نيجيرفان بارزاني: حل مشكلة رواتب موظفي الإقليم وصل للمرحلة الأخيرة
شفق نيوز/ أعلن رئيس إقليم كوردستان، نيحيرفان بارزاني، اليوم الأربعاء، وجود تفاهم وصل إلى "المحطة الأخيرة" مع رئيس الوزراء الاتحادي بشأن صرف رواتب موظفي الإقليم، وفيما فند الاتهامات المركزية بشأن تصدير النفط من الإقليم، توقع مستقبلاً اقتصادياً للإقليم بمجرد حل المسائل العالقة مع بغداد.
وقال رئيس الإقليم خلال لقاء مع قناتي "العربية والحدث"، وفي رد له على سؤال عن معاناة شعب إقليم كوردستان بسبب غياب الرواتب، وامكانية دفع حكومة الإقليم هذه الرواتب لغاية حل المشاكل مع بغداد، إن "إمكانيات الإقليم في هذا الجانب محدودة جدا، في السابق كنا نبيع النفط في كوردستان من أجل تأمين الرواتب، والآن، توقفت عملية بيع النفط"، مبينا أن "حكومة إقليم كوردستان تعاملت مع بغداد بمنتهى الشفافية، والآن أصبح من واجب بغداد أن تقوم بتأمين رواتب موطني الإقليم بصفتهم جزء من العراق، وهذه مسؤوليتهم ورئيس الوزراء يتفهم ذلك".
وتابع قائلا "خلال زيارتي إلى بغداد قبل بضعة أسابيع تباحثنا حول ذلك مع رئيس الوزراء بشكل مطول، وأستطيع أن اقول بأننا أصبحنا في المحطة الاخيرة في طريق الوصول، إلى الحل لهذه المسألة".
وعن الاتهامات المركزية للإقليم بأن أموال النفط السابقة كانت تصدر عبر ميناء جيهان التركي، ولا تدخل خزينة الحكومة بل تذهب إلى "جيوب خاصة" أوضح بارزاني "كنت حينها رئيساً للوزراء، وكان النفط ينقل من حقول إقليم كوردستان إلى ميناء جيهان التركي، وفي الميناء كانت هناك شركة (سومو) التي تعنى بجميع أمور تصدير نفط العراق، وبناء على طلبنا تقوم هذه الشركة بمراقبة كل برميل من النفط الذي كان يصدر".
وأضاف، "نحن طلبنا أن تتواجد شركة (سومو) هناك، وكانت تقوم بتسجيل الأرقام كافة، وبعد ذلك كان يتم بيع الكميات لمشتري النفط"، مبينا أن "الايرادات المستحصلة من عمليات البيع كانت تعود إلى إقليم كوردستان بموافقة من البنك المركزي العراقي، وحيث لم تكن لدينا ميزانية في بغداد، كانت هذه الأموال تصرف لتأمين الرواتب".
وأضاف بارزاني، أن "هذه العملية برمتها كان يتم تدقيقها من قبل شركات عالمية تنظر في الأرقام كلها وتدققها ولا تزال هذه الأرقام موجودة وقمنا بتسليمها كلها لبغداد وبصورة مفصلة وسلمناها إلى برلمان كوردستان أيضاً، وأي شخص يود أن يحصل على معلومات بخصوص هذا الملف يجد أن كل شيء متاح وبمنتهى الشفافية"، مبينا ان "الاتهامات لا تستند إلى أدلة، وهذه الاتهامات غير صحيحة وبيع النفط ليس أمراً يمكنك أن تفعله ثم تضع إيراداته في جيبك الخاص".
وتابع رئيس الإقليم "في كثير من الأحيان يجري الحديث عن أن كوردستان قام ببيع النفط من جانب واحد، نحن لم نبع النفط من جانب واحد. بل أقدم العراق سنة 2014 على قطع حصة إقليم كوردستان من الموازنة في شهر شباط، فقمنا في شهر أيار بتصدير النفط، وكان الاتفاق مع نوري المالكي الذي كان حينها رئيساً للوزراء، إن امتنعوا عن إطلاق حصتنا من الميزانية فمن حقنا أن نقوم بتصدير النفط".
