برغم دعوة السوداني.. محللون يستبعدون انسحابا أمريكا قريبا: اصوات مكررة
شفق نيوز/ ذكر موقع "بريكينغ ديفينس" الامريكي انه على الرغم من حديث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مرتين خلال أيام قليلة عن دعوته إلى مغادرة القوات الامريكية العراق، وبشكل سريع، إلا أن محللين قالوا إن الدعوة فارغة من مضمونها، وأن الجنود الأمريكيين لن يغادروا في وقت قريب.
ونقل التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية في العراق وكان سابقا مستشارا لوزير الداخلية العراقي، قوله "لا ارى اي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب"، مضيفا ان "هؤلاء المستشارين العسكريين موجودون بدعوة مباشرة من الحكومة العراقية، وبإمكانها أن تطلب منهم المغادرة غدا إذا رغبوا في ذلك، إلا ان هناك حاجة الى القوات الامريكية وقوات التحالف من أجل دعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش".
وبحسب ريكليفس، المحلل المقيم في دبي، فإن انسحاب قوات التحالف الان قد يؤدي الى تصاعد الإرهاب في العراق، وهو امر لا يريد احد رؤيته، بما في ذلك الحكومة العراقية نفسها.
وذكر التقرير أنه السوداني قال في 5 يناير/كانون الثاني، غداة الاغتيال الأمريكي لقيادي عسكري في أحد الفصائل العراقية المسلحة، ان الحكومة العراقية تتخذ الخطوات الاولى نحو سحب القوات الامريكية وقوات التحالف "بشكل دائم"، من خلال تحديد موعد لاجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين لمناقشة كيفية القيام بذلك، ثم ذهب السوداني في مقابلة مع وكالة "رويترز" بالامس ابعد من ذلك عندما دعا الى انسحاب "سريع" حتى "لا يطول الأمر وتستمر الهجمات" المتبادلة بين القوات الأميركية والميليشيات المدعومة من إيران.
وأشار التقرير إلى أن قبل هذه التصريحات مباشرة، فإن المسؤولين الأمريكيين كانوا متفائلين حول قضية استمرار وجودهم في العراق، اذ ان صحيفة "بوليتيكو" الامريكية نقلت عن برقية لوزارة الخارجية الامريكية قولها ان السوداني يقول للمسؤولين الأمريكيين في لقاءات خاصة، أنه يريد استمرار بقاء القوات الامريكية وانه دعا الى خروجهم فقط من أجل تهدئة الضغوط الداخلية.
ونقل التقرير عن الباحث البارز في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" جون آلترمان قوله إنه ليس هناك شك في أن بمقدور العراقيين محاربة الإرهابيين من دون الحاجة الى دعم امريكي، الا انهم "سيكونون اقل فعالية وستكون الكلفة عليهم اعلى، وهذه هي نقطة ضغط للولايات المتحدة للتفاوض على شروط انخراطنا المستمر".
واعتبر آلترمان بحسب ما نقل عنه التقرير الأمريكي، أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي "يخدم احتياجات الولايات المتحدة واحتياجات الحكومة العراقية، على الرغم من استمرار وجود أصوات داخل العراق، مثلما كان الحال منذ سنوات عديدة، تطالب بانسحاب الولايات المتحدة"، مضيفا انه لا يعتقد أن العديد من الشعوب التي تكون متحمسة لوجود قوات اجنبية على اراضيها، الا ان بين القادة الامنيين في العراق، يمثل قتال داعش وحده، احتمالا مخيفا.
واستعاد التقرير تصريح المتحدث باسم البنتاغون عند تنفيذ "ضربة الدفاع عن النفس" التي نفذت ضد القيادي في حركة النجباء، حيث ذكر بأن الولايات المتحدة هي التي ساعدت، قبل نحو 10 سنوات، بإبعاد تنظيم داعش عن العاصمة العراقية عندما كان التنظيم على بعد 24 كيلومترا عن المدينة، وسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، مضيفا "لا احد يريد ان يرى عودة داعش، وسيستمر تركيزنا على مهمة هزيمة داعش. لكن مجددا، لن نتردد في حماية قواتنا إذا تعرضت للتهديد".
واشار التقرير الى ان المحلل العسكري احمد الشريفي، المقيم في العراق، الى اعتقاده بأن القوات الأمريكية لن ترحل إلى أي مكان، لأسباب جيوسياسية أوسع، موضحا أن "الولايات المتحدة والتحالف الدولي لن يخرجا من العراق، والسبب هو أن التفويض هو تفويض أممي، ومن يدخل بقرار اممي لن يخرج إلا بقرار آخر".
وتابع الشريفي قائلا إن "الولايات المتحدة ترى في العراق جزءا لا يتجزأ من الضمانات الامنية لمصالحها الوطنية، وعدم إتاحة فرصة لتوسع للصين وروسيا".
وفيما يتعلق بكيفية وموعد رحيل القوات الامريكية في نهاية الأمر، فقد نقل التقرير عن ريكليفس قوله إنه "الأمر يتعلق بالظروف، ويعتمد على قدرة القوات العراقية على العمل بشكل مستقل. ومن المرجح أن يتطلب هذا عدة سنوات في المستقبل".
ترجمة: وكالة شفق نيوز