صور.. مكتبة جامعة الموصل تتعافى من "مجزرة ثقافية" ارتكبها داعش
شفق نيوز/ لا تعد ولا تحصى الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإنسانية والأرض والثقافة والتاريخ والاقتصاد والممتلكات العامة والخاصة، إلا أن هناك جرائم كان لها وقع دموي وثقيل بحيث تصدر غيرها من الفظائع التي مارسها عناصر التنظيم، ولمحافظة نينوى ومدينة الموصل كانت الحصة الأكبر.
قبل أكثر من أربعة أعوام وعندما احتل تنظيم داعش مدينة الموصل، فرض سيطرته على المكتبة المركزية في الموصل وارتكب أفظع مجزرة ثقافية في هذا الصرح الثقافي الذي كان يضم أكثر من مليون كتاب ومصدر علمي بالإضافة الى مخطوطات نادرة بعضها تعود الى زمن تأسيس الدولة العراقية.
يقول الأمين العام المكتبات في جامعة الموصل، سيف الأشقر، في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "الخسارة المعرفية التي تعرضت لها الجامعة كبيرة ولا يمكن أن تعوض بسهولة لكن هنالك جهد كبير جدا لإعادة رفد المكتبة بالعناوين والمصادر العلمية".
وأشار إلى أن "العديد من الدول تبرعت للجامعة بعناوين مهمة آخرها كانت من بريطانيا التي أرسلت قبل يومين 10 الاف كتاب الى الجامعة".
وبين الاشقر ان "الجامعة لديها أيضا خطوط تعاون من جامعات خليجية وقطرية من أجل توفير المصادر للطلبة بطريقة الكترونية، وهذا الامر سيجعل المكتبة توفر ملايين المصادر للطلبة والباحثين".
وأكد أن جامعة الموصل "تسعى بكل جهدها الى اعادة المكتبة المركزية في الجامعة إلى ما كانت عليه ولم يبقى الا ايام على اعادة افتتاحها بشكل رسمي بعد أن تنتهي عمليات الإعمار التي تقوم بها منظمة (ال يو ان دي بي) منذ عام ونصف العام تقريبا، والتي أعادت المكتبة بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق، لكن المهمة الأصعب هي توفير المصادر والكتب في الفترة المقبلة".
أركان جياد، طالب في الدراسات العليا، يقول لوكالة شفق نيوز، انه يعاني نوعاً ما في ايجاد بعض المصادر "فقد خسرت المكتبة المركزية مئات الآلاف منها"، وهو يعتمد على جهوده الذاتية ومكتبة الكلية في البحث عن ما يحتاجه.
واشار الى ان خسارة المكتبة المركزية "لن يشعر بقيمتها إلا طلبة العلم والباحثون الذين بدأوا اليوم يبحثون في المصادر الالكترونية ويعتمدون عليها بسبب ما حدث للمكتبة".
وبين أن افتتاح المكتبة "امر مهم جداً لجامعة الموصل وكل طلبة العلم فيها ولكن المهمة الأصعب من اعمار المبنى هي رفد المكتبة بما تحتاجه من عناوين ومصادر".
ورغم العديد من مبادرات الجامعات العراقية والمنظمات وحتى الدول إلا أن المكتبة ما تزال بحاجة الى المزيد من الدعم فما خسرته جرح من الصعب ان يلتئم، فنحن نتحدث عن مليون كتاب ومصدر معرفي بقيت الجامعة تجمعها منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي.
ويقول المهندس في الشركة التي تتولى إعادة إعمار المكتبة، ان المكتبة ستكون جاهزة للتسليم الى المنظمة ومن ثم الجامعة في اقل من اسبوعين ويمكن بعد ذلك للجامعة البدء برفدها بالكتب وافتتاحها أمام الطلبة.