ترفض التدخل بالعمل السياسي.. الكنيسة المشرقية الآشورية: مرجعيتنا عراقية ولا نتبع الفاتيكان
شفق نيوز/ ما إن ظهرت الديانة المسيحية في الشرق الأوسط حتى كان العراق محطاً لها منذ القرن الأول الميلادي وانتشرت فيه بشكل واسع لتصبح بعد وقت ليس بالطويل أكبر ديانة سماوية في البلاد، وسريعاً ما تعددت الطوائف المسيحية وكنائسها التي امتدت شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وبعد دخول الإسلام إلى الأراضي العراقية واستحواذه على أغلبية السكان حافظت المسيحية على مركز ثاني أكبر ديانة عراقية.
ومن أبرز الطوائف المسيحية، الكلدان ويشكلون الأغلبية وهم جزء من المذهب الشرقي الكاثوليكي، والسريان الكاثوليك والأرثوذكس، والآشوريين، والأرمن، والعرب.
وتعد الكنيسة المشرقية الآشورية واحدة من أهم المرجعيات الدينية المسيحية في العراق والعالم، وما يميزها عن الكنيسة الكلدانية هي أن مرجعيتها الدينية لا تتبع الفاتيكان والبابا فرنسيس الذي يعتبر المرجع للطائفة الكلدانية في العالم، بل أن الكنيسة الآشورية مرجعيتها عراقية ويقف على رأس الكنيسة البطريرك مار اوا رؤيل الثالث، وهو عراقي ومقر كنيسته في أربيل عاصمة إقليم كوردستان.
وكالة شفق نيوز، حاورت راعي كنيسة مار كوركيس المشرقية الآشورية في كركوك، القس جيمي يوسف (53 عاماً)، الذي أكد أن كنيسته بمنأى عن التدخل بالعمل السياسي، غير أنه وصف "كوتا" المسيحيين بأنها أصبحت من حصة الأحزاب بسبب وجود صراع سياسي مسيحي - مسيحي للظفر بالمناصب.
• ما هي الكنيسة المشرقية الآشورية وهل تختلف عن الكنيسة الكلدانية؟.
- الكنيسة المشرقية الآشورية من أقدم الكنائس في العراق والعالم وترتبط جذورها بالحضارات المسيحية القديمة، نحن نختلف مع الكنيسة الكلدانية بشأن الارتباط ببابا الفاتيكان الذي يتولى شؤون الكنيسة من تنصيب الرعاة والقساوسة وتسيير الأمور الدينية.
أما كنيستنا فمرجعيتها الدينية هنا في العراق، وزعيمها الديني عراقي مستقر في مقر الكنيسة بأربيل، وللكنيسة أتباع وكنائس في كل دول العالم.
• كم عدد الكنائس الآشورية في العراق؟.
- لدينا ست كنائس في العاصمة بغداد، وثلاث في أربيل، ومثلها بدهوك، وكنيسة واحدة في كل من كركوك والبصرة ونينوى، ويقام في جميعها القداس وصلوات العيد وغيرها من المناسبات.
• هل ما زالت هجرة المسيحيين من العراق مستمرة؟.
- بعد العام 2003 هاجرت المئات من العوائل باتجاه أمريكا وأوربا وأستراليا بسبب تداعيات ما جرى من أحداث في العراق، لكن خلال السنوات الأخيرة تراجعت الهجرة بشكل كبير بسبب استقرار الأوضاع.
• كم يبلغ عدد أتباع الكنيسة المشرقية الآشورية في كوكوك والعراق؟.
- في كركوك كان هناك نحو 900 عائلة حتى العام 2003، لكن حالياً لا يتجاوز العدد 175 عائلة، ولدينا أتباع آخرون في باقي المحافظات ومدن إقليم كوردستان.
• هل يتدخل رجال الدين المسيحي في السياسة، وكيف تقيم الكنيسة الآشورية ذلك؟
- لدى كنيستنا توجه واضح وهو رفض إقحام الدين المسيحي بالسياسة، لكننا نقدم النصيحة ونعطي رأينا فيما يخص حقوق أتباع الكنيسة، ونعمل وفق منظور أن تدخل رجل الدين بالسياسة أمر خاطئ.
• قبل سنوات تعرضت مقابر أتباع الكنيسة في منطقة العمل الشعبي بكركوك للتخريب، وهي أقدم مقبرة في المحافظة، لماذا؟.
- نعم تعرضت مقبرة تابعة للمسيحيين لتخريب متعمد من مجهولين حيث قاموا بتحطيم شواهد القبور والعبث بها، ولكننا قمنا بإصلاح المقبرة كونها تعتبر من أقدم مقابر كركوك، وللأسف حتى الأموات لم يسلموا من الاعتداء.
• مقاعد كوتا المسيحيين هل تذهب لممثليّ المكون أم لا؟.
- مقاعد الكوتا وضعت لحفظ تواجد المسيحيين في العملية السياسية سواء بالحكومة أو البرلمان، ولكن تم استغلال الكوتا من قبل الأحزاب السياسية، وهو ما خلق حالة صراع مسيحي - مسيحي بين الأحزاب المسيحية ورجال الدين الذين يقحمون أنفسهم في السياسة.
يشار إلى أن خلافات سياسية حادة برزت بين الأحزاب السياسية المسيحية بعد الانتخابات البرلمانية في العام 2018، حيث ظهرت قوى سياسية مسيحية جديدة على الساحة وتمكنت من حصد مقاعد برلمانية ومناصب حكومية، وهو ما أدى إلى تبادل الاتهامات بين ممثليّ المكون المسيحي.