مندلي.. بوادر عزوف كوردي عن الانتخابات
شفق نيوز/ اكد ناشطون ومصادر حزبية في مندلي بمحافظة ديالى، الاثنين، وجود بوادر لعزوف الكورد عن الانتخابات البرلمانية المبكرة جراء "الإهمال السياسي للمدينة وعمليات التعريب وطمس الهوية التاريخية".
وقال الناشط مراد علي المندلاوي لوكالة شفق نيوز إن "توزيع الدوائر الانتخابية ذبح كورد مندلي وبدد آخر آمالهم بالتمثيل النيابي والبدء ببرنامج سياسي واجتماعي لاعادة المدينة الى قضاء وتشجيع عودة النازحين والمرحلين قسرا من المكون الكوردي على مر العقود الماضية".
واعتبر المندلاوي وضع مندلي ضمن دائرة انتخابية تضم بلدروز والمقدادية "ضربة واضحة للمكون الكوردي في مندلي وقزانية ومخططا مبرمجا لتعريب المدينة وتغييرا ديموغرافيا طويل الامد"، لافتا الى ان "بوادر العزوف الانتخابية في مندلي من قبل الكورد اصبحت واضحة وواقعية بسبب الاهمال والتهميش".
لم يقدم الاتحاد الوطني الكوردستاني أي مرشح في مندلي للانتخابات المبكرة المقبلة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بحسب أحد اعضائه الذي أرجع السبب إلى "الأوضاع غير المستقرة في الناحية ووجود جماعات مسلحة داخل المدينة منذ سنوات عدة ضمن مساع لتحييد وتجميد النفوذ الكوردي".
ووصف المسؤول الكوردي في حديثه لوكالة شفق نيوز وضع مندلي ضمن دائرة انتخابية المقدادية وبلدروز بأنه "استهداف للمكون الكوردي ومحاولة لاجتثاث وجوده واستكمال مسلسل التغيير الديموغرافي وتهجير الكورد وتعريب مندلي رسميا".
ودعا المسؤول، القيادات الكوردية، الى "إيلاء اهتمام وطني بمدينة مندلي والحفاظ على هويتها القومية التي تلاشت بسبب التهميش الخدمي والسياسي".
بدوره، كشف عضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ديالى جليل ابراهيم الدلوي لوكالة شفق نيوز عن "وجود مرشح للحزب لخوض الانتخابات النيابية في مندلي ودائرة المقدادية وبلدروز"، مبينا أن "دائرة خانقين الانتخابية وتوابعها هي المحطة الرئيسية للكورد لخوض الانتخابات النيابية".
ولفت الدلوي في حديثه لوكالة شفق نيوز الى ان "أصوات الناخبين الكورد في مندلي لا تتجاوز 2500 الى 300 صوت بسبب هجرة 70% من أبناء المكون الكوردي الى بغداد وكوردستان ومناطق اخرى"، منوها إلى أن "الاهمال الخدمي من قبل الحكومات المتعاقبة حولت مندلي من قضاء تاريخي وناحية ستراتيجية الى قرية شبه مدمرة".
وتابع بالقول، "على الرغم من الجهود التي بذلتها القوى الكوردية لاعادة النازحين والمرحلين الى مندلي، الا ان غالبية من عادوا نزحوا من جديد بسبب الاوضاع الخدمية المتردية في الناحية وتناقص اعداد المكون الكوردي".
وتعاني مندلي (93 كم شرق محافظة ديالى)، من تبعات ومشاكل اجتماعية وديموغرافية متراكمة خلفها النظام السابق جراء سياسات الابعاد والترحيل القسري للمكون الكوردي وتحويل مندلي من قضاء الى ناحية في ثمانينيات القرن المنصرم.