"المعتقلين" من أبناء الطائفة العلوية، غير أن بيانات سابقة صادرة عن وزارة الداخلية السورية تشير إلى أن الأسماء والشخصيات المطالب بالإفراج عنها ليسوا معتقلين سياسيين أو مدنيين، بل تم توقيفهم على خلفيات جنائية تتعلق بالتورط في عمليات تعذيب وقتل خلال عهد النظام السابق، إضافة إلى آخرين متهمين بتنفيذ مجازر وجرائم تعذيب في سجون النظام، وعلى رأسها سجن صيدنايا.
وتقول مراسلة وكالة شفق نيوز، إن المحتجين انقسموا فيما بينهم في بعض المناطق، حيث وجه البعض انتقادات مباشرة للمطالبين بالإفراج عن شخصيات مثل وسيم الأسد، المعروف في تلك الفترة بتجارته بالمخدرات والكبتاغون وتعاونه المباشر مع تاجر المخدرات اللبناني المعروف نوح زعيتر الذي ألقت السلطات اللبنانية القبض عليه قبل أيام.
واعتبر المنتقدون أن هؤلاء "ليسوا ضحايا، بل جزء من منظومة الإجرام التي مارست القتل والنهب والاعتقال التعسفي بحق السوريين لعقود"، مؤكدين أن "مكانهم الطبيعي هو قفص الاتهام في محاكمات علنية عادلة".
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية لوكالة شفق نيوز، بأن "بعض التحركات جاءت استجابة لدعوات أطلقتها شخصيات مرتبطة بالنظام السابق تقيم في الخارج، على رأسها كمال الحسن الذي يدير هذا الحراك طموحاً لإنشاء إقليم علوي".
وأضافت المصادر أن "الحسن دعا عبر ممثلين عنه في الداخل السوري إلى التظاهر وقطع الطرقات والاعتصامات وتعطيل المؤسسات"، مشيرة إلى أن "هذه الدعوات لاقت انقساماً داخل المكون العلوي، بين مؤيد يرى في الحراك محاولة لإنقاذ المتورطين، وبين رافض يعتبر أن ما يجري هو تجييش طائفي خطير يهدف لحماية مجرمي الحرب".
هذا وشهدت بعض التظاهرات في مواقع عدة بمحافظات طرطوس واللاذقية وريف حماة، تجاوزات وهتافات موجهة ضد السلطة الجديدة في سوريا، ما أدى إلى ظهور تظاهرات مضادة تطالب بتمثيل سياسي وحقن الدماء ورفض التجييش الطائفي.
وفي السياق ذاته، أفاد ناشطون بحدوث إطلاق نار على عدد من التظاهرات واعتقال عدد من المشاركين.
في المقابل، أفادت مصادر أخرى بأن "قوى الأمن حافظت على دورها في ضبط الوضع ومنع أي صدام، دون التدخل لمنع التظاهرات، في مشهد غير مألوف لدى السوريين".