صناعة "الكلاش".. حرفة يدوية تكافح الاندثار في إقليم كوردستان
شفق نيوز/ الكلاش، وهو الحذاء الخفيف، المحاك من الالياف او النايلون، وكان يرتديه عامة الناس والفقراء من السكان عادة، وانتشر في مناطق عدة، ومنها العراق وإقليم كوردستان.
وكان يضرب به المثل في الكدح والزهد واللقمة الحلال، فقيل في الامثال "يكد أبو كلاش وياكل أبو جزمة" كناية عمن يفني عمره في العمل الحلال لإعالة اسرته بصنع "الكلاش" فيتلقفها "ابو الجزمة" ليأكل جهد حرفيي الكلاش الذي تستغرق صناعة الزوج الواحد منه عدة ايام او اسبوع؛ إذ انه يصنع يدوياً.
اكرام مصطفى نجيب من مواليد 1971 من سكنة حلبجة متزوج لديه محل احذية "كلاش" في محافظة حلبجة منذ 25 سنة. تحدث لوكالة شفق نيوز، بالقول ان احذية الكلاش يعود اصلها الى هورامان الإيرانية، وانه جرى صنعه منذ 150 سنة، وانتشرت صناعته الى خارج هورامان وايران.
وعلى مر السنوات والعقود، اندثرت الغالبية الساحقة من الحرف اليدوية بعد التطور الصناعي الهائل في العالم، غير أن مهنة صناعة "الكلاش" يدوياً لا تزال تكافح الاندثار ويلقى هذا المنتج رواجاً بصورة خاصة في محافظات إقليم كوردستان.
ويضيف، "تعلمنا نحن وغيرنا ان نصنعه للبيع لكن في البداية كانت صناعته تجري من قبل النساء، وبدأنا نحن الرجال بالتعلم لكي نكسب رزقنا من هذه الصناعة وكانت هوايتي ان اتعلم الصنعة وتعلمت"، ويضيف، ان "للبس حذاء الكلاش مزايا صحية ومفيدة، إذ لا تتراكم بلبسه البكتيريا في الأرجل، كما انه لايسبب اي رائحة حتى ان لبسته لأيام من دون نزعه من القدم".
ويتابع نجيب، ان "هناك اقبالاً على اقتناء الكلاش من قبل الناس بخاصة اهالي حلبجة والسليمانية واربيل وحتى من المحافظات الاخرى، كما ان السياح يشترون احياناً حذاء الكلاش".
ويوضح ان الشخص الواحد لا يستطيع ان يصنع حذاء الكلاش بمفرده، ويجب ان يشترك في انتاجه بين 3 الى 4 حرفيين لغرض صناعته لأن لكل جزء من اجزاء حذاء الكلاش مختص بتصنيعه؛ حيث تجري صناعته يدوياً مثلاً قالب التحتاني للكلاش يصنعه حرفي لديه خبرة بذلك، وحياكة الاطراف حرفي اخر، وهكذا الى ان يكتمل الكلاش.
ويلفت اكرام الى ان صناعة الكلاش الواحد تنتهي في غضون اسبوع، مشيراً الى ان في الاسواق نوعين من الكلاش نوع يسمى "هورامي" من ايران ونوع عراقي نصنعه نحن وغيرنا في هذه المنطقة.
ويؤكد بالقول؛ "نحن عندما نصنعه نعطي ضمان 3 سنوات لأننا نصنعه بكل دقة واهتمام، حتى انه لا يتأثر عند المشي على الماء لهذا سعر الكلاش غالي"؛ ويستدرك، اما "الكلاش صناعة ايران فليس له ضمان وهو رخيص".
ويتطرق الحرفي اكرام مصطفى نجيب، الى أشكال "الكلاشات" بالقول: ان "اختلاف الكلاش، يأتي بثلاثة انواع بحسب القالب تحتاني او الكعب التحتاني 1/ازرق 2/احمر وازرق 3/ ابيض وازرق وهذه الانواع نصممها بحسب طلب الزبون اي للون الذي يريد ان نضعه للكعب".