إعلان بغداد يرسخ "التحالف" ويطيل عمر "الشرطي الأميركي" في العراق
شفق نيوز/ بعد كم الضغوط
التي مارستها الفصائل المسلحة الموجودة في العراق، جاء إعلان بغداد تأجيل موعد "إنهاء
مهمة التحالف الدولي"، بسبب ما وصفتها بالتطورات الأخيرة، والتي لم تحددها.
وكانت وزارة الخارجية
العراقية، قد أكدت أمس الخميس، أن "اللجنة العسكرية العليا الأميركية
العراقية التي تضم مسؤولين من البلدين ناقشت تفاصيل سحب المستشارين من المواقع
العسكرية، وأن أعمال اللجنة ركزت خلال الأشهر الماضية على تقييم خطر تنظيم داعش
بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب.
ويأتي هذا القرار في ظل
وضع إقليمي متوتر ومخاوف من التصعيد في المنطقة على وقع التهديدات الإيرانية بالرد
على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
وفي الوقت الذي يرى فيه
مهتمون بالشأن العراقي أن الموعد قد حان لمغادرة التحالف الدولي البلاد، تؤكد
أصوات أخرى على ضرورة الإبقاء على "الشرطي الأميركي" في العراق من أجل
إبعاد أي أطراف قد تحاول اختطاف الدولة.
وأكد الخبير في الشؤون
السياسية والاستراتيجية معن الجبوري، أن الوضع الأمني في العراق بحاجة ماسة إلى
التعاون الدولي لتقديم الدعم اللوجيستي والاستشارة والتدريب والتسليح.
وأضاف الجبوري، أن "الحكومة
العراقية كان بإمكانها أن تطلب انسحاب القوات الأجنبية منذ أكثر من سنة، لكن
الحاجة الماسة لهذه القوات يؤجل هذا القرار"، موضحاً أن مصلحة العراق الذي
يعتبر ضحية للصراع الإقليمي تتطلب وجود دعم دولي، لتحقيق السلم المجتمعي وتمكين
القوات المسلحة.
واعتبر أن "الحكومة
العراقية هي اليوم في موقف محرج أمام العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي داخل
الأراضي العراقية، وأيضا وسط تقديم بغداد لضمانات بالسيطرة على السلاح المنفلت في
يد الفصائل التي تشن هجمات في الداخل والخارج العراقي.
من جانب آخر، ذكر الكاتب
والباحث السياسي وائل الركابي، أن الموقف الشيعي لكل الفصائل رافض للتواجد
الأميركي في العراق بسبب استهداف واشنطن المتكرر لقادة الحشد الشعبي، وهو الأمر
الذي يمس بسيادة الدولة.
وقال الركابي، إنه
وبالرغم من هذا الموقف فإن الحكومة العراقية تستطيع التوافق بشأن مثل هذه القضايا
بمشاركة قادة "الإطار التنسيقي" الذين يمكنهم الضغط على بعض قادة
الفصائل في مثل هذه المواقف الحساسة.
ورأى أن استهداف الفصائل
العراقية المسلحة للقواعد الأميركية هو يأتي كردة فعل على هجمات تشنها واشنطن ضد
قادة أو أفراد من تلك الفصائل، وكذلك ردا على دعم أميركا لإسرائيل.
وختم الركاني بالقول:
"فور اتخاد واشنطن قرارا بالتراجع عن دعم إسرائيل أو تحديد سقف زمني لإنهاء
تواجد القوات الأجنبية داخل العراق، فإن الوضع سيكون أكثر هدوءا داخل الفصائل
العراقية".
المصدر: سكاي نيوز
عربية