"صاعد نازل".. جيوب العراقيين تهتز أمام تذبذب سوق الذهب
شفق نيوز/ مع تذبذب أونصة المعدن الأصفر في الأسواق العالمية وتراجع الدولار محلياً، تبقى أسعار مثقال الذهب بالأسواق المحلية خافية على الإنسان البسيط الراغب في شراء قطعة صغيرة لوالدته أو زوجته أو إحدى بناته، لتدور "عملة" قصيرة بين الصائغ والزبون تنتهي غالباً بانتصار الأول حول السعر الذي يريده.
وتبقى عملية احتساب اسعار الذهب عملية حسابية معقدة عبر احتساب أسعار أونصة الذهب عالمياً مع أسعار الدولار محلياً والتي لا يستطيع إلا ذوي الاختصاص احتسابها، وبالتالي فانه يخفى على المواطن معرفة السعر الحقيقي للذهب في الأسواق المحلية.
والمثقال الواحد من الذهب يساوي 5 غرامات، وهناك أنواع عدة من الذهب منه محلي الصنع (عراقي)، والخليجي والأوروبي، والذي يكون مرغوباً أكثر من العراقي.
جدل مع الصائغ
المواطن مهدي جميل، تحدث لوكالة شفق نيوز، عن قصة رغبته بشراء بعض المصوغات الذهبية لإبنته ليقدمها كهدية لها بعد نجاحها بتفوق في المدرسة من سوق منطقة الدورة، ليتفاجأ بسعر المثقال الواحد من الذهب بـ 450 ألف دينار عيار 21.
وعندما تحدث جميل، مع الصائغ بأن هذا السعر لا ينطبق مع ما يسمعه ويقرأه في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، شكك الصائغ بصحة هذه الأخبار، باعتبار أن الإعلام ليس ذات اختصاص، مردفاً بالقول: "عدم معرفتنا بالأسعار الحقيقية وإصرار الصائغ بصحة ما يقوله اضطررنا لشراء ما نريده منه". صياغة خيالية من جانبه، أشار المواطن حسين الخفاجي، إلى أن "أسعار الذهب لدى الصاغة تختلف من واحد لآخر وحتى في نفس المنطقة"، مستدركاً: "عندما أردت شراء قطعة ذهب من منطقة الكرادة وسط بغداد، لوالدتي بمناسبة عيد ميلاها اختلفت أسعار الذهب بين صائغ وآخر من نفس المنطقة".
وأضاف أنه زار 3 محال للصاغة في هذه المنطقة وكل صائغ أعطاه سعراً يختلف عن الآخر، تراوح ما بين 400 الى 415 ألف دينار.
وأشار إلى أنه تفاجأ فيما بعد من سعر الصياغة التي وضعها الصائغ على قطعة الذهب (القلادة)، خاصة أن الصائغ يدعي أن هذه المصوغات استوردت من إيطاليا "ما يعني أنه لم يقم بصياغتها!!".
أسعار حسب النوع
في المقابل، أوضح صاحب محل صياغة الليث (جملة) في سوق شارع النهر، في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "أسعار الذهب تحدد لدى الصائغ تبعا لنوعية وصياغة القطعة الذهبية"، مبينا أن "أسعار الذهب الإماراتي والأوروبي هي أعلى من أسعار الذهب المحلي".
وذكر الصائغ، "في بعض الأحيان يضيف صاحب محل الصياغة سعراً على القطعة الذهبية بما يعرف بـ عمل الصياغة، وبالتالي فإن سعر الذهب سيرتفع بمقدار 50 إلى 80 ألف دينار عن السعر المحدد في البورصة، مؤكداً أن "التاجر الذي يشتري من الخارج هو الآخر يضيف ثمن (صياغة) على القطع الذهبية التي يشتريها من التاجر الرئيسي".
وأضاف أن "المجتمع العراقي يفضل اقتناء الذهب الأجنبي سواء كان الخليجي أو الأوروبي نظراً لشكله الجميل"، مردفاً: "التفضيل يكون للإماراتي والتركي بشكل خاص، أكثر من الأنواع الأخرى الموجودة في الأسواق العراقية سواء كانت من عمان أو البحرين أو السعودية أو إيران أو سوريا أو الأردن".
وكشف أن "ما يقوله الصائغ من أن الذهب هو إيطالي هو بالحقيقة صناعة تركية، إلا أن تصميمها أو النوعية هي إيطالية"، لافتاً إلى أن "المجتمع العراقي يفضل استخدام الذهب من عيار 21، في حين في تركيا يفضلون استخدام 18 لعموم الناس وفئة قليلة التي هي من الأغنياء منهم تستخدم عيار 22، وفي إيطاليا وأوروبا يستخدمون عيار 14، في حين الذهب المستورد من إيران ومصر هو عيار 18".
وعن أسباب انخفاض أسعار الذهب العراقي، أكد الصائغ، أن "أشكال الذهب لم تتطور وما زالت معظم الورش التي تتعامل بالذهب تستخدم نفس القوالب القديمة في صياغة الذهب، إضافة إلى أن بعض الذهب غير موسوم بوسم المؤسسة وبدأ يندثر في الأسواق"، مختتماً حديثه بالقول إن "الذهب العراقي الذي يكون خاضعاً للمؤسسة له من الجودة أيضاً، ويباع خارج العراق حاله حال الأجنبي".