حرب الابراج تشعل غضبا شعبيا في محافظتين ومقاولو التصليح يثيرون الشكوك

شفق نيوز/ أشعلت هجمات استهداف وتفجير أبراج الطاقة الكهربائية في صلاح الدين واطراف ديالى غضبا شعبيا وسياسيا حيال الجهات الامنية وسط مطالب باعتماد تقنيات لحماية الابراج وردع منفذي الأعمال التخريبية والمتواطئين معهم.

قصور أمني

وقال جاسم الجبارة، وهو عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عن محافظة صلاح الدين ، في حديث سابق لوكالة شفق نيوز؛ ان "اسباب واحتمالات استهداف أبراج الطاقة تثير استغراب الشارع المحلي فيما إذا كانت عملاً ارهابياً أم تخريبياً تقف وراءه جهات مستفيدة، أم انه قصور امني مثير للاستغراب".

وأشار الجبارة الى ان "اغلب تفجيرات أبراج الكهرباء في حدود صلاح الدين مع بغداد وكركوك وديالى ونينوى، تقع ضمن قواطع المسؤوليات الامنية، والغريب ان التفجيرات لا تطال غالبا الابراج البعيدة في المناطق المعزولة امنيا".

ودعا الوزارات المعنية بحماية ابراج الطاقة الى "اعتماد خطط فاعلة وتطمين الشارع المحلي وتهدئة هواجس القلق وانعدام الثقة الذي سببه تكرار التفجيرات شبه اليومية ابراج الطاقة والمتضرر الوحيد من ذلك هو المواطن".

واعتبر الجبارة ان "حرب الكهرباء مأساة مزمنة في صلاح الدين من دون حلول منذ 15 عاما على الرغم من المطالب والمناشدات المريرة"، مستغربا "إهمال معالجة أزمة الكهرباء والاستهداف الممنهج الابراج الطاقة في هذا التوقيت بالذات.

الأهالي لحماية الأبراج

ومع تزايد هجمات استهداف الأبراج الكهربائية التي تسببت بتدمير وتضرر 24 برجا في حدود صلاح الدين مع بغداد وحدودها مع كركوك طالب نائب محافظ صلاح الدين إسماعيل الهلوب بإشراك الأهالي في حماية أبراج الطاقة الكهربائية وحفظ الأمن، واصفة ما تتعرض له المحافظة بأنه "هجمة نفسية ممنهجة".

واكد الهلوب على ضرورة "اشراك الاهالي بأدوار امنية فاعلة لمنع استهداف الابراج لوجود قصور أمني في حماية أبراج الطاقة".

واضاف ان "صلاح الدين تتعرض لهجمة نفسية ممنهجة تستهدف عصب الحياة في المحافظة للتأثير على نفوس الأهالي لأهداف خاصة"، داعيا الى "ردع عصابات الارهاب والتخريب التي تستهدف راحة واستقرار المواطن على الرغم من معاناة المحافظة من قلة التجهيز الكهرباء والحرمان شبه الدائم من التيار الكهربائي".

وأشار الهلوب الى ان "اهالي صلاح الدين قادرون على حماية أبراج الطاقة والممتلكات العامة وجميع المفاصل الخدمية شريطة منحهم الدور الأمني المطلوب والدعم اللازم".

مساءلة الأهالي

بدورها؛ اكدت النائبة عن صلاح الدين منار عبد المطلب الشديدي لوكالة شفق نيوز؛ ان "جميع التفجيرات والهجمات التي طالت أبراج الكهرباء خارج المحافظة وضمن حدودها مع شمالي بغداد في مناطق الطارمية والمشاهدة اضافة الى مناطق حدود صلاح الدين مع كركوك".

وطالبت الشديدي بـ"مساءلة ومحاسبة السكان القريبين من حوادث التفجير وإلزامهم بدفع غرامات تصليح الابراج لعدم التعاون مع القوات الأمنية في حال عدم الإبلاغ عن المخربين ومنفذي الهجمات التي تطال ابراج الطاقة"، لافتة إلى أن "الأبراج التي تعرضت للتفجير عند حدود صلاح الدين – شمالي بغداد قريبة من مزارع الأسماك وتربية الدواجن وتعج بالسكان ما يثير علامات استغراب حيال وجود تواطؤ مع المخربين".

ورأت الشديدي؛ أن "استهداف أبراج الكهرباء والحرب الشعواء التي تشنها العصابات الإرهابية والتخريبية ضد أبراج الطاقة استهداف ممنهج لمسؤولي صلاح الدين ومحاولات لتسقيطهم سياسيا و انتخابيا مع قرب موعد الانتخابات وزرع العزوف الانتخابي في نفوس المواطنين عبر حرب الكهرباء.

وأشارت إلى أن "هناك تقصيرا أمنيا واضحا حيال حماية أبراج الطاقة، وعلى السلطات الامنية اعتماد خطط فاعلة وجديدة لمنع استهداف عصب الحياة في ظروف الصيف اللاهب".

أهداف نفعية ومادية

وفي ديالى؛ وصف مسؤول حكومي لم يكشف اسمه حوادث استهداف ابراج الطاقة في ديالى بأنها "أعمال تخريبية مفتعلة" تنفذها جهات مستفيدة من مقاولات اصلاح واعادة نصب الأبراج الكبيرة التي تتعرض للاستهداف الدائم.

واكد المصدر لوكالة شفق نيوز؛ ان اغلب الهجمات ضد أبراج الكهرباء تقع ضمن مناطق التواجد الأمني وقرب القطعات الامنية ما يثير التعجب حيال عدم تأمينها ومنع أي هجمات تطالها.

ودعا المصدر الى مساءلة ومحاسبة جهات مستفيدة من "مقاولات" الابراج خاصة أن الهجمات تستهدف أبراج كبيرة تصل تكلفة اصلاحها الى عشرات الملايين من الدنانير

واضاف أن الضغط الأمني على عناصر داعش يدفعها أحيانا الى تنفيذ هجمات انتقامية ضد ابراج الطاقة لاثارة الرأي العام ضد الحكومة والاجهزة الامنية"

وتتعرض ابراج الطاقة في المحافظات الساخنة (ديالى وكركوك وصلاح الدين) الى هجمات بالعبوات الناسفة او الاسلحة المتوسطة لدواع تخريبية او ارهابية تقف وراءها جماعات ارهابية.