باحث سوري: دمشق تتبنى مشروعاً يهدد وحدة البلاد ويستهدف الأقليات

شفق
نيوز- دمشق
قال
الباحث السوري في مركز "الفرات" للدراسات، لزكين إبراهيم، يوم الأربعاء،
إن الانتهاكات التي تتعرض لها محافظة السويداء تأتي ضمن مسار سياسي متصاعد تسلكه
بعض أطراف المعارضة، يهدف إلى فرض "هيمنة أحادية" تُقصي التنوع السوري،
وتُعيد تشكيل السلطة على أسس عددية وطائفية تُناقض مبادئ الشراكة الوطنية.
وذكر
إبراهيم لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومة السورية المؤقتة، التي كان يُفترض أن
تشكّل بديلاً ديمقراطياً للسلطة المركزية، باتت تتبنى خطاباً وسلوكاً لا يختلف
كثيراً عن الجماعات الجهادية التي ترفض التعددية، وتتعامل مع التنوع القومي
والطائفي كتهديد لشرعية وجودها".
وتابع،
أن "شعارات مثل (حصر السلاح بيد الدولة) تُستخدم كغطاء لنزع سلاح القوى غير
التابعة للحكومة المؤقتة، مثل الكورد والدروز، في الوقت الذي يُغضّ فيه الطرف عن
انتشار الميليشيات العشائرية المسلحة في مناطق تُعدّ حاضنة لها، تُستخدم كأذرع
ميدانية في فرض هذا المشروع السياسي".
واعتبر،
أن "هذه الازدواجية تكشف بنية سياسية قائمة على منطق الهيمنة وليس على أساس
الشراكة والمواطنة"، مشيراً إلى أن "حوادث التحريض الطائفي المتكررة –
من مجازر الساحل ضد العلويين، إلى استهداف كنيسة مار إلياس، ووصولاً إلى الهجمات
ضد أبناء السويداء – تعكس استمرار عقلية الثورة المسلحة، وغياب مفهوم الدولة
المدنية".
وأرى
إبراهيم، أن "تحريك أرتال ميليشياوية نحو السويداء، وتحريض بعض العشائر
السنية ضد الدروز، يندرج ضمن استراتيجية تعتبر الأقليات خصوماً وجوديين، لا شركاء
في بناء سوريا الجديدة". كما أشار إلى أن "هذا النمط من السياسات يوازي
ما تقوم به السلطة في دمشق من محاولات لتأجيج فتنة عربية-كوردية، تهدف لتفكيك
الحاضنة الشعبية لقوات سوريا الديمقراطية".
وانتقد
الباحث "الصمت العربي" حيال ما وصفه بـ"الانتهاكات الممنهجة ضد
الدروز"، قائلاً إن "بعض الدول العربية تندد بالغارات الإسرائيلية لكنها
تتجاهل الدعوات المتكررة من السويداء للحماية الإقليمية والدولية، وتغض النظر عن
مسؤولية الحكومة المؤقتة في تصعيد التوتر والانتهاكات".
ولفت
إلى أن "رهان الحكومة المؤقتة على كسب الدعم الغربي من خلال إبداء الاستعداد
للتطبيع مع إسرائيل، يمثل محاولة مكشوفة لشراء شرعية خارجية تُستخدم لقمع الداخل،
خصوصاً عبر مشروع نزع سلاح الأقليات تحت ذريعة (توحيد القرار العسكري)".
وختم
إبراهيم بـ"التحذير من أن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلى الاستقرار، بل
سيُعمّق الانقسام، ويُغذّي النزعات الانكفائية لدى المكونات المستهدفة"،
مشدداً على أن "سوريا بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يُبنى على المواطنة
والشراكة، لا العصبية والإقصاء".
ومنذ
13 تموز/ يوليو الجاري، تشهد السويداء مواجهات عنيفة بين الدروز، وبدو موالين
لحكومة الشرع، أدت لمقتل العشرات وسط محاولات رسمية لوقف إطلاق النار، فيما تدخلت
القوات الإسرائيلية جواً بزعم حماية الأقلية الدرزية، ما يجعل المحافظة على شفا
انفجار أمني وأمني متجدد.
وأعلن
المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى جراء
الاشتباكات التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا إلى 269 قتيلاً، في واحدة من
أعنف المواجهات التي شهدتها المنطقة مؤخراً.
وأحصى
المرصد منذ اندلاع الاشتباكات الأحد الماضي، مقتل 64 مسلحاً درزياً إضافة الى 28
مدنياً، 21 منهم قتلوا "بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع
والداخلية"، مقابل 138 قتيلاً من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحاً
من البدو. وكانت حصيلة سابقة للمرصد ليل أمس الثلاثاء أحصت مقتل 224 أشخاص من
الطرفين.