طهران "ترفض" بيان الجامعة العربية بشأن هجوم أربيل: استخدموا جهودكم لإيقاف قصف غزة
شفق نيوز/ أبدت الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، رفضها بيان جامعة الدول العربية الذي يدين الضربات التي وجهتها القوات الإيرانية لمواقع بمدينة أربيل في كوردستان العراق، وفيما أصرت على موقفها من القصف وتوعدت بـ"معاقبة المجرمين"، اكدت انها تتوقع من بغداد الالتزام بالاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين ومن الجامعة العربية تستخدم جهودها لوقف هجمات النظام الإسرائيلي على غزة.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد قال، الثلاثاء الماضي، إن الجامعة تدين الهجمات الإيرانية على كوردستان العراق وتتضامن مع الإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقية للحفاظ على سيادة وأمن بلادها.
وقد استنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني البيان الأخير لوزراء خارجية الجامعة العربية ورفض مضمونه، وقال إن تصرفات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستند إلى الحق القانوني في مكافحة الإرهاب، حيث تم شن الهجوم ضد عناصر "مرتبطة بالنظام الإسرائيلي في أربيل العراقية، ما عرض الأمن القومي الإيراني وسلامة مواطنيها للخطر".
وأشار الكنعاني إلى أن إيران لن تتردد في ردع هذه العناصر ومعاقبة المجرمين، فيما أكد أن طهران تتوقع من بغداد الالتزام بالاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين وتنفيذ مضمونها بالكامل، وأن تستخدم الجامعة العربية جهودها لوقف هجمات النظام الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية وإنهاء احتلال فلسطين المستمر منذ 75 عاما.
وكان العراق قد تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن "عدوانية" إيران بعد الهجمات على كوردستان العراق، فيما قال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إن الاتفاقية الأمنية بين بغداد وطهران قد يتم تعليقها.
وكانت الجامعة العربية قد تبنت مشروع قرار أدانت فيه بشدة القصف الإيراني الذي تعرض له إقليم كوردستان العراق، والذي أسفر عن مقتل عدد من المواطنين الأبرياء وتدمير عدد من المواقع المدنية"، واعتبرت الاعتداء "عدوانا سافرا على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وخرقا جسيما لمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية".
وأدان القرار كذلك "جميع المبررات والذرائع التي ساقتها الحكومة الإيرانية، والتي لا تعطي الحق لأية دولة في انتهاك سيادة دولة أخرى وتعريض حياة مواطنيها للخطر بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وحمّل القرار إيران جميع عواقب هذا الانتهاك وما نتج عنه واعتبره سابقة خطيرة قد يؤدي تكرارها إلى تكدير السلم والأمن في المنطقة بشكل كامل.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن عن تنفيذه، مساء الثلاثاء، ضربات جوية على مدينة أربيل، عاصمة كوردستان العراق، في منطقة القنصلية الأمريكية ومقر السفارة والمطار الدولي وتدمير قواعد الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران.
وأوضح الحرس الثوري الإيراني في بيان له أنه أطلق سلسلة من الصواريخ الباليستية على أحد المقرات الرئيسية لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" في كوردستان العراق، ما أدى إلى تدميره. وبحسب الحرس الثوري الإيراني، كان المقر هو مركز لتطوير العمليات الخاصة، والتخطيط لهجمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في إيران.
وقبل ذلك بأيام قليلة، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي "جبهة المقاومة" الشيعية في مختلف الدول العربية إلى "ضرب العدو" أينما كان. وجاءت الهجمات على أربيل كرد على الهجوم الإرهابي الذي وقع في 3 يناير بمدينة كرمان جنوب شرق إيران، عندما قتل 89 شخصا في انفجارات وقعت خلال موكب جنازة في الذكرى الرابعة لوفاة الجنرال قاسم سليماني.
وقالت السلطات العراقية إنها تعتبر الهجمات، التي أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين، عدوانا على سيادة البلاد وأمنها، وأنها مستعدة لاتخاذ الإجراءات القانونية، بما في ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وقد قتل على وجه الخصوص رجل الأعمال الكوردي الشهير بيشرو دزيي وأفراد من عائلته خلال الهجوم، فيما دعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني المجتمع الدولي إلى وضع حد للهجمات الإيرانية على الإقليم.
بدورها أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا أدانت فيه الهجمات الصاروخية على أربيل، وأكدت دعم واشنطن لشريكتها العراقية وحكومة كوردستان العراق في الوضع الراهن. ولم يصب أي مواطن أمريكي خلال الهجمات، وفقا لتلفزيون ABC.