قصة زهراء الفيلية "قربان" الاحتجاجات العراقية
شفق نيوز/ منذ أسبوع، بدأ عدد متزايد من المحتجين العراقيين يضعون صورة زهراء علي سلمان على ملفاتهم الشخصية بعد أن عثر عليها وقد قتلت بطريقة بشعة.
صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قابلت أبا زهراء الذي قال إن ابنته، وهي طالبة لغة عربية بكلية الآداب بالجامعة العراقية، دأبت على التعاون معه في إعداد وجبات جاهزة يوزعانها على متظاهري ساحة التحرير المحتشين منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط العاصمة العراقية بغداد.
يقول الوالد المكلوم "كنا نذهب معا لتقديم هذه المساعدة للشباب في الساحة، لقد كانت مساهمة منا لدعم الاحتجاج".
ويضيف إنه هو الذي عثر بنفسه على ابنته جثة هامدة بعد عشر ساعات على اختفائها على بعد خطوات قليلة من منزل العائلة في حي الأمانة ببغداد، ويضيف أن ابنته ذهبت في ذلك اليوم لشراء بعض البازلاء التي خططا لإضافتها لطبق الطعام.
ويفضل هذا الوالد اتهام "طرف ثالث" غامض باختطاف وقتل ابنته، مشيرا إلى أنه لم يتلق أي تهديد قبل هذا "العمل الوحشي"، غير أن اللجنة المنظمة لمظاهرات العراق اتهمت في بيان لها "المليشيات الطائفية" بقتل هذه الفتاة، وألقت باللوم على الحكومة العراقية وأجهزة الأمن في البلاد اللتين تدعمان هذه المليشيات.
وزهراء، هي إحدى أول من قتل من النساء في هذه الاحتجاجات التي خلفت حتى الآن أكثر من 430 قتيلا، وكانت عاملة إغاثة قد تعرضت قبل يومين من مقتل زهراء لإطلاق نار على أيدي الشرطة في الناصرية مما أدى لمقتلها هي الأخرى.
وبحسب الصحيفة تعد المشاركة غير المسبوقة للمرأة العراقية في حركة الاحتجاج عنصر اعتزاز وفخر للمحتجين، كما أنها تحرج الأحزاب السياسية والمليشيات المجتمعية القريبة من السلطة.
وتقول ذكريّة سانسال، نائبة مدير المنظمة غير الحكومية "برج بابل" لتطوير الإعلام "تذهب العديد من الفتيات إلى التحرير دون علم آبائهن".
ويحيط المتظاهرون الشباب في ساحة التحرير ممن تقدم لهم عائلة علي سلمان الوجبات بأبي زهراء إعرابا عن تضامنهم معه ومواساتهم له بعد فقدان ابنته، الأمر الذي دفعه للقول إن هؤلاء الشباب "جعلوني فخورا بابنتي، لقد ضحت بنفسها من أجل العراق. بلادنا الحبيبة التي نريد أن نعيش فيها ونحن مستعدون للموت من أجلها".
ويشدد علي سلمان على أنه لا هو ولا أحد من عائلته له انتماء سياسي، مشيرا إلى أن زهراء كانت تعمل ما في وسعها للتواري عن الأنظار عندما تذهب إلى الساحة، كما كانت تتجنب أن تصوِّر أو تترك أحدا يصورها، علاوة على كونها كانت بارة بوالدها ولم تفتح صفحة فيسبوك امتثالا لأوامره.
وكان والد زهراء تحدث في وقت سابق لشفق نيوز، اكد ان ابنته قُتلت "بسبب دعمها لإخوتها المتظاهرين"، مردفا بالقول انه "لا هو ولا احد من افراد اسرته بما فيهم ابنته القتيلة تلقوا تهديدات مسبقا".
واضاف "كنت اوفر الدعم المادي واللوجستي للمتظاهرين من مالي الخاص حيث كنت في اغلب الاحيان اصطحب زهراء الى ساحة التحرير ونقوم بتوزيع المساعدات على المتظاهرين".
واردف سلمان بالقول ان "زهراء في اغلب الاحيان كانت تنفق من المال الذي امنحه اياها على المتظاهرين ومساعدة المحتاجين من زملائها وزميلاتها فصفة المساعدة وحب الخير كانت صفة تتحلى بها ابنتي منذ الطفولة".
وقال ايضا "كان هناك من يقوم بتصويرنا في ساحة التحرير وكنا نتجنب ذلك ونحاول جهد الامكان الا يتم تصويرنا كنّا نشعر بالريبة من ذلك فهناك من يصرون على التصوير داخل الساحة"، مستدركا القول "لا اتهم اية جهة في عملية تصفية ابنتي ولا امتلك اي عداء شخصي مع احد".
وتابع والد الشابة زهراء "نحن كورد فيليون عراقيون ومعروف عنا اننا اناس مسالمون في المجتمع ولا نكن الضغينة لأحد، ولا نعادي احدا فنحن كنا ولا زلنا مظلومين".
من جهتهم ابلغ اقرباء الشابة زهراء شفق نيوز بان الاخيرة تعرضت للتعذيب على ايدي خاطفيها حيث تم صعقها بالكهرباء وتلقت عدة طعنات بسكين في جسدها اضافة الى كسر في فكها والجمجمة وقد فارقت الحياة متأثرة بجراحها بعد ان تم رميها امام منزلها في بغداد.
وقتلت الطالبة في الجامعة العراقية "زهراء علي سلمان"، مواليد 2000، بعد ان تم اختطافها، ومن ثم تم رمي جثتها امام منزلها.