حظر التجوال في العراق .. قلق من ارتفاع الأسعار وخبير اقتصادي يحدد حلاً
شفق نيوز/ أثار فرض حظر التجوال الشامل في العراق، قلقاً لدى العراقيين وخاصة الكسبة منهم، نتيجة توقف أعمالهم، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأحداث مستقبلا في ظل وضع اقتصادي صعب، فيما قلل خبير اقتصادي من "تخوف" نتيجة إجراءات منظمات اقتصادية لمواجهة الوضع الحالي.
وقال الخبير الاقتصادي، رشيد السعدي، لوكالة شفق نيوز، إن "القطاع الخاص وفي أي دولة بالعالم يتأثر بشكل كبير باضطراب الأوضاع وعدم الاستقرار، أما في العراق فهناك اجراءات كثيرة وخاصة ما تقوم به المنظمات المهنية، منها غرفة تجارة بغداد، واتحاد الغرف التجارية، واتحاد الصناعات، وغيرها، من خلال المساعدة على تلافي هذه المشكلة".
وأضاف، حيث "تقوم تلك المنظمات على توفير مستلزمات واحتياجات المواطنين، من خلال منح باجات (رخص خاصة) للتجار ووسائل النقل، لضمان عدم حصول أي عجز في المواد الغذائية، وهذا ما حصل سابقا في أزمة جائحة كورونا، وفي حالات مماثلة أخرى".
وأعرب الخبير الاقتصادي عن "أمله" بأن يستجيب القطاع الخاص لتعليمات الغرف التجارية وغرفة تجارة بغداد بهذا الجانب، وألّا يتم اللجوء إلى زيادة الأسعار"، مبينا أن "المواد متوفرة، وبالتأكيد ستكون هناك خطوات حكومية لتسهيل دخول المواد الغذائية الواردة من الخارج بانسيابية كاملة".
وعن تأثير إغلاق الأسواق على المواطنين وخاصة الكسبة منهم، أوضح الخبير الاقتصادي، أن "القطاع الخاص بالتأكيد سيتأثر بشكل كبير، وسيتعرضون لخسائر، لكن سيتم تلافي ذلك من خلال منحهم موافقات خاصة لنقل بضائعهم وفتح أسواقهم، فلا بد من وجود اجراءات بين وزارة التجارة ووزارة الداخلية والمنظمات المهنية كل في محافظته".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة يوم الاثنين، حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين الى إشعار آخر.
ووجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء الاثنين، بتعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الثلاثاء، في جميع محافظات البلاد، واستمرار حظر التجوال الشامل، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة وصدامات المنطقة الخضراء.
وتدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في المنطقة الخضراء التي تضم مقاراً حكومية وبعثات دبلوماسية، حيث تعرض محيط مبنى السفارة الأمريكية إلى قصف بخمسة صواريخ هاون، كما أجلت السلطات الهولندية، موظفي سفارتها في بغداد إلى مكان آخر نتيجة توتر الأوضاع.
وحتى الآن، سقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن العراقية، نتيجة الصدامات التي جرت داخل المنطقة الخضراء، منذ أن بدأت قوات مكافحة الشغب محاولة فض احتجاجات الصدريين في القصر الحكومي.
ويأتي هذا التصعيد، على خلفية إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن اعتزاله العمل السياسي وغلق جميع المؤسسات السياسية والإعلامية والاجتماعية المرتبطة به، والتشديد على أتباعه بعدم استخدام اسمه أو اسم التيار في أي نشاط سياسي أو إعلامي.
وعلى إثر ذلك، أصبحت المنطقة الخضراء والمؤسسات الحكومية في عدد من المحافظات الجنوبية، ميداناً للصدامات بعد ما بدأ الصدريون "ساعة الصفر"، ليحولوا اعتصامهم إلى عصيان ونفير عام.