السفير الأمريكي يوجه تحذيراً شديد اللهجة بشأن القصف الصاروخي في بغداد
شفق نيوز/ أكد سفير الولايات المتحدة الامريكية في العراق، ماثيو تولر، الإثنين، ان استمرار القصف الصاروخي للتواجد العسكري والدبلوماسي في بغداد، سيدفع واشنطن لمراجعة "كثير من القضايا".
وتلقي واشنطن باللوم في مثل هذه الهجمات على فصائل مدعومة من إيران. ولم تعلق طهران مباشرة على الهجمات، التي تزايدت مؤخراً.
وقال السفير الأمريكي لدى العراق، في حديث لصحفيين في بغداد وحضره مراسل وكالة شفق نيوز عبر دائرة تليفونية، ان اجتماع رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبين قوة العلاقة بين البلدين، فيما اعرب عن امله ان تخلق الزيارة زخماً في العلاقة بين البلدين.
وزار الكاظمي ووفد حكومي مرافق له يوم الخميس 20 آب الجاري، الولايات المتحدة والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومدير عام صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، ومسؤولين آخرين.
واضاف ان "نقاش القضايا الاقتصادية لعب دورا مهما في اجتماعات الكاظمي في واشنطن"، مردفا "نفهم جميعاً التحديات التي يعاني من العراق بسبب كورونا وانخفاض اسعار النفط، وبخاصة انه ليس لديه وضعا قويا لجلب الاستثمارات الخارجية".
وقال تولر "ان واشنطن داعمة لأي جهود للإصلاح الاقتصادي من قبل الحكومة العراقية"، لافتا الى انه" سيكون هناك لقاءات في مجال الاستثمار لغرض دعم عمليات الإصلاح وقضايا الاستثمار".
واردف "نأمل من البرلمان العراقي الا يقوم برفض الاتفاقات الاخيرة بين العراق وامريكا"، مشيرا الى ان " اتفاقية الاطار الاستراتيجي تمت المصادقة عليها من قبل البرلمان في سنة 2008، وأي شيء نقوم به ضمن هذا الإطار وهي نافذة كقانون، وان جميع ما قمنا مؤخرا يتم مع اتفاق الإطار الاستراتيجي ضمن المصلحة المشتركة".
وتابع السفير الأمريكي لدى العراق، ان "هناك كثيراً من سوء الفهم المقصود عن علاقة التحالف الدولي والحكومة العراقية"، مشددا على ان "امريكا لا تريد ابقاء تواجد عسكري دائم في العراق واننا في خمس السنوات الماضية حققنا مع العراقيين الكثير من الحرب ضد داعش".
وزاد "ونحن في نهاية هذا الحرب سيكون هناك نقاش مع الفرق الفنية لتحديد الظروف في المرحلة الاخيرة من قتال داعش، اذ اننا دائما نسمع الكثير من الشركاء العراقيين بأن الشراكة مع امريكا يجب تتواصل".
واضاف السفير الامريكي"هناك أصوات متطرفة تصل الى حد اطلاق الصواريخ لاستهداف التواجد العسكري والتواجد الدبلوماسي، وهذا لا يمثل الشعب العراقي او مصلحة العراق"، محذرا من انه "لو انتصر هذا الخطاب على مصلحة العراق، فهذا يدفع الى مراجعة كثير من القضايا ليس بين العراق وامريكا؛ بل بين العراق والتحالف الدولي بصورة عامة".
في أكتوبر/ تشرين أول 2008 توصلت الحكومتان العراقية والأمريكية إلى اتفاقية تعاون أمني استراتيجي تنص على إكمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، وإبقاء عدد "محدود" من الجنود الأمريكيين في قواعد عسكرية "محدودة"، لأغراض تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي لها.
تم تنفيذ بنود الاتفاقية، وانسحبت القوات الأمريكية رسميًا من العراق بحلول نهاية 2011.
بعد ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي وسيطرته على مدن وأراضٍ واسعة من العراق، في يونيو/ حزيران 2014، طلبت الحكومة العراقية من الولايات المتحدة مساعدتها للوقوف بوجه تهديدات ومخاطر داعش، وضرورة زيادة حجم ونوع الدعم العسكري الأمريكي المقدم للعراق، تطبيقًا لاتفاقية التعاون الأمني الاستراتيجي.
وفي سبتمبر/ أيلول 2014، تشكل التحالف الدولي لمحاربة "داعش" من 82 دولة، بقيادة الولايات المتحدة، وتطلبت ظروف الحرب ضد "داعش" زيادة أعداد القوات الأمريكية في العراق وزيادة قواعدهم العسكرية. بحلول نهاية الحرب على "داعش" في 2017، وصل عدد الجنود الأمريكيين في العراق إلى أكثر من 5000 جندي، ينتشرون في 9 قواعد عسكرية في وسط وغربي وشمالي العراق.
إلا أن البرلمان العراقي صوت على قرار لإخراج تلك القوات بضغط من فصائل شيعية، بعد ان اعلنت واشنطن اغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، فجر 3 يناير/ كانون ثاني الماضي.