الإعلان عن "انشاء إقليم" في سوريا تزامناً مع وقفة احتجاجية بالقامشلي (صور)

شفق نيوز- القامشلي/ السويداء
شهدت مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، يوم الجمعة، وقفة احتجاجية نظمها نشطاء وفعاليات مدنية، للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا العنف في محافظة السويداء، والتنديد بالانتهاكات التي رافقت الاشتباكات الأخيرة في المحافظة الجنوبية، وذلك بالتزامن مع اعلان مجموعة من ابناء السويداء تشكيل "اقليم جبل العرب".
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تطالب بالعدالة والمساءلة، كُتب على بعضها: "العدالة لضحايا الانتهاكات في السويداء.. لا للإفلات من العقاب"، و"نريد وطنًا نحيا فيه لا نموت فيه"، فيما دعت لافتات أخرى إلى السماح لوسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى السويداء لمتابعة الأوضاع على الأرض.
وقال الحقوقي زكي حجي أحد المشاركين في الوقفة، لوكالة شفق نيوز: "نعلن تضامننا الكامل مع المكوّن الدرزي وما يتعرض له من استهداف ممنهج، ما يجري اليوم سبق أن حصل في مناطق الساحل السوري، من قتل وتعذيب وتخريب، وهي سياسة تنتهجها الحكومة الانتقالية".
وأضاف حجي: "هناك تهديدات تطال شمال شرق سوريا والمكوّن الكوردي بشكل خاص، هذه السياسات التي تسعى إلى تجييش الحالة القبلية والعشائرية لا تصنع دولة، بل تُكرس الانقسام، الفزعات لا تبني دولة ديمقراطية تحترم الكرامة والحريات العامة".
من جهتها، قالت الناشطة الدرزية رُبا الفليحات، وهي من أبناء السويداء وتقيم حاليًا في القامشلي: "فقدنا العشرات من أهلنا وأصدقائنا، معظمهم من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك نحو 80 امرأة ما زلن مخطوفات حتى الآن ولا نعرف مصيرهن".
وفي السياق ذاته، طالب ضياء العبدالله، أحد أبناء السويداء المقيمين في القامشلي، بـ"فتح ممرات آمنة وتشكيل لجان تحقيق دولية لكشف الحقيقة"، موضحا أن "الخدمات في السويداء مقطوعة تمامًا، والمدنيون، خصوصًا الأطفال والنساء، وكذلك المشافي، بحاجة إلى مساعدات عاجلة".
وعلى الصعيد الدولي، أدانت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، في بيان رسمي، أعمال العنف في السويداء، ودعت إلى "تحقيق شفاف ونزيه ومحاسبة المتورطين".
كما شددت على "ضرورة احترام وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا"، مؤكدة "استمرار دعم الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدات الإنسانية، والمطالبة بضمان وصول المساعدات دون عوائق، لا سيما في قطاعات الصحة والمياه والغذاء".
وكانت محافظة السويداء قد شهدت، خلال الأسبوع الماضي، اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية محلية ومسلحين من عشائر بدوية، على خلفية خلافات متراكمة، قبل أن تتدخل قوات تابعة للحكومة الانتقالية، مما أدى إلى تصعيد خطير شمل قصفًا إسرائيليًا استهدف مواقع تابعة للقوات الحكومية في كل من السويداء ودمشق ودرعا.
في أعقاب التصعيد، أعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار، تضمّن انسحاب القوات الحكومية ووقف جميع العمليات العسكرية.
وبحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 1386 شخصًا من مختلف الأطراف، بينهم 238 مدنيًا أُعدموا ميدانيًا على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، وفقًا لوصف المرصد، الذي أشار إلى أن هذه الحصيلة غير نهائية.
وفي تطور بارز، صدر بيان عن مجموعة من أبناء محافظة السويداء، أعلنوا فيه بشكل رسمي عن تأسيس "الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب"، واصفين هذه الخطوة بأنها "ثورية" تهدف إلى استعادة القرار وكرامة الإنسان، وفق ما جاء في نص البيان.
وأكد الموقعون أن "هذه الإدارة تمثل إرادة الشعب في السويداء، وترتكز على قيم التعددية وحقوق الإنسان والحكم المدني، معلنين رفضهم لأي وصاية أو سلطة ديكتاتورية".
وذكر البيان أن "مشروعهم يهدف إلى بناء حكم عادل في سوريا حرة وآمنة"، كما وجّه البيان تحية إلى من وصفهم بـ"رجال الكرامة" في السويداء، مؤكدًا أن "سلاحهم في وجه كل معتدٍ، لا في وجه الأخوة"، وأن هذه الخطوة تأتي ضمن مشروع وطني جامع لكل السوريين.
وقد وقع البيان باسم: "الإدارة الذاتية لإقليم جبل العرب – السويداء"، بتاريخ 21 تموز/يوليو 2025.