النزاهة العراقية تحدد دوائر الضريبة الأعلى تعاطياً للرشوة وتقدم توصياتها الى المالية
شفق نيوز/ حددت هيئة النزاهة الاتحادية، قسم الشركات بمقر الهيئة العامة للضرائب الأعلى تعاطياً للرشوة في بغداد، مشيرة في ذات الوقت إلى أن ضريبة الكرمة في الأنبار سجلت أعلى نسبة في دفع الرشوة بين المحافظات بلغت (51،6%).
وأوصت هيئة النزاهة الاتحادية، وفق بيان ورد الى وكالة شفق نيوز، وزارة المالية بإصدار توجيه ملزم إلى دوائر الهيئة العامة للضرائب بخصوص عكس الأمانات الضريبية لعامة المواطنين "ترحيل مبالغ الأمانات وتقييدها إيراداً للخزينة العامة"؛ بناءً على توصيات اللجنة المؤلفة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
وحثت الهيئة على إيجاد آلية مناسبة لمعالجة موضوع الأمانات، وخاصة أولئك الذين لم يحتفظوا بالوصولات الأصلية، حيث تحتفظ دوائر الضريبة بنسخ وبيانات من تلك الوصولات في سجلاتها، بعد ملاحظة عدم التزام بعض الدوائر بتوجيه الأمانة العامة، إذ لا يزال يتوجب على المراجع الذي يحتفظ بأمانات سابقة ولديه وصولاتٌ أصليةٌ دفع مبالغ إضافية؛ لقاء الحصول على خدمة من تلك الدوائر، وحثت على إعداد مسودة قانون ضرائب جديد يتناسب مع التغييرات التي طرأت على سياسات الدولة الاقتصادية والاستثمارية؛ ليكون بديلاً من القانون الحالي، وتحديد جدول زمني؛ لتطبيق أنظمة الأتمتة الإلكترونية، واقتراح التشريعات والقوانين لمعالجة حالات القصور أو حالات خلو القانون النافذ من الأحكام القانونية.
واشارت دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في الهيئة في تقرير لها، أرْسلت نسخة منه إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء، إلى أنها بهدف قياس أثر إجراءات الهيئة العامة للضرائب واستجابتها لنتائج وملاحظات وتوصيات الاستبانة السابقة، قامت عبر الفريق المركزي للهيئة، والفرق الساندة له والفرق المؤلفة في مديريات ومكاتب التحقيق في بغداد والمحافظات، ب(323) زيارةً ميدانيةً إلى دوائر الضريبة على مدى ثلاثة أشهر تمت خلالها استبانة آراء (8،369) مراجعاً في (44) دائرةً في بغداد والمحافظات.
وأشارت نتائج تحليل استبانة قياس مدركات الرشوة في بغداد والمحافظات، إلى أن المعدل العام لتعاطي الرشوة (إدراك) في (18) دائرة في بغداد بلغ (31،8%)، وسجل قسم الشركات في مقر الهيئة العامة للضرائب أعلى نسبة لتعاطي الرشوة (49،2%)، تليه ضريبة البياع ( 40،9%)، ثم قسم الاستقطاع المباشر في مقر الهيئة (40%)، فيما سجلت دوائر الضريبة في أبو غريب والمحمودية والرصافة أقل نسبة تعاط بلغت (13،8% 24،5% و 25،1%) على التوالي، فيما أظهرت النتائج أن قسم الشركات في مقر الهيئة العامة للضرائب يعد الأسواً بين دوائر بغداد بحسب معظم إجابات أسئلة الاستبانة واللقاءات الميدانية .
أما المحافظات فقد حلت دائرة ضريبة الكرمة في محافظة الأنبار أولاً كأعلى نسبة في قياس دفع الرشوة (إدراك) وبلغت (51،6%)، ثم كربلاء (41،7%) تلتها البصرة بنسبة (38،9%)، في حين سجلت ضريبة الموصل - الساحل الأيمن أدنى نسبة في تعاطي الرشوة ( 1،8%) تلتها ضريبة ديالى وذي قار بنسبة (3،2% 3،3%)، على التوالي.
ولفت التقرير إلى أن ارتفاع مستوى تعاطي الرشوة يضعف ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وسلطاتها، ويقوض هيبتها، وأن الإجراءات البيروقراطية في عمل دوائر الضريبة تخلق بيئةً مناسبةً لابتزاز المراجع ومساومته، كما أن عدم سعي الإدارات إلى تطوير آليات العمل ومهارات العاملين وتطبيق معايير الجودة والحوكمة وإخضاعها للتقييم الدوري، إضافة إلى اعتماد النظام الورقي في استحصال المبالغ المالية، وعدم الاستفادة من الأنظمة الإلكترونية الحديثة في جباية الأموال والرسوم، وعدم تطبيق أنظمة الأتمتة الحديثة، رغم وعود مسؤولي الهيئة العامة للضرائب بمعالجة ذلك منذ فترات سابقة، تسهم جميعها في خلق بيئة ملائمة للفساد.
وأكد على أهمية وضوح الإجراءات المتعلقة بمراجعة أقسام العقارات وتقدير بدل الإيجارات، من خلال إعداد ضوابط بعيداً عن الاجتهادات الشخصية لأعضاء لجان التقدير، حيث يتمتع أعضاؤها بسلطة واسعة لتقدير مبلغ الضريبة المستحق للدولة؛ مما يعرض المراجع للابتزاز والمساومة لدفع رشوة مقابل تخفيض مبلغ الضريبة، فضلاً عن معالجة موضوع فك الالتباس في تشابه الأسماء التي تتم معالجتها باجتهادات وطرق تختلف بين دائرة وأخرى حسب قناعة المدير أو الموظف المختص.
واقترح التقرير تفعيل دور الأجهزة الرقابية الخاصة بوزارة المالية؛ لمتابعة أداء موظفي الهيئة العامة للضرائب، بعد أن كشفت نتائج الاستبانة أن (65%) من نسبة دفع الرشوة تمت بشكل مباشر من المراجع إلى الموظف، إضافةً إلى اختصار الإجراءات المطلوبة لإنجاز المعاملة وإلغاء الحلقات الزائدة، حيث أفاد (58%) من المراجعين بدفع الرشوة للإسراع في الإنجاز، كما اقترح الإسراع في إنجاز الرقم الضريبي لكل مكلف للقضاء على المفاصل التي يستغلها الفاسدون، مع التنبيه إلى عدم التعامل بجدية مع توصيات تقرير الاستبانة المعد في العام 2021، وعدم حصول تغيير في إجراءات العمل المتبعة.
وشخص عدداً من السلبيات تمثلت بوجود أعداد كبيرة من المعقبين والدلالين في الدوائر يقومون بدور الوسيط بين المراجع والموظف، وهؤلاء لهم الأولوية في إنجاز المعاملات، ولوحظ أن تشابه الأسماء لا يزال يشكل مدخلاً رئيساً للابتزاز، فيما تعد مفاصل العقارات والأراضي وتقدير بدلات الإيجار أكثر الأماكن التي تتم فيها المساومة والابتزاز.