رجل الجدل والتناقضات.. كيف تناول الإعلام الغربي إرث ديك تشيني بعد وفاته؟

رجل الجدل والتناقضات.. كيف تناول الإعلام الغربي إرث ديك تشيني بعد وفاته؟
2025-11-05T22:50:45+00:00

شفق نيوز- واشنطن

مصطفى هاشم

بعد ساعات من وفاته، تصدرت وسائل الإعلام الغربية الكبرى عناوينها نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، عبر تقارير وتحليلات حول ما تركه من إرث سياسي وجدل تاريخي.

إذاعة أن بي أر الأمريكية العامة قالت إن تشيني يوصف غالبا بأنه المهندس الرئيسي لحرب العراق، لكنه في العراق يُتذكّر على أنه أحد المسؤولين الرئيسيين عن تدمير البلاد".

جين عراف التي غطت الغزو الأمريكي للعراق تروي أن تشيني، بصفته نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، كان مقتنعا بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.

قبل غزو العراق في آذار/ مارس 2003، قال تشيني علنا "لا شك أنه يقوم بتجميعها لاستخدامها ضد أصدقائنا وحلفائنا وضدنا".

وتشير الإذاعة إلى أن تشيني قال إن أمريكا أرادت عراقا يحترم حقوق الإنسان، "لكن الواقع أن سقوط صدام، الذي كان ينتمي إلى نظام سني، جعل الشيعة، الذين كانوا مضطهدين لعقود، يسيطرون على الحكم".

وتضيف "أصبحت إيران الشيعية بعد الغزو الحليف الأقرب للعراق، بعد أن كانت عدوته الأولى في عهد صدام، واليوم (بعد أكثر من 20 عاما)، لا يزال الحكومة العراقية تكافح للحد من نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران".

كما ذكرت الإذاعة أن "الكورد هم المجموعة العراقية الوحيدة التي احتفظت بامتنان لتشيني".

فحين كان وزيرا للدفاع عام 1991، ساهم تشيني في فرض منطقة الحظر الجوي في اقليم كوردستان التي حمت الكورد من هجمات صدام، ومكنتهم من الانفصال الفعلي عن سيطرته، "بسبب ذلك، سمى بعض الكورد أبناءهم "تشيني" تقديرا له.

لكن بعد عقد من الزمن، تورط تشيني نفسه في غزو العراق، الأمر الذي غير مسار تاريخ البلاد والمنطقة بأكملها.

وبحسب وكالة رويترز، فإن تشيني كان من أكثر المسؤولين في إدارة بوش تصريحا وتحذيرا حول خطر ما اعتبره مخزون العراق من أسلحة دمار شامل، لكن هذه الأسلحة لم تكتشف لاحقا.

توقع تشيني أن القوات الأمريكية ستستقبل في العراق كـ"محررين"، وأن عملية نشر القوات ستستغرق أسابيع قليلة، لكن النشر استمر نحو عقد من الزمن.

قبل الغزو، ألمح تشيني إلى احتمال وجود روابط بين العراق والقاعدة وأحداث 11 سبتمبر 2001، لكن لجنة تحقيق لاحقة نفت هذا الاحتمال.

بعد مغادرته السياسة، حصل على حزمة تقاعد من شركة هاليبرتون التي كان قد أدارها، والتي أصبحت لاحقا من أبرز المتعاقدين الحكوميين في العراق، مما أثار جدلا حول تضارب المصالح.

واعتبرت صحيفة "الغارديان" أن سياسات تشيني ارتبطت بالتيار الذي أطلق عليه لاحقا بـ"الترامبي" من خلال تقويض استقلالية القانون والاستخبارات، وتوسيع صلاحية الرئيس على حساب القوانين.

وأشارت على أن تشيني "لا يزال شخصية تثير انقسامات عميقة"، لكونه لعب دورا مركزيا في غزو العراق، وتوسيع صلاحيات الأمن القومي، والتنفيذ غير المسبوق لسياسات مثيرة للجدل.

وذكرت الصحيفة أن تشيني ساعد في تمرير قانون بعد ستة أسابيع من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يوسع صلاحيات الرئيس والسلطة التنفيذية في التحقيقات والمراقبة دون إذن قضائي.

كما رصدت "نيوزويك" ردود فعل من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وصفوه بـ"مسؤول حرب" و"رمز لسياسات استبدادية" على خلفية العراق والأمن الداخلي.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon