فعلى متن الطائرة المتجهة الى اربيل لا تزال هناك مناوشات مع مقاتلي الدولة الإسلامية، لكن الاجواء اختلفت هنا عما كان عليه قبل ثمانية أشهر.
في أغسطس اب الماضي حاول الارهابيون التوجه صوب اربيل بعد الاستيلاء على ثاني أكبر مدينة في العراق الموصل حيث تفصلهما 50 ميلا فقط.
إلا ان التصدي القوي من البيشمركة المدعوم بالضربات الجوية الأمريكية، امكن الكورد من استعادة 90 في المئة من الأراضي الكوردية التي استولى عليها الارهابيون.
"تمكنت قوات البيشمركة من كسر أسطورة داعش، ويقول بارزاني.
ويضيف "انهم لازالوا يشكلون تهديدا، لكنه انخفض إلى درجة كبيرة. لدينا خطة عسكرية كبيرة تتمثل في ترسيخ خطوط الجبهة لدينا".
ودخل بارزاني مؤخرا في مشاورات معمقة مع الحكومة العراقية وقوات التحالف حول كيفية تنظيم هجوم لاستعادة الموصل.
وبالتأكيد ستكون هذه معركة حاسمة، لأن الموصل هي مدينة عربية سنية تحولت بوحشية الى عاصمة "الخلافة".
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قام مؤخرا بزيارة اربيل مع وفد من القادة العسكريين العراقيين، واتفق مع بارزاني على انشاء مركز قيادة مشترك يشارك فيه التحالف الدولي للتحضير للهجوم على الموصل.
ومن المقرر ان يتوجه بارزاني الشهر المقبل الى واشنطن للتشاور مع قادة البيت الأبيض والكونغرس حول الحرب على الارهاب.
ويقول بارزاني "نحن ككورد ذاهبون للمساعدة، ولكن أهل الموصل، والقبائل، وبقايا من الشرطة والجيش يجب أن يكون لهم الدور الرئيس".
ويضيف وهو يرتدي غطاء الرأس بالاحمر والابيض وزيه التقليدي الكاكي. "دورنا داعم في إطار استراتيجية شاملة. كون ذلك حاسما لأي هجوم في الموصل".
ولكوردستان دور كبير بتدريب قوات خاصة من المؤمل ان تشارك بعملية الموصل.
واشاد بارزاني "كثيرا" بعناصر الحشد الشعبي الذين كان لهم دور واضح بتحرير تكريت، ويرى انه "من دون قيادة مركزية واحدة لا يمكن أن تكون ناجحة"، بعبارة أخرى، لا دور للفصائل الشيعية خارج قيادة الجيش الوطني.
وسألت ما إذا كان الكورد يتوقعون دورا لسكان الموصل السنة ضد جلاديهم داعش. بهذه الاثناء مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كوردستان تدخل وقال "نحن نرى الكثير من الناس راضين جدا بحكم داعش بالرغم من معرفتهم بوحشية هذا التنظيم".
"اعتقد من دون تدخل خارجي لن يكون هناك اي تمرد داخلي ضد الارهابيين"، قال مسرور بارزاني.
وأضاف الرئيس بارزاني أن على الحكومة العراقية إعطاء أهل السنة من الموصل سببا للاعتقاد بأن لديهم "مستقبل مشرق" في ظل الحكومة التي يقودها الشيعة، مستقبل أفضل من الذين يعيشون في ظل الدولة الإسلامية.
"إذ السكان المحليين لا يدعمون داعش لن يكون له وجود على الارض" يصر بذلك بارزاني.
طوال حديثنا، أكد الرجلان عن امتنانهم للضربات الجوية الأمريكية والعلاقة والثيقة بين القوات الكوردية والولايات المتحدة.
وكمثال على ذلك، استشهد مسرور بارزاني ب"التنسيق الجيد للغاية" بين البيشمركة وقوات التحالف في الدعوة في الضربات الجوية ضد أهداف داعش.
واضاف "ان التعاون فيما بيننا كان جزءا لا يتجزأ".
وقال ان تنسيقا مماثلا سيكون ضروريا لجميع المشاركين في هجوم الموصل.
ومع ذلك، فإن النجاح يعتمد على كفاءة جميع اللاعبين، بما في ذلك القوات العراقية، التي تحتاج كثيرا من التحسن.
ويقول الرئيس بارزاني انه سيتم مناقشة "الحرب على داعش ومستقبلنا كأمة والبيئة العامة في المنطقة" عندما يذهب إلى واشنطن.
"ونود أن نغتنم هذه الفرصة لنعرب عن امتناننا للولايات المتحدة والرئيس (اوباما)" كما شدد بارزاني على أنه يطلب المزيد من الأسلحة الثقيلة، مثل العربات المدرعة والصواريخ المضادة للدبابات.
أثبتت الكورد، مرة أخرى، أنهم شريكا أساسيا في المنطقة، وبأن مكافحة داعش لا يمكن أن تنجح بدونهم. وهذا يعني أن يستمع المسؤولون الأميركيون عن كثب لطلباتهم والأفكار حول كيفية جعل هجوم الموصل ناجعا.