طموحات القمة الثلاثية هل تصطدم ب... ايران؟
شفق نيوز/ شكك محللون سياسيون في امكانية ان يتقدم العراق ومصر والاردن في خططهم لاقامة تحالف اقليمي جديد بعد القمة الثلاثية التي استضافتها بغداد قبل أيام.
ونقل تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، ترجمته وكالة شفق نيوز، عن المتخصصة بالشؤون الايرانية ميرفت زكريا قولها إن هناك تحديات متنوعة للتعاون بين الدول الثلاث، وهي تتضمن التدخل الخارجي من الخصوم الإقليميين، خاصة إيران.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصل الى بغداد في 27 يونيو/ حزيران في أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ العام 1990. وشارك السيسي باجتماع قمة مع الملك الاردني عبدالله، بضيافة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وتحدث الرئيس المصري عن رغبة القاهرة في إقامة علاقة استراتيجية بين الدول الثلاث، وحماية الأمن العربي.
وذكر التقرير بسلسلة اللقاءات الثلاثية خلال السنوات الماضية، منذ آذار/مارس 2019 عندما زار السيسي ورئيس الحكومة العراقي عادل عبدالمهدي عمان، وصولا الى الوفد العراقي الرفيع المستوى الذي زار القاهرة مؤخرا، وبحث مع المسؤولين المصريين إعادة إعمار مناطق مدمرة في العراق منذ الحرب مع تنظيم داعش. كما ذكر بتأجيل القمة الثلاثة أكثر من مرة.
وأشار التقرير إلى أن مصر تريد توسيع تعاونها مع الدول الاقتصادية من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية. وتتطلع القاهرة لاكتساب حصة من إعادة الإعمار، حيث تعتبر مصر نفسها قوة اقليمية صاعدة في مشاريع الاعمار.
وقالت الخبيرة الاقتصادية المصرية باسنت فهمي للموقع البريطاني "مصر تريد ان تنال حصة الأسد في اعادة اعمار العراق، مستفيدة من خبرتها في هذا المجال. وستكون لمشاركة مصر في اعادة الاعمار، نتائجها الايجابية على الاقتصاد المصري".
وفي 27 حزيران/يونيو قال نائب رئيس غرفة صناعة مواد البناء المصرية إن القاهرة تريد تصدير ما قيمته 6 مليارات دولار من مواد البناء الى العراق سنويا.
كما ان مصر تتطلع الى النفط العراقي، وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتفقت القاهرة وبغداد على آلية "الإعمار مقابل النفط" التي تسمح لمصر لتبادل مواد البناء وخدمات الاعمار مقابل النفط.
كما تخطط مصر والعراق والادرن على مد انبوب نفطي من البصرة الى مصر عبر الاراضي الاردنية، ما يعني ان النفط سيقطع مسافة 1700 كيلومتر عبر ميناء العقبة.
واشار الى انه وراء هذا التوق الى نفط العراق، الرغبة المصرية في ان تصبح مركزا إقليميا للطاقة يجمع الغاز والنفط الخام المنتج في دول المنطقة ثم يعالجها قبل إعادة تصديرهما الى الاسواق الدولية.
ويذكر ان مصر ستستورد 12 مليار برميل من خام البصرة الخفيف العام الحالي، كما ان العراق يريد استيراد الغاز الطبيعي من مصر لتقليل الاعتماد على الغاز الايراني لتشغيل محطات الكهرباء.
ويقول محللون ان مصر والاردن تسعيان الى ابعاد العراق عن ايران التي تتمتع بنفوذ كبير في العراق سياسيا وعسكريا واقتصاديا ودينيا. ويشير محللون الى ان عمان والقاهرة "جزء من جهد، يشمل ايضا المملكة السعودية، لاضعاف النفوذ الايراني في المنطقة من خلال حرمان طهران من احد اهم معاقلها الاقليمية".
ونقل الموقع عن استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة احمد يوسف، قوله ان "مصر والاردن تريدان اعادة العراق الى الحظيرة العربية. كما يريد العراق ايجاد بدائل لإيران في محاولته التخلص من الهيمنة الإيرانية عليها".
واشار الموقع الى ان مصر تشكل منافسا دينيا وايديولوجيا لايران، وهما لا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية منذ الثورة الإسلامية العام 1979.
وتابع الموقع انه يبدو ان الولايات المتحدة تقف وراء هذا "الهجوم الناعم الجديد" الذي تشنه القاهرة وعمان والرياض، خاصة مع تشديد الادارة الجديدة للرئيس الامريكي جو بايدن الخناق حول إيران.
واعتبر التقرير ان العراق يريد ان يبرهن للادارة الامريكية الجديدة في واشنطن انه مستعد للابتعاد عن المجال الايراني من خلال اقامة علاقات وثيقة مع دول حليفة مهمة للولايات المتحدة.
واشار الى انه بعد ساعات على مغادرة السيسي بغداد، تعرضت محطة كهرباء في مدينة سامراء لهجوم بالصواريخ، وتم توجيه اصابع الاتهام الى الميليشيات المدعومة من ايران. واضاف ان الميليشيات نظمت عرضا عسكريا كبيرا في شوارع بغداد قبل يوم من وصول الرئيس المصري، ربما بهدف توجيه رسالة مفادها ان ايران تتمتع بالتفوق في هذا البلد العربي.
ويقول محللون ان تدهور الاوضاع الامنية في العراق والنفوذ الايراني، سيشكلان عوائق هائلة على طريق مصر لتحقيق تواجد اقتصادي كبير في العراق. ونقل الموقع عن زكريا قوله "ستستخدم ايران بالتأكيد ميليشياتها لمنع تبلور التقارب الناشئ بين مصر والاردن من جهة والعراق من جهة اخرى". واضاف ان "ايران تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ولن تتخلى على الارجح بسهولة عن حلفاء مهمين مثل العراق".