"طحن عظام" داخل البيت السني.. خلافات متصاعدة لن تنتهي بحسم رئيس البرلمان
شفق
نيوز/ يعتزم مجلس النواب العراقي عقد جلسة خاصة يوم غد الخميس لحسم ملف انتخاب
رئيس جديد للمجلس، خلفاً لمحمد الحلبوسي، المنتهية عضويته منذ نحو عام، فيما يرى
سياسيون من المكوّن السني أن خلافات البيت السياسي السني لن تنتهي باختيار رئيس
البرلمان، بل سوف تزداد لعدم وجود من يوحدهم.
ويعيش
البيت السني وضعاً داخلياً "منكسراً ومهمشاً" يفسره عدم وجود رئيس
البرلمان، فيما "تدار البعض من قياداته من خارج البيت السني سواء من البيت
الشيعي أو الكوردي، أو حتى من قبل إيران وتركيا"، بحسب عضو تحالف العزم، عزام
الحمداني.
ويبين
الحمداني لوكالة شفق نيوز، أن "بعض الأطراف السنية تستقوي بطرف من خارج البيت
السني، على اعتبار أنه لا يملك العدد الكافي لتحقيق النصف زائد واحد، حيث لديه 76
مقعداً وبالتالي هو بحاجة للإطار الشيعي والقوى الكوردستانية لتحقيق هذه الأغلبية،
وهذا يفسر ضعف البيت السني".
وعن
جلسة الغد، يؤكد الحمداني، أن "عموم البيت السياسي السني مع اختيار رئيس
البرلمان، لكن قد يتخلف طرف سياسي لسبب ما أو آخر لديه شروط بفتح باب
الترشيح".
تدخلات
داخلية وخارجية
وارتفعت
الخلافات السنية في الآونة الأخيرة نتيجة "تدخلات داخلية وخارجية"، وفق
السياسي السني، مزاحم الحويت، أما الداخلية فهي "يمكن حلها والغالبية مع هذا
التوجه بضمنهم الإطار التنسيقي بترشيح شخصية لمنصب رئيس البرلمان، وأن المكون
السني متمسك بمحمود المشهداني".
ويوضح
لوكالة شفق نيوز، ان "الترشيح ينبغي أن يكون حصراً عن طريق الحلبوسي لأنه
يملك العدد الأكبر وفي الوقت نفسه غير مدعوم من دول خارجية كما في سالم العيساوي
الذي تدعمه تركيا عن طريق خميس الخنجر".
وينوّه
الحويت، إلى أن "اختيار رئيس البرلمان لن ينهي الخلافات داخل البيت السني بل
هي سوف تزداد وترتفع أكثر كلما اقترب موعد الانتخابات، حيث إن الخلافات أصبحت من
الثوابت لعدم وجود جهة توحدهم، فهناك قيادات سنية تتبع قطر والسعودية وأمريكا
وبريطانيا وإيران ودول الخليج وحتى هناك من يتبع الصين".
البيت
السني الأكثر تشتتاً
وتعتبر
الخلافات داخل البيت السني الأشد والأكثر تعقيداً مما تشهده البيوتات الأخرى
الشيعية أو الكوردية، وفق السياسي المستقل، مهند الراوي، مبيناً، "حيث يلاحظ
في كل جلسة لانتخاب رئيس البرلمان، تعطيل الجلسة بطرق تصل إلى العراك بالأيدي،
وهذا ما حصل في الجلسات الثلاث الماضية بتعمد إرباك المشهد لعدم انتخاب رئيس
البرلمان".
"لكن
الأهم من رئاسة البرلمان، هو أن مرحلة الصراع بين (تقدم) من جهة و(السيادة)
و(العزم) من جهة أخرى وصلت إلى (طحن العظام) بين الطرفين، وهذه الممارسة تفضي إلى
خسارة الجميع"، يقول الراوي لوكالة شفق نيوز.
وعن
دور البيت الشيعي في الصراع السني، يوضح الراوي، أن "البيت الشيعي المتمثل
بالإطار التنسيقي يملك الأغلبية الساحقة في مجلس النواب، وتقدم هم من سمح للإطار
بالتدخل بهذه الصورة السافرة وفرض الإرادات حتى أصبحوا عبارة عن أدوات له، لذلك
المجتمع السني غاضب من تصرفاتهم المعيبة"، على حد وصفه.
وفيما
يخص جلسة يوم غد لانتخاب رئيس البرلمان، يتوقع الراوي حسم منصب رئيس البرلمان
غداً، ويعزو ذلك إلى أن "الإطار التنسيقي يواجه ضغوطات كبيرة من الشارع السني
ودول إقليمية، في ظل رؤية البعض أنه مغتصب حق المكوّن في رئاسة البرلمان".
الإقصاء
وليّ الأذرع
وفي
هذا السياق، ترى القيادية في حزب السيادة، مروة العيساوي، أن "بعض أحزاب
السلطة أصبح أسلوبها هو الاستحواذ على حقوق الآخرين من المكوّن، والاقصاء لها
ديدناً ونهجاً في طريقة التعامل مع الشركاء السياسيين".
وتؤكد
لوكالة شفق نيوز، أن "العراق بلد متنوع ولا يمكن أن يحكمه لون سياسي واحد،
وأن سياسة الاقصاء ولي الأذرع أسلوب دكتاتوري ما يزال يعشعش في عقول البعض، ولن
نرضى أن يعيدنا طرف سياسي إلى المربع الأول في الاقصاء واغتصاب الحقوق"، على
حد تعبيرها.
وكان
مجلس النواب العراقي نشر جدول أعمال جلسة يوم غد الخميس، وخصصها لانتخاب رئيس جديد
للمجلس، خلفاً لمحمد الحلبوسي، المنتهية عضويته منذ نحو عام.
خيار
المسارين
ويوم
الأربعاء الماضي 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حددت ست قوى سُنية يتزعمهم رئيس
حزب تقدم محمد الحلبوسي، مسارين لحسم انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، بعد تعثر
استمرّ لـ11 شهراً.
جاء
ذلك، خلال بيان مشترك، لكل من (تقدم، الجماهير الوطنية، الحسم، المشروع الوطني
العراقي، الصدارة، المبادرة).
وبحسب
البيان، أكدت هذه القوى، وجود مسارين لا ثالث لهما، الأول أن تقوم جميع الأطراف
المتنافسة بسحب مرشحيها، وأن تلتزم كل القوى الوطنية الحاضرة بدعم المرشح (محمود
المشهداني) الذي حظي بتأييد الأغلبية النيابية والسياسية السنية.
أما
الخيار الثاني، وفق البيان، فيصار إلى الذهاب نحو اتخاذ الإجراءات القانونية في
مجلس النواب لترشيح مرشح جديد من الأغلبية السياسية السنية، مدعوماً بأغلبية
نيابية كبيرة؛ لحفظ حق الأغلبية السنية في تسمية من يمثلهم بهذا المنصب.
وأعلن
الإطار التنسيقي الجامع للقوى الشيعية، يوم الاثنين 28 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر
الجاري، الاتفاق على عقد جلسة انتخاب رئيس جديد لمجلس
النواب، غداً الخميس.