إذا رفض الكورد الفيليون الجميع فمن سيمثلهم؟
علي حسين فيلي/ يطغى على الجيل الحالي للفيليين افتقاره للمعلومات وثقافته منحصرة على الاكثر بمواقع التواصل الاجتماعي لذا لا يهمه معرفة البطلة الشهيدة ليلي قاسم التي اعدمت على ايدي النظام السابق، وهناك عدد قليل ممن يعلم بموقع قبرها اين يكون؟ وكثير منهم ايضا لا يعرف ابرز الاكادمين والكتاب وفنانيين وتجار وسياسيين وغيرهم من هذه الشريحة وما هي منجزاتهم، وهذه العبارة لا انساها قط ان والدي المرحوم كان يقول "من يجلس على مائدتك اطعمه ولا تفتش عن عقيدته لأنه له منزلة عند الخالق فكيف بك وانت انت"، وكيف يمكننا ان نرفعهم الى القمة في قضية لم يقفوا على "الف بائها".
ولو استثنينا المرتبطين بالاحزاب والمنظمات، فشباب اليوم لا يعرفون الشيء الكثير عن القضية الفيلية وثقافتهم أصبحت منحصرة وموجهة تفتقر للعمق وما شهده شهر نيسان المنصرم من نشاطات وفعاليات يدلل بهذا الصدد، وعلى هذا الأساس لا علاقة لهم بقصص ضحايا التهجير، وابطال سجون البعث، او التعرف على معاناة عوائل المغيبين، والمعرفة تساوي الارتباط والعلاقة، والجيل الحالي يتابع وعلى اطلاع بامور الرياضة والتمثيل والقضايا العصرية وكل حسب اهتماماته، وكل ما يختص بهذا المجال وكل حسب هوايته، ومن اجل ذلك فإنه لا يمتلك جوهر المعرفة حول تاريخه وعاداته وتقاليده، وعندما تمت مصادرة تاريخ الكورد الفيليين كيف نتوقع ان تتحول احدى الدور المحجوزة الى متحف او مكتبة باسم احدى الشخصيات الفيلية، وعواقب هذا الجهل ماهو؟ سؤال يطرح نفسه، ومن غير السرقة من الأموال المنقولة وغير المنقولة حتى هويتنا قد صودرت، وتصرف بالملايين سنوياً على شخصيات تاريخية وعلمية ورموز عالمية لكي ينسبوا الى قومية او فئة معينة وعلى سبيل المثال مجلس محافظة وبلدية بغداد يصرفون ملايين الدنانير لكي يعيدوا اعمار الجزرات الوسطية لكنهم غير مستعدين لصرف فلس لصنع ونصب تمثال يدل على وجود الكورد الفيليين واكثر من عقد من الزمن يبحثون عن مكان مناسب لوضع ذلك النصب الذي يمثل معاناة الشريحة، وهم لن يجدوا المكان، ونحن لسنا مستعدين لأية مبادرة للمساهمة في شراء كتب او طبعها او الترويج لها وحتى ما يخصنا، واخيراً في كل المناسبات هناك اراء واصوات لا تقيم بل ترفض أي نشاط يخص الكورد الفيليين تحت ذريعة "هؤلاء لا يمثلوننا"، ونحن هنا نتساءل اذا كان الجميع مرفوضا، فمن هو الذي يمثل الشريحة؟
بينما الشعوب هم في الالفية الثالثة أولئك الذين ليس لديهم ماض هم مستعدون ليشتروا تاريخا لهم، ومن شخصية "رامبو" يرسمون منه بطلا اسطوريا، ونحن لا نعير اهمية للآداب والسنن التاريخية لنا وهذا كله سببه عدم وجود رؤية واضحة وعدم التزام لنا.
وبرأيي فان ذلك الطفل الذي لم يفطم بعدُ، وذلك الرجل العجوز الذي اعياه الكبر، وذاك الرجل الذي لايزال محتفظا بالملبس الفلكلوري، وأولئك الذين يتباهون بمواقعهم الاجتماعية وتحصيلاتهم الاكاديمية لا نفرق بين احد منهم سوى ما يقدمونه من عمل يخدم هذه الشريحة واي شخص يحاول لاحياء قضيتنا وحفظ هويتنا واسترجاع حقوقنا تحت أي رؤى ومسميات ما دام يخدم هذه القضية، ويكسب الاخرين اليه يستطيع ومن حقه ان يقول انه يمثل الكورد الفيليين سواء بالداخل ام بالخارج، وانا أقول ذلك الذي يعمل لا يفترض به ان ينتظر تأييد واعتراف المتفرجين والمتشدقين، ومادمت تعمل بيدك فأنت صاحب الامتياز.