العراق يبحث تعزيز أمن حدوده الدولية وسط تحركات إسرائيلية مقلقة

شفق نيوز/ بحث الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي الذي عقد برئاسة رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء، تعزيز الإجراءات المتعلقة بأمن الحدود الدولية، ومناقشة "الاستراتيجية الوطنية لإدارة الحدود"، لدعم وتطوير المنافذ الحدودية لتعزيز الأمن القومي.
وذكر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "السوداني ترأس، اليوم الأربعاء، الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرى خلاله بحث مجمل الأوضاع الأمنية في البلاد، وجملة من الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، واتخاذ القرارات والتوصيات اللازمة بشأنها".
وأضاف البيان، أن "الاجتماع ناقش تعزيز الإجراءات المتعلقة بأمن الحدود الدولية، والاستمرار في توفير جميع أنواع الدعم بهذا الصدد، وكذلك مناقشة (الاستراتيجية الوطنية لإدارة الحدود)، لدعم وتطوير المنافذ الحدودية، والحدود البرية والبحرية العراقية".
وأوضح، أن الاجتماع يهدف إلى "الوصول للهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية الذي يصبّ في تعزيز الأمن القومي، وتوفير الإرشادات والسياقات المناسبة للسلطات المعنية والأجهزة المشاركة في إدارة وحماية الحدود، وتأكيد التزام العراق بمبادئ وأحكام المعاهدات الدولية، وتحقيق التوازن بين ضمان سلامة الحدود وأمنها من جهة وتسهيل السفر والسياحة والتجارة والاستثمار من جهة أخرى، لدعم الاقتصاد العراقي".
وتابع، أنه "في محور آخر، بحث المجلس تعزيز آليات العمل الخاصة بمواجهة التطرّف وإعادة التأهيل النفسي والمجتمعي والفكري، من خلال الاعتماد على الجهات ذات العلاقة".
وشهد الاجتماع، بحسب البيان، التأكيد على استمرار تنفيذ مفردات الخطط المرسومة لتأمين أجواء شهر رمضان، وتكثيف الجهود لتوفير الظروف الآمنة والمناسبة لجميع المواطنين خلال أيام هذا الشهر.
وكان تقرير سابق لوكالة شفق نيوز سلط الضوء على ما تشهد منطقة جنوب سوريا خلال الأسابيع الأخيرة من تطورات عسكرية لافتة، تمثّلت بقيام الجيش الإسرائيلي بشنّ غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في جنوب دمشق، ترافق ذلك مع تحركات برية في ريفي درعا والقنيطرة.
وتزامنت تلك التحركات على الأرض مع تحليلات ترى أن إسرائيل تمارس ضغطاً أمنياً مباشراً بغية تطويق النفوذ الإيراني وقطع خطوط الإمداد التي تربط العراق بلبنان مروراً بسوريا.
كما تذهب بعض القراءات إلى أن إسرائيل قد تسعى للاستفادة من حالة الانقسام والانشغال الداخلي الذي تعانيه دمشق، وبالتالي اتخاذ مواقع عسكرية جديدة قد تصل امتداداتها نحو مخيم الركبان في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
ويدعم هذه الفرضية الحديث عن إمكانية اكتساب إسرائيل حدوداً فعلية مع العراق للمرة الأولى، إذ إن التحرك في مناطق الفرات قد يشكّل حلقة وصل تتيح لها تقليص نفوذ الفصائل الموالية لإيران.
وقال مسؤول حكومي تحدث في وقت سابق لوكالة شفق نيوز، إن "بغداد تنظر بقلق إلى التحركات الإسرائيلية في سوريا، حيث يرى العراق أن أي تمدد إسرائيلي يمثل تهديداً مباشراً لأمننا القومي، خاصة في ظل الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران، والذي يلعب العراق دوراً حساساً فيه".
وعلى النسق ذاته، يرى خبراء ومحللون عراقيون أن التوغّل الإسرائيلي جنوب سوريا ليس حدثاً منعزلاً، بل له تداعيات أمنية وسياسية مباشرة على العراق ينبغي دراستها.