انفجارات غامضة في مخازن الاسلحة "تؤرق مخاوف العراقيين"
شفق نيوز/ تناول موقع "المونيتور" الأمريكي ظاهرة الانفجارات التي تقع في مستودعات ومخازن للاسلحة في مختلف مناطق العراق، والمخاوف التي تثيرها بين العراقيين على سلامتهم.
ولفت التقرير الأمريكي، الذي نشره الموقع باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان هناك مخاوف في العراق ازاء تخزين الأسلحة في مناطق حضرية، او بالقرب منها، وما اذا كانت تتم بشكل آمن، ومن هي الجهات التي تقوم بالتخزين، وذلك بعد وقوع عدة انفجارات لم تتضح أسبابها بالقرب من مدن رئيسية في البلد.
وحذر التقرير من أنه في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي والتي تؤثر على حياة العراقيين، فان الانفجارات التي أعلن عنها في 11 آب/أغسطس الحالي بالقرب من بغداد في مواقع تابعة لجماعات مسلحة مرتبطة بإيران، أثارت التساؤلات مجددا حول سلامة الذخائر والمسؤولين عن هذه الاسلحة.
واوضح التقرير ان درجات الحرارة خلال النهار تشارف على 50 درجة مئوية، كما تتزايد سخونة الهواتف، تبدو كما لو ان باب الفرن قد فتح امامك وانت تغادر أماكن مكيفة، في حين تتواصل العواصف الرملية وتثير الاختناق ويتفاقم تدهور الأحوال البيئية التي تضرب العراق بشكل خاص.
واعتبر التقرير أنه في بلد تنتشر فيه الاسلحة، فانه من المحتمل ان يكون الكثير منها تم تخزينه بشكل غير سليم، ومن الممكن أن تكون درجات الحرارة المرتفعة، قاتلة بطرق متعددة.
وعلى سبيل المثال، أشار التقرير الى انفجار مستودع تخزين أسلحة في مدينة الصدر المكتظة في حزيران/يونيو العام 2018 وهو ما أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل وجرح العشرات.
كما انه في وقت سابق من الشهر الحالي، تحدثت أنباء عن مقتل عدة أشخاص بسبب وقوع انفجار في منشآت خارج النجف تابعة لجماعة "سرايا السلام" المرتبطة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مضيفا انه من غير الواضح ما إذا كان الانفجار سببه اسلحة او ما اذا كان ناجما عن حريق أو انفجار اسطوانة اكسجين.
اما بالنسبة الى انفجار 11 آب/أغسطس الحالي، فان الموقع المتضرر كان تحت سيطرة اللواء 12 من وحدات الحشد الشعبي التابعة لحركة "النجباء"، والتي خاضت القتال خارج الحدود في سوريا الى جانب الحكومة السورية ضد تنظيمات مسلحة، وسبق للولايات المتحدة أن صنفتها كجماعة إرهابية في العام 2019.
واشار التقرير الى ان انفجار مرفأ بيروت المدمر في آب/اغسطس العام 2020 والذي ادى الى مقتل اكثر من 200 شخص، أثار الكثير من القلق في العراق حيث طالب كثيرون في ذلك الوقت باتخاذ إجراءات فورية من اجل ازالة مخازن الأسلحة من المناطق السكنية.
وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن مطالبات تصدر منذ سنوات في العراق من أجل نزع سلاح الميليشيات واخضاع جميع الأسلحة لسيطرة الدولة، وهو مطلب كان من بين التحديات الرئيسية التي قدمها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عندما ادى اليمين الدستورية في ايار/مايو العام 2020.
وذكر التقرير أن مصدرا في حركة "النجباء" أبلغ "المونيتور" أن عطلا كهربائيا وقع داخل كرفان في قطاع الفوج الثالث التابع للواء 12 المتمركز على حدود محافظة بغداد اثناء الاستعداد لعملية استبدال للقوات في منطقة الطارمية الى الشمال من بغداد.
وتابع أن المصدر لم يعلق على الانفجار الذي وقع في منطقة جرف النداف في الجنوب بغداد.
وفي سياق مواز، لفت التقرير الى وقوع انفجارين في تموز / يوليو 2020، في مستودع للسلاح داخل قاعدة الصقر العسكرية في جنوب بغداد، وذلك داخل منشآت للشرطة الاتحادية ووحدة عسكرية من قوات الحشد الشعبي، وبينما تحدث بيان رسمي عن أنهما وقعا بسبب "سوء إدارة الأسلحة، والحرارة"، فان حركة النجباء تحدثت عن وقوع غارة جوية استهدفت القاعدة العسكرية.
وفي القاعدة العسكرية نفسها، قتل شخص واصيب 29 اخرون في آب/اغسطس العام 2019، بعدما اشتعلت النيران في مستودع اسلحة تابع للحشد الشعبي، فوقعت انفجارات وتساقطت الصواريخ على الأحياء المجاورة.
كما اشار التقرير الى انفجار مستودع للاسلحة في تموز/يوليو الماضي، وهو موقع تابع لوحدات عشائرية سنية من الحشد الشعبي في القائم بالقرب من الحدود العراقية مع سوريا.
ونقل التقرير عن عضو في الحشد الشعبي قوله إن الانفجار تسبب به "متسللون"، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن مجموعات "المقاومة" تتحدث بشكل منتظم عن "جهادها" المتواصل ضد إسرائيل، وفي كثير من الاحيان، فانها تشير الى الولايات المتحدة أيضا بوصفهما "عدويين رئيسيين" لها، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت وحدات الحشد الشعبي، خاضعة لسلطة الدولة العراقية وعن طبيعة الهدف من امتلاكها السلاح.
وذكر التقرير على سبيل المثال، بأن حركة النجباء أكدت في وقت سابق من الشهر الحالي، بأن "أسلحتها ورجالها" هي تحت تصرف المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.