عاشوراء بغداد.. شارع الكفاح يتشح بالسواد على وقع "أيقونة المواكب" (صور)

شفق نيوز - بغداد

في قلب بغداد، وعلى امتداد شارع الكفاح العتيق، لا تزال أصداء التاريخ تُروى بوقع الطبول ونحيب المواكب، هنا حيث مركز للكورد الفيليين تمتزج فيها مع الهوية الثقافية لشريحة ظلت لعقود متمسكة بجذورها رغم التهجير والمآسي.

وتعود هذه المواكب المسجلة في شارع الكفاح إلى أربعينيات القرن العشرين، أي ما يزيد عن 80 عاماً من الاستمرارية، وتعتبر ايقونة مواكب العزاء في بغداد لقدمها وتنظيمها ومواظبتها على إقامة مراسم العزاء رغم ما تعرض له الكورد الفيليون من تهجير قسري واضطهاد على يد النظام السابق.

ما إن يقترب شهر محرم، حتى تبدأ التحضيرات في أزقة "عكد الكورد"، حيث تُرفع الرايات السود، وتُعلّق صور الإمام الحسين "ع"، وأصحابه على الجدران القديمة، فيما تتزين الحسينيات والمضايف بآيات العزاء، وتنبعث من مكبرات الصوت مراثٍ حيدرية وكلمات نائحة تنقل حزن الطف إلى كل زاوية في الشارع.

وتنقسم المواكب بين "مواكب الخدمة" التي تنصب قدور الثواب على نار متوهجة ليلًا، تُوزع الشوربة والقيمة والخبز الحار والعصائر للزائرين، و"مواكب اللطم والمشيّرين" التي تؤدي التشابيه وتجسّد واقعة كربلاء بمشاهد حية.

الشوارع تتحول إلى ساحة عزاء مفتوحة، يجتمع فيها الكبير والصغير، في مشهد يحوّل عاشوراء من مناسبة دينية إلى حدث ثقافي-اجتماعي.