إيلام الفيلية.. الحرائق وغياب الثقافة البيئية يهددان غابات "عروس" زاغروس
شفق نيوز/ ما يزال تدمير غابات محافظة إيلام الفيلية في إيران يستمر كل عام لأسباب مختلفة، بما في ذلك عوامل بشرية وحرائق تلتهم أشجاراً تبلغ من العمر عشرات السنين، وتعتبر ذات أثر تاريخي، في الوقت الذي يدفع مختصون وأصحاب شأن نحو حماية تلك الغابات وحمايتها.
وجاء في تقرير لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "محافظة إيلام باعتبارها إحدى مقاطعات زاغروس، تتمتع بمناخ متنوع وأربعة فصول، وتتكون غابات هذه المحافظة من أنواع مختلفة، منها أشجار البلوط التي تشكل معظم الغطاء النباتي في المحافظة، والفستق الجبلي، والتين الجبلي، والكرز البري، والزعرور وغيرها".
وأضاف التقرير أن "الأشجار القديمة في هذه المحافظة، باعتبارها أهم المحميات الوراثية في البلاد، تتمتع بمكانة وأهمية كبيرة في مختلف الجوانب البيئية والسياحة البيئية وحتى التاريخية".
ونوه التقرير إلى أنه "مع ذلك، في السنوات الأخيرة، وبسبب تغييرات المناخ وحالات الجفاف العديدة في العقدين الماضيين، تعرضت غابات المحافظة لإجهاد رطوبة شديد، أعقبه غزو الآفات والأمراض، ومن ناحية أخرى، أثرت العوامل البشرية في وضع المزيد من الضغط على بنيتها، بحيث يكون هذا النظام البيئي القديم معرضاً لخطر الدمار".
تدمير "عروس" زاغروس
ونقل التقرير عن خبيرة الموارد الطبيعية منيرة نوريان قولها إن "الغابات من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وبالإضافة إلى جمالها الجذاب الذي يهدئ النفس الإنسانية، فإنها تنظف الهواء وتنظف تنفس بسهولة".
وأضافت نوريان أن "غابات محافظة إيلام من أكثر الغابات انتشاراً في غرب البلاد، والتي بالإضافة إلى جمالها المذهل تلعب دوراً فعالاً في السيطرة على الفيضانات والمياه المتدفقة".
وأشارت إلى أن "حماية الغابات أمر ضروري للغاية، فالحياة البرية والغابات في محافظة إيلام، التي كانت تعرف سابقاً باسم عروس زاغروس، تتعرض للتدمير هذه الأيام لأسباب عديدة، خاصة العوامل البشرية، ولذلك ينبغي اتخاذ التدابير الأساسية لحمايتها".
عوامل تدمير الغابات
كما نقل التقرير عن نائب رئيس الأبحاث والتكنولوجيا في مركز أبحاث إيلام، فريدون سليماني، فيما يتعلق بتدمير الغابات والمراعي قوله: "بالتأكيد، في السنوات التي تهطل فيها الأمطار بغزارة، تكثر النباتات العشبية، ولكن في المواسم المختلفة، هناك العديد من العوامل التي لها تأثير كبير على تدمير الغابات المراعي".
وأضاف سليماني أن "الحرائق تعد أحد الأسباب الرئيسية لتدمير الغابات في محافظة إيلام، لأنه في كل عام مع قدوم موسم الصيف الحار، فإن أصغر شرارة وإهمال يؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها في الطبيعة والمراعي والغابات".
وذكر سليماني أن "الدخول المفرط للماشية والرعي الجائر يعد من أهم عوامل تدمير الغابات، لأن الرعي المكثف للماشية يسبب تقليل وتدمير الغطاء النباتي وتغيير تركيب الأنواع، كما يحدث تغيرات سلبية في الخواص الفيزيائية للتربة واستقرار النظام البيئي ويعرض المراعي للخطر".
وأضاف أن "دخول الجرارات الزراعية إلى شجيرات الغابة وحرث التربة وتقليبها، والاستغلال المفرط وغير المبدئي لمنتجات الغابات، واستخدام بذور البلوط كعلف للحيوانات، والحصاد العشوائي للنباتات الطبية في مجالات الموارد الطبيعية، يعرض الموارد الطبيعية لضغوط بيئية شديدة بالإضافة إلى الجفاف المستمر في السنوات الأخيرة، ويعتبر استخلاص الصمغ من جذوع الأشجار وما إلى ذلك عاملاً فعالاً آخر في تدمير وتدهور غطاء الغابات وكذلك تآكل التربة في محافظة إيلام".
وتابع سليماني أنه "في السنوات الأخيرة، عندما زادت مراقبة تهريب الأخشاب من قبل إدارات الموارد الطبيعية وإدارة منابع المياه، للأسف غير مهربو الأخشاب ممارساتهم وقاموا بقطع الأشجار في المناطق التي يصعب الوصول إليها وتحويلها إلى فحم، وبيعها في الأسواق، الأمر الذي كان له أثر كبير في تدمير الغابات وانقراض الأشجار القوية في المحافظة".
حلول حماية البيئة
وفي الختام أشار مساعد البحث في مركز أبحاث إيلام إلى أن "حماية البيئة ومنع تآكل التربة أمر ضروري للغاية"، مبيناً أن "إعادة تدوير المنتجات الخشبية والورقية، وتقليل استهلاك المواد البلاستيكية وغير القابلة لإعادة التدوير، وزراعة الأشجار، ومنع قطعان الماشية من دخول الغابات، وتوفير وقود النفط والغاز منخفض التكلفة للقرويين، وخلق فرص عمل بديلة، وزراعة النباتات الطبية في الأراضي الزراعية بدلاً من استغلال منتجات الغابات، ووضع خطة شاملة وطويلة الأجل ومراقبة تنفيذ المسؤولين لها وتنفيذ الناس عن كثب، والتعاون في توفير المعلومات حول عواقب إزالة الغابات، يمكن اعتباره حلاً لمنع القطع غير الضروري للأشجار وتقليل الأضرار التي تلحق بالبيئة".
وخلص التقرير إلى إن حماية غابات محافظة إيلام "لها أهمية كبيرة، ولهذا السبب يجب أن تكون السلطات والأشخاص المعنيون قادرين على اتخاذ تدابير مثل منع دخول حبوب اللقاح الدقيقة، وزراعة الأشجار في المناطق الطبيعية، ومنع القطع التعسفي للأشجار، وكذلك خلق الثقافة من خلال وسائل الإعلام من أجل حماية الغطاء النباتي للمحافظة".
ترجمة وكالة شفق نيوز