خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق "في حال فشل محادثات مسقط"

خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق "في حال فشل محادثات مسقط" رسم لتمثال الحرية في إيران
2025-04-09 13:09

شفق نيوز/ أفادت ثلاثة مصادر مطلعة، بأن تقارير استخبارية حذّرت من احتمال تصعيد أمني واسع النطاق في الشرق الأوسط، وتحديداً في المحور الجغرافي العراقي السوري الايراني، في حال عدم توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق خلال الاجتماع المرتقب في العاصمة العُمانية مسقط.

وتحتضن مسقط يوم السبت المقبل جولة مفاوضات الجديدة، بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شؤون الشرق الأوسط، ستيفن ويتكف، فيما سيشارك عراقجي ممثلًا لإيران.

لطالما لعبت سلطنة عمان دوراً وسيطاً في ملفات إقليمية شائكة، أبرزها الملف النووي الإيراني، إذ استضافت خلال العقد الماضي جولات غير معلنة من المحادثات بين واشنطن وطهران، مهدت لاحقاً للتوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015.

ويُنظر إلى السلطنة على أنها قناة تواصل هادئة ومقبولة من الطرفين، بعيداً عن التوترات الخليجية.

وبحسب التقارير فإن اللقاء المزمع بين الجانبين يهدف إلى إطلاق مفاوضات غير مشروطة، إلا أن فشله قد يدفع أطرافاً إقليمية ودولية إلى التصعيد، بهدف دفع طهران إلى القبول بشروط تفاوضية جديدة، وسط تراجع داخلي في إيران يشمل تدهوراً اقتصادياً وانخفاضاً في أسعار النفط.

وأوضح أحد المصادر لوكالة شفق نيوز، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، أن واشنطن وتل أبيب وضعتا جدولاً زمنياً لا يتجاوز شهراً واحداً لتنفيذ خطة إقليمية تهدف إلى إعادة تشكيل ملامح المنطقة، من خلال تقليص نفوذ إيران، واعتماد سياسة "الردع المباشر"، بالتوازي مع منع طهران من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار.

أهداف استراتيجية متعددة

ووفقاً للمصدر، فإن التصعيد المنتظر يندرج ضمن خطة تشمل إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وتعزيز الحضور الإسرائيلي في سوريا، لا سيما عبر دعم تحركات إسرائيلية داخل الأراضي السورية، في ظل غياب رد فعل فاعل من الإدارة المؤقتة في دمشق.

وأضاف أن الخطة قد تشمل أيضاً إشراك مجموعات درزية كقوة محلية لتثبيت النفوذ الإسرائيلي في مناطق محددة داخل سوريا، في ظل محدودية التواجد البشري الإسرائيلي في تلك المناطق.

من جهة أخرى، تتحدث التقارير بحسب المصادر الثلاثة عن خطة شاملة لإعادة رسم واقع قطاع غزة، تبدأ بالضغط على حركة حماس للقبول بتبادل أسرى دون شروط، وصولاً إلى إخلاء تدريجي للقطاع، تمهيداً لإعادة استثماره اقتصادياً وسياحياً، بالنظر إلى احتياطاته النفطية وموقعه الجغرافي.

ووفقاً للمعلومات فإن الأردن سيستقبل دفعة أولى من النازحين الغزيين، تُقدّر بحوالي ألف عائلة من ذوي الأمراض المزمنة، يتم توزيعهم على مراكز إيواء في العاصمة عمّان.

كما تشمل الخطة مصر، وتحديداً صحراء سيناء، التي من المتوقع أن تُستخدم كموقع غير معلن لإيواء نازحين من غزة، في مقابل إعادة الاستقرار للممرات البحرية الحيوية، وتفعيل حركة الملاحة في قناة السويس، التي تأثرت سلباً بالتوترات في البحر الأحمر بسبب النزاع في اليمن.

موقف بغداد

وأشار أحد المصادر إلى أن العراق طُرح كخيار لاستقبال بعض العائلات الفلسطينية، غير أن السلطات العراقية أبدت رفضها للمقترح، ما أدى إلى استبعادها مؤقتاً من الخطة.

ولم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومات المعنية حتى الآن بشأن هذه المعلومات.

ويشكّل الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منطقة حساسة أمنياً، إذ تنشط فيه فصائل مسلحة مدعومة من طهران، وتعتبره واشنطن منطقة نفوذ متقدم لإيران. وقد شهد هذا المثلث في السنوات الماضية ضربات جوية متكررة نُسبت إلى إسرائيل أو التحالف الدولي، استهدفت مستودعات أسلحة وتحركات لفصائل موالية لإيران.

تحركات عسكرية والهدف أبعد من النووي

على مدار الأسابيع الماضية، أجرت واشنطن تحركات عسكرية غير معتادة شملت نشر قاذفات استراتيجية من طراز B-52، بالإضافة إلى تعزيزات بحرية.

ووفق مسؤولين غربيين، فإن هذه التحركات قرئت في البداية كرسالة ردع موجهة لطهران على خلفية تصاعد التوتر في غزة واليمن، إلا أن تكرار هذه الأنشطة ونطاقها الجغرافي الواسع أثار تكهنات بأن أهداف واشنطن تتجاوز مجرد احتواء البرنامج النووي الإيراني.

وكثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، في إطار ما وصفته واشنطن بأنه "رد دفاعي" على الهجمات المتكررة التي تستهدف سفن الشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وقد شملت الضربات مراكز إطلاق صواريخ ومرافق لتخزين الأسلحة ومنصات طائرات مسيّرة، في محاولة لتقويض قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية.

غير أن مراقبين يرون أن كثافة وتكرار الغارات التي تجاوزت أكثر من عشر ضربات يومياً تتجاوز مجرد الرد التكتيكي، وتبعث برسالة استراتيجية أوسع موجهة إلى طهران، باعتبار الجماعة جزءاً من شبكة النفوذ الإقليمي الإيراني.

وفي هذا السياق، تشير تحليلات استخبارية إلى أن واشنطن قد تستخدم تصعيدها ضد الحوثيين كمرحلة تمهيدية لفرض واقع ردعي جديد على طهران، خاصة في ظل تعقيد مسار المفاوضات النووية.

مؤشرات داخلية في إيران: الاستعداد للأسوأ

وفي تطوّر لافت، كشفت مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في طهران أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، وجّه قيادات الحرس الثوري مؤخراً برفع الجاهزية القتالية والاستعداد "لأسوأ السيناريوهات"، بما في ذلك احتمال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة.

ورغم أن التوجيهات لم تتضمن إعلاناً صريحاً عن حالة حرب، إلا أنها اعتُبرت مؤشراً على إدراك طهران لخطورة المرحلة الراهنة، واحتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة، سواء بسبب ضربة إسرائيلية محتملة أو تحرك أمريكي مباشر يستهدف منشآت استراتيجية داخل إيران.

وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه مصادر غربية عن وجود "خطط طوارئ" في البنتاغون للتعامل مع سيناريوهات تصعيد محتملة، إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية في مسقط، وسط تسريبات عن تحديث بنك الأهداف الأمريكي في المنطقة ليشمل منشآت حساسة داخل إيران، وإن لم يصدر أي تأكيد رسمي على ذلك.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon