بعد قرون من "العبودية".. الأمم المتحدة تحقق بسجل التمييز العنصري الأمريكي
شفق نيوز/ تبدأ لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، يوم الخميس، استعراض سجل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تزايد المطالبات بتعويضات بعد قرون من العنصرية التي أقرّت واشنطن بأنها "منهجية".
وعلى مدى يومين، ستستمع هذه اللجنة إلى مسؤولين أمريكيين بارزين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية لتحديد ما إذا كانت واشنطن تحترم التزاماتها الدولية في مكافحة التمييز العنصري، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وتتألف لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري من 18 خبيراً مستقلاً مسؤولين عن مراقبة تطبيق الاتفاق الدولي للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري على فترات منتظمة من الدول الأطراف، وهو نص صادقت عليه الولايات المتحدة عام 1994.
وبعد ثماني سنوات من المراجعة الأخيرة للوضع في الولايات المتحدة، قال المدافعون عن حقوق الإنسان إن الحكومة الأمريكية لم تعالج بشكل كافٍ الانتهاكات المرتكبة ضد السود أثناء فترة العبودية والفترات اللاحقة التي اتسمت بالاستغلال والفصل العنصري والعنف.
وهذا الإرث، بحسب رأيهم، ما زال مرئياً خصوصا من خلال السياسات في مجالات الصحة والتعليم والإسكان.
وقال المدير التنفيذي لمركز الحقوق الدستورية، فنس وورن، إن المجتمع المدني في جنيف يعتزم التركيز "على مسألة الاعتراف بالتمييز العنصري والتعويضات".
وأرسلت واشنطن وفداً من 23 شخصاً للرد على أسئلة الخبراء الذين ستنشر استنتاجاتهم في 30 آب/ أغسطس الجاري.
وقالت الإدارة الأمريكية في بيان إنها "ملتزمة بالتصدي لتحديات التمييز العنصري المنهجي على الصعيدين المحلي والدولي".
وأجرت واشنطن أربع جولات من المشاورات مع المجتمع المدني الأمريكي في هذا الإطار بما في ذلك واحدة في جنيف أمس الأربعاء.
وقال ناطق باسم الوفد الأمريكي في جنيف "نرحب بمشاركة المجتمع المدني في هذه العملية ونريد تشجيعها".
ويتّفق بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الذين قدموا إلى جنيف على أن إدارة جو بايدن ذهبت أبعد من الإدارات السابقة في الاعتراف بالمشكلات المرتبطة بالعنصرية الهيكلية.
وقال رئيس قسم حقوق الإنسان في اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، جميل دكوار "أظهرت إدارة بايدن أنها تستطيع تسمية المشكلة، لكن حان الوقت لاتخاذ إجراءات أكثر جرأة".
وأشارت هذه المنظمة الامريكية المعنية بالحقوق المدنية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية، في تقرير هذا الأسبوع إلى أن الأسرة البيضاء من الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة اليوم ميسورة أكثر بثماني مرات من الأسرة السوداء من الطبقة نفسها.
كذلك، فإن معدل سجن السود أعلى بثلاث مرات من معدل سجن البيض، والأمريكيون الأفارقة والأقليات الأخرى أكثر عرضة للقتل على أيدي الشرطة بنسبة 350%.
كما يريد الناشطون التنديد بـ"العنصرية البيئية" في "كانسر آلي" في لويزيانا التي تضم نحو 200 مصنع بما فيها مصانع بتروكيمياويات على مسافة تمتد على أكثر من 140 كيلومترا.
ويعرّض التلوث الصناعي سكانها، ومعظمهم من الأمريكيين الأفارقة لخطر الإصابة بالسرطان أكثر بـ50 مرة من المتوسط في الولايات المتحدة، وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية.
ويؤكّد الناشطون أن المجتمعات السوداء التاريخية، حيث يعيش أحفاد عبيد كانوا يعملون في حقول قصب السكر، يُضحّى بهم لإفساح المجال أمام بناء مصانع تلوث البيئة وتشكل خطرا على الصحة.
وتطالب جوي بانر، وهي من السكان المحليين وناشطة تقود المعركة ضد بناء مقترح لمخازن حبوب عملاقة قرب منزل عائلتها في والاس، بوقف توسيع أو بناء أي منشأة جديدة في المنطقة.
وقالت "ما زالوا يسمحون ببناء مصانع جديدة. ونحن ما زلنا نموت".