قيود اجتماعية تكبّل الرياضة النسوية في العراق
شفق نيوز/ تعمل سارة خالد (28 عاماً) من محافظة بابل، وهي إحدى خريجات كلية التربية الرياضية للبنات، بوظيفة تختلف تماماً عن أحلامها ودراستها الجامعية، بسبب عوائق كثيرة اعترضت مسارها في ظل التحديات الاجتماعية.
تقول خالد لوكالة شفق نيوز، "منذ صغري وأنا أحب ممارسة الرياضة رغم ضعف دعم عائلتي لتوجهي هذا، ورفضهم دخولي كلية التربية الرياضية، نظراً للأعراف الاجتماعية السائدة، ووجهة النظر الرافضة لممارسة المرأة للرياضة".
وتضيف سارة التي تمارس الرياضة في داخل المنزل، لعدم وجود مركز رياضي خاص بالنساء قريب من دارها، أن "الإقبال على الرياضة النسوية قليل نتيجة القيود الاجتماعية، لذلك فرص العمل بهذا المجال شحيحة، ما اضطرت للعمل إدارية بشركة خاصة".
عزوف عن الرياضة
وتواجه الرياضة النسوية العراقية تحديات عديدة، أبرزها ما يتعلق بطبيعة المجتمع والأعراف والتقاليد الاجتماعية المحافظة، إضافة إلى عدم وجود البيئة الآمنة لممارسة الرياضة، وبُعد النوادي والصالات الرياضية، أو ربما عدم توفرها في الأساس، ما أدى إلى إحجام الكثير من النساء عن ممارسة الرياضة والمشاركة بشكل فعّال في البطولات الدولية.
وفي هذا السياق، تقول المديرة التنفيذية لشبكة النساء العراقيات، أمل كباشي، إن "الوعي المجتمعي ما يزال غير ناضج تجاه دور المرأة، وأهمية ممارستها الرياضة كحق من حقوق الإنسان، كما أن الأندية خاصة الجماهيرية لم تولِ اهتماماً للرياضة النسوية، على خلاف ما يلاحظ من اهتمام في الدول الإقليمية من خلال توفير بيئة آمنة لهن، وتشجيعهن على الرياضة".
وتعزو كباشي خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، عزوف النساء عن المشاركة في منافسات رياضية، أو ممارسة النشاط الرياضي بشكل عام، إلى إن "البيئة غير آمنة، إذ هناك الكثير من حالات التحرش والاستغلال الجنسي، وغيرها من المضايقات التي تحجم النساء عن الرياضة".
وتضيف، "كما إن النوادي وصالات الرياضة الخاصة بالنساء، قليلة، وغالباً ما تكون بعيدة عن مناطق سكنهن، ما يقلّص فرص ممارستهن للرياضة".
وتتابع، "وعلى الرغم من وجود كليات متخصصة بالرياضة النسوية التي فتحت أبواباً كثيرة للنساء، إلا إنها بقيت مجرد كليات تخرج نساءً لغرض التوظيف في المدارس وغيرها، كما هناك عضوات نساء في الأندية والاتحادات الرياضية، لكن مازلن بعيدات عن الاهتمام بالرياضة النسوية".
وتؤكد، أن "على وزارة الشباب والرياضة إيلاء اهتماماً خاصاً بالرياضة النسوية، خاصة وإن الاتحاد الدولي لكرة القدم يدعم الفرق النسوية، ويحفّز الدول ويرصد مبالغ كبيرة لتنشيطها، ما يستدعي العمل على استثمارها وفتح آفاق جديدة للنساء لممارسة الرياضة".
وعن الرياضة النسوية في إقليم كوردستان، تقول كباشي، إن "الإقليم يوفّر بيئة سياسية واجتماعية داعمة للرياضة النسوية، فضلاً عن توفير أندية وصالات رياضية لهن، وهذا يمنح فرصة للنساء للإقبال على ممارسة الرياضات المختلفة، والمشاركة في المحافل الدولية".
لاعبات يحققن إنجازات
من جهته، يؤكد المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، حسام حسن، أن "للرياضة النسوية حيّز مهم في اهتمامات وزارة الشباب والرياضة، وهناك العديد من اللاعبات المتميزات اللواتي حققن العديد من الإنجازات للرياضة النسوية سواء في ألعاب كرة السلّة ورفع الأثقال والملاكمة وكرة الطائرة والساحة والميدان والتايكوندو وكرة اليد والقوس والسهم والرماية وغيرها".
ويضيف حسن لوكالة شفق نيوز، "كما هناك اهتمام كبير برياضة ركوب الخيول والسباقات المتنوعة للنساء، ونأمل أن تستعيد السباحة النسوية مجدها بعد أن كانت منتخبات تشارك في بطولات عديدة".
ويشير إلى أن "للرياضة المدرسية دور كبير في خلق شخصية الرياضي منذ نعومة أظافره كما هو الحال بالنسبة للفرق الشعبية بمنافسات كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى، لذلك هناك تنسيق بين وزارتي الشباب والرياضة والتربية لإعادة الحياة لدرس التربية الرياضية وانعاشه".
ويؤكد، أن "وزارة الشباب والرياضة جادة في دعم كل هذه الألعاب والاهتمام باللاعبين وتوفر كل ما من شأنه تطوير هذه الألعاب ويحقق الإنجاز فيها، خدمة للرياضة العراقية النسوية".