الغارديان: الشرق الأوسط على المحك ولكن اللائمة لا تقع على إيران
شفق نيوز/ أهتمت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء بعدد من القضايا من بينها الأزمة في الخليج إثر الهجوم على منشأتين سعوديتين للنفط والانتخابات الرئاسية في تونس.
البداية من صفحة الرأي في صحيفة الغارديان ومقال لسايمون تيسدال بعنوان "الشرق الأوسط على المحك ولكن اللائمة لا تقع على إيران". ويقول الكاتب إن الأزمة في الخليج تشتد يوما عن يوم وتزداد قوتها على التدمير.
ويضيف الكاتب إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أهبة الاستعداد للرد على الهجمات على منشأتين للنفط في السعودية، تلقي فيهما الولايات المتحدة اللائمة على إيران.
ويرى الكاتب أن أجراس الإنذار تدق في المنطقة منذ عدة أشهر، وتم تجاهلها بصورة كبيرة. ويضيف أنه "من اليسير إلقاء اللائمة على إيران بدون حجة أو دليل أو برهان، كما هو دأب الولايات المتحدة وبريطانيا"، على حد قوله.
ويتساءل الكاتب: كيف يمكن تجنب وقوع كارثة؟ وكيف يمكن الحيلولة دون تحول الأزمة إلى حرب تشمل المنطقة بأسرها؟ ويجيب أن حل هذه الأزمة يكمن في إدارتها بحكمة وحنكة من قبل الساسة، وهو الأمر الذي تفتقر إليه التصريحات التي تم الإدلاء بها إلى حينه.
ويقول إن الحديث عن الافتقار للحكمة في إدارة الأزمة سيقودنا حتما للحديث عن ترامب وإيران، فالولايات المتحدة تنظر إلى طهران على أنها تهديد منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، ولكن ترمب "بقدرته التي لا تضاهى على جعل المواقف السيئة أكثر سوءا"، مزق الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار من العام الماضي، وأعاد فرض العقوبات، مما أشعل شرارة الأزمة الحالية. ويرى الكاتب إن عداء ترامب "أضر بالمواطن الإيراني ولكن ليس بالنظام".
ويقول الكاتب إن الفئة التي تمتلك السلطة في إيران تعاني من انقساماتها الداخلية، ولكنها توحدت لمواجهة ترامب، وتتزعم القيادة الدينية والعسكرية في طهران الآن المعركة، في مواجهة ما يرون أنه مساع أمريكية لتغيير النظام في بلادهم لصالح أعدائهم، إسرائيل والسعودية.
ويقول الكاتب إن إخفاق الولايات المتحدة وبريطانيا، وغيرهما من القوى الغربية، في وضع حد لحرب السعودية في اليمن يلعب دورا كبيرا في الأزمة الحالية في الخليج. ويضيف أن الدول الغربية تجاهلت الأدلة على وقوع جرائم حرب وتجاهلت أزمة إنسانية طاحنة يشهدها اليمن، واستمرت في توفير السلاح والغطاء الديبلوماسي للرياض.
وتناولت افتتاحية صحيفة التايمز أيضا الهجوم على منشآت نفطية في السعودية، وجاء عنوان الافتتاحية "طهران وحلفاؤها عازمون على تخريب الشركات السعودية".
وتقول الصحيفة إنه عندما تتعرض أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في السعودية لهجوم، فإن لذلك تأثير يتردد في العالم بأسره. فالهجوم "سواء شنه الحوثيون أو داعموهم في طهران"، على حد قول الصحيفة، لم يعد مجرد مناوشات في صراع قائم منذ زمن طويل بين قوتين متنافسين في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن الهجوم "محاولة متعمدة من النظام في طهران لرفع حدة التوتر في المنطقة ولإبراز نقاط الضعف في السعودية ومؤسساستها النفطية، كما أن طهران تتعمد عن طريقها إلى إيقاع الإدارة الأمريكية في الخطأ. وترى الصحيفة إنه إذا تم التعامل بتهور وتعجل مع هذه الأزمة، فإنها قد تؤثر سلبا بصورة كبيرة على الاقتصاد العالمي أو قد تؤدي إلى حرب أوسع.
وتقول الصحيفة إنه من المنطقي أن نعتقد أن إيران نصبت فخا للسعودية،فالمستقبل السياسي لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعتمد بصورة كبيرة على نجاح عمليته المرتقبة لتعويم شركة النفط السعودية المملوكة للدولة، أرامكو.
وتضيف الصحيفة أن الهدف من الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لأرامكو قد يكون الهدف من ورائه هو تخريب هذه العملية أو تعطيلها. وتقول الصحيفة إنه من شبه المؤكد أن عملية التعويم سيتم إرجاؤها عدة أشهر حتى يتم إصلاح الخسائر التي تسبب فيها الهجوم.
وننتقل إلى صحيفة فاينانشال تايمز، ومقال لهبة صالح بعنوان "المرشحان الأوفر حظا في الانتخابات التونسية من خارج الأحزاب الرئيسية".
وتقول الكاتبة إنه يبدو أن شخصين من خارج دائرة الضوء السياسي، أحدهما مرشح مستقل غير معروف والآخر قطب من أقطاب صناعة الإعلام يقضي عقوبى بالسجن، أصبحا الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية التونسية، حسبما أشارت استطلاعات للرأي بعد انتهاء الاقتراع.
وتقول الكاتبة إن قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري، لا يتبع أي حزب ولم تكن له حملة انتخابية ذات شأن، ويبدو أنه المرشح الأوفر حظا بين المرشحين جميعا. بينما يأتي في المرتبة الثانية نبيل قروي، قطب صناعة الإعلام.
وتقول الكاتبة إنه في حال تأكد هذه النتائج فإنها تمثل مؤشرا على إحباط الشعب إزاء الساسة المعروفين وأحزابهم، حيث يعتقد الكثير من التونسيين أن الساسة اخفقوا بصورة كبيرة في التصدي للتدهور الاقتصادي وتراجع المستويات المعيشية والفساد المتفشي.