"مكتبة النهضة".. ذاكرة "عراق" في قلب بغداد (صور)

"مكتبة النهضة".. ذاكرة "عراق" في قلب بغداد (صور)
2025-04-08 12:42

شفق نيوز/ في قلب بغداد، حيث تتناثر رائحة الكتب وتختلط بصور التاريخ، تأسست مكتبة النهضة في عام 1965 على يد عبد الرحمن حياوي.

كانت البداية في شارع السعدون، أحد أحياء بغداد النابضة بالحياