كونفرانس "وحدة الموقف" في الحسكة يدعو إلى دولة مدنية تضمن حقوق جميع المكونات

كونفرانس "وحدة الموقف" في الحسكة يدعو إلى دولة مدنية تضمن حقوق جميع المكونات
2025-08-08T09:33:19+00:00

شفق نيوز- دمشق

انطلقت فعاليات كونفرانس "وحدة الموقف" لمكونات شمال وشرق سوريا، يوم الجمعة، في المركز الثقافي بمدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، تحت شعار "معاً من أجل تنوع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا".

وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن المؤتمر يشارك فيه أكثر من 400 شخصية تمثل الإدارة الذاتية، والمؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، إلى جانب ممثلين عن مختلف مكونات شمال وشرق سوريا.

وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، إن "التعددية السياسية تمثل مطلباً أساسياً لبناء سوريا حديثة وشاملة"، محذرة من أن "استمرار الذهنية الأحادية يساهم في تعميق الأزمات وتعطيل الحلول السياسية".

وأكدت ضرورة تمثيل مكونات شمال وشرق سوريا في أي مسار دستوري أو تفاوضي، معتبرة أن مشاركة ممثلي المنطقة تمثل "جوهر العملية السياسية والدستورية".

ودعت أحمد إلى إدراج حماية المرأة في الدستور السوري الجديد، مشيرة إلى أن "الوقت قد حان لإنهاء جميع أشكال الاضطهاد ضد المرأة وضمان مشاركتها الفعلية في العملية السياسية، مؤكدة أن صوت المكونات المحلية هو حجر الأساس لأي حل سياسي مستدام، وأن تجاهل مطالب هذه المكونات سيؤدي إلى مزيد من التدهور والانقسام".

وفي كلمة مصوّرة، دعا رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، غزال غزال، إلى إقامة دولة مدنية، علمانية، تعددية، ولا مركزية، مؤكداً أن هذا "النموذج هو الحل الأمثل لضمان مستقبل آمن وعادل لكافة السوريين".

وقال: "لا نطلب دولة دينية، بل دولة تحفظ كرامة الجميع وتؤسس لحلول تستند إلى الحقوق لا الهيمنة".

وأضاف أن سوريا تمر بـ"لحظة دقيقة من تاريخها الحديث، ولابد من رص الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة خطاب التكفير والتطرف الذي فرّق بين أبناء الوطن"، مشيراً إلى ما وصفه بـ"مشاهد الإجرام" التي طالت مكونات سورية من الساحل إلى السويداء.

وأكد أن النظام اللامركزي أو الفيدرالي هو "الضامن الحقيقي لحقوق كل المكونات في الدستور السوري المستقبلي"، مشدداً على ضرورة وقف آلة القتل وبدء عملية مصالحة وطنية تعيد بناء الثقة وتحول الاختلاف إلى مصدر قوة لا صراع.

واعتبر غزال أن "طريق الحرية والعدالة محفوف بالمخاطر لكنه الخيار الوحيد لحماية الكرامة وضمان بقاء سوريا وطناً يتسع للجميع دون إقصاء".

من جانبه، قال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، خلال كلمة مصوّرة "أيها الإخوة والأخوات، في زمن تتكاثر فيه التحديات، نلتقي اليوم على أضواء هذا الملتقى لنؤكد أن وحدة موقف مكونات شمال وشرق سوريا هي استجابة لصرخات شعب أنهكته الحرب".

وأضاف "نقف إلى جانب إخوتنا من جميع مكونات سوريا، ونؤكد أن التنوع ليس تهديداً بل كنز يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا. ليكن هذا المؤتمر بداية لمسار جديد يرسخ حرية الإنسان في وطن لا يُقاس بطائفته، بل بإنسانيته".

ومن المقرر أن تستمر أعمال الكونفرانس حتى مساء اليوم الجمعة، ليُختتم ببيان ختامي يتضمن جملة من المخرجات والرؤى حول مستقبل سوريا ونظام الحكم فيها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon