الصدر لأنصاره: انتخاب من ليس أهلا لذلك سيوصلك للفقر والفساد

شفق نيوز/ يبدو أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بادر مبكرا للحديث عن الانتخابات التشريعية في العراق المزمع إجراؤها في نهاية العام الحالي من خلال حث أنصاره على تحديد من سيكون مرشحا لهم لخوض السباق الانتخابي.
وفي خطبة مطولة لصلاة الجمعة تتألف من ثلاث صفحات تطرق فيها الصدر الى الانتخابات في موردين، وقال في احدها، إن: الانتخابات السياسية تحتاج كثرة الأصوات.
وخاطب الصدر انصار التيار الصدري في المورد الثاني من الخطبة، قائلا، إن: انتخابك من ليس أهلا للانتخاب سيوصلك للفقر والفساد، وانتخابك للصالح سينتج عليك الخير الوفير.
وتصاعد في الآونة الأخيرة الحديث عن حراك لقادة الإطار التنسيقي، نحو الصدر، لدفعه للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما يرى مراقبون أن الانقسامات داخل قوى الإطار هي التي تدفع القوى الإطارية لدعوة التيار للعودة إلى العمل السياسي.
وقرر الصدر، في حزيران/يونيو 2022 الانسحاب من العملية السياسية في العراق، وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة "الفاسدين"، بعد دعوته لاستقالة جميع نوابه في البرلمان والبالغ عددهم 73 نائباً.
وهي هذه المرة الاولى الذي يلمح فيها الصدر بالحديث عن الانتخابات منذ ان قرر اعتزال السياسة في منتصف العام 2022 على خلفية اقتحام أنصار التيار المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، واعتصامهم فيها إحتجاجاً على ترشيح رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة الاتحادية المقبلة، وما أعقبها من أحداث وصدامات مسلحة بين الصدريين والقوات الامنية في حينها.
وكانت الكتلة الصدرية قد تحصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول من العام 2021 إلا أن مساعي زعيم التيار أخفقت في تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة جراء وقوف الإطار التنسيقي الشيعي بوجهها من خلال استحصال فتوى من المحكمة الاتحادية بما يسمى الثلث المعطل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتسمية رئيس مجلس الوزراء.
وانفرطت عُرى عقد التحالف الثلاثي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عقب استقالة نواب الكتلة الصدرية، وانسحاب التيار من العملية السياسية بأمر من الصدر.
ومر المشهد السياسي بوضع متأزم وبطريق مسدود في حينها لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق حيث تشكلت الحكومة عقب عام كامل على الانتخابات المبكرة في البلاد.
وكان العراق قد اجرى في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2021 انتخابات تشريعية مبكرة للخروج من أزمة سياسية عصفت بالبلاد بعد تظاهرات كبيرة شهدتها مناطق الوسط والجنوب في العام 2019 احتجاجاً على استشراء البطالة في المجتمع، وتفشي الفساد المالي والإداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وتردي الواقع الخدمي والمعيشي مما دفع رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة بضغط شعبي.
وما ان تم اعلان النتائج الاولية للانتخابات حتى تعالت أصوات قوى وأطراف سياسية فاعلة برفضها لخسارتها العديد من المقاعد، متهمة بحصول تزوير كبير في الاقتراع، وهو ما نفته السلطات التنفيذية والقضائية، في وقت أشادت به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بنزاهة العملية الانتخابية