العلاقات بين الحزبين الرئيسين
وبشأن العلاقات الكوردية – الكوردية بين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، قال رئيس الإقليم، إن "هناك خلافات بيننا لا شك في ذلك، نحن حزبان مختلفان ولسنا حزباً واحداً، لكن على المستوى الشخصي لست قلقاً من أن هذه العلاقة قد تتجه إلى الأسوء. عندما تواجهنا مشكلة في هذه العلاقة نحاول وضع حل لها وعندما يكون هناك موقف نحاول أن ننسق فيما بيننا بشأنه، هذه العلاقة ليست أمراً يشكل تهديدا كبيرا على إقليم كوردستان، ولكن لا شك فى أن من الضروري أن يتم تحسينها لتكون أفضل من العلاقة الراهنة، لأن ما هو قائم حالياً لا يعد حالة صحية لإقليم كوردستان، بالتأكيد يجب ان تنصبّ جهود الجانبين على تحسين هذه العلاقة".
الاعمار في الإقليم
ووصفت مقدمة البرنامج، نيجيرفان بارزاني بأنه "رائد عملية النهوض بإقليم كوردستان"، مبينة أنها تزور الإقليم بعد زيارة سابقة عام 2007، وكان المطار حينها عبارة عن غرفة صغيرة، وأربيل لم تكن سوى منازل لم يكن فيها هناك ناطحات سحاب، والطريق إلى دهوك لم تكن فيه إضاءة ووقت الوصول إليها يستمر لأربع ساعات على الأقل، فيما الآن أربيل مدينة متطورة اجتماعياً ثقافياً عمرانياً، متسائلة عن تقييم رئيس الاقليم لهذه التجربة والوضع الاقتصادي حالياً وأيضاً السياسي والأمني".
ورد رئيس الاقليم بالقول إن "إعمار إقليم كوردستان بدأ منذ العام 2005 و بالتدريج، ولكن للأسف تسبب (داعش) في تأخير عملية إعمار إقليم كوردستان بشكل كبير، والوضع الأمني جيدا جداً، وليست هنالك مشكلة أمنية تذكر في كوردستان، اما من الناحية الاقتصادية، فللاسف وبسبب عدم تصدير النفط وبسبب مسألة الرواتب نحن الآن نعيش بوضع اقتصادي صعب، ولكن لسنا الوحيدين في هذا، فبسبب عدم قيام بغداد بحل مسألة تصدير النفط بجدية، خسر العراق بشكل عام حتى الآن نحو 7 مليارات دولار، ليس إقليم كوردستان لوحده بل العراق بصورة عامة".
وتابع بارزاني أن "القطاع الخاص في الإقليم له دور كبير، فعندما تتنقلين اليوم في أربيل وفي المدن الأخرى تلاحظين وجود حركة اقتصادية جدية واذا ما تم حل هذه المسألة مع بغداد، مسألة تصدير النفط وموضوع الرواتب، فانا أتوقع مستقبلا اقتصادياً جيداً جداً لإقليم كوردستان".
وتساءلت مقدمة البرنامج أن" المقربين من (كاك نيجيرفان) يطلقون عليك لقب (قلب الأسد). فكم أنت مستعد لاستخدام هذا القلب للدفاع عن هذا الإقليم وما تم إنجازه، ورد رئيس الإقليم قائلا "هذا واجب ومسؤولية. وبالتأكيد سأقدم كل ما أقدر عليه وضمن امكانياتي لهذه المصلحة، ولخير كل العراق وخير إقليم كوردستان كجزء من العراق ومن اجل العراقيين كافة اقوم بما يمكنني في هذا السياق".