تحليق الدولار لا يهدد الدينار.. مستشار السوداني يبدد المخاوف: نظام الدولرة من الماضي
شفق نيوز/ علق المستشار المالي والاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي مظهر محمد صالح، يوم الاثنين، على عودة ارتفاع أسعار صرف الدولار الأمريكي، أمام الدينار العراقي، في الأسواق المحلية.
وأوضح صالح، لوكالة شفق نيوز، أن "نظام سعر الصرف الثابت في العراق يقوم على قاعدة احتياطيات دولية تعد هي الأعلى في تاريخ العراق وسياسته النقدية، إذ تغطي العملة الأجنبية نسبة تزيد على 100٪ من إجمالي العملة المصدرة حاليا".
وأضاف أن "إزاء قوة سوق الصرف المركزية الرسمية، فان سعر صرف الدولار الى الدينار في السوق الموازي اليوم في البلاد لا يشكل أية أهمية نسبية في التأثير في استقرار المستوى العام للأسعار الذي أمسى ذلك المستوى السعري العام مستقراً في مركباته واتجاهاته جراء تأثير عامل سعر الصرف الرسمي المهيمن حالياً على تمويل التجارة الخارجية (الاستيرادية) والبالغ 1320 ديناراً لكل دولار، وهو اتجاه مستقر لسعر الصرف وتتمحور حوله القيمة الخارجية المستقرة للدينار، والذي تجسده حالة استقرار الأسعار النسبية للسلع والخدمات إلى حد كبير إذ لا يتعدى التضخم السنوي في البلاد سوى 3٪ ".
وبحسب صالح، فبناء على ما تقدم، وفي ضوء قوة الاحتياطيات الأجنبية الساندة للدينار العراقي والتي تزيد قيمتها كأصول أجنبية سائلة على 100 مليار دولار، فإن السوق الرسمية للصرف كاتجاه عام ستبقى المهيمنة على احتواء أية ضوضاء ملونة أو غامضة المعلومات تتأثر بها السوق الموازية للصرف في الفترات القصيرة بسبب احداث سياسية دولية او اقليمية طارئة هنا وهناك أو في تكييف بعض التعليمات المنظمة للسوق النقدية.
ورأى مستشار السوداني، للشؤون المالية، أن بعد اضمحلال ظاهرة الدولرة في المعاملات الداخلية ولا سيما في العقود والالتزامات والمدفوعات داخل البلاد منذ العام الماضي وحظرها قانوناً، فإن سوق الصرف الموازي امست لا تشكل تأثيراتها العامة اليوم إلا على نطاق اقتصادي ضيق من المعاملات المحظورة تمارسها الأسواق غير النظامية وبنسبة 10٪ من إجمالي معاملات العرض والطلب على العملة".
وأكد صالح أن "استقرار سعر صرف الدينار الى الدولار الذي تشهده البلاد حتى في الاسواق الثانوية آنفاً هو استقرار حقيقي وراسخ، بل هو مشتق من قوة تأثير العوامل السعرية والكمية للسياستين النقدية والمالية وتكاملهما في فرض الاستقرار السعري الكلي في البلاد واحتواء التوقعات التضخمية التي كانت تحدثها قوى السوق الموازية للصرف خلال السنوات الماضية".
وختم المستشار المالي، حديثه بالإشارة إلى أن "السوق الثانوية (غير النظامية) بسبب حرية التحويل الخارجي، هي تقع تحت تأثير سعر سوق الصرف الرسمي التي تتسع عملياتها باستمرار لمصلحة التعاطي بسعر الصرف الرسمي الثابت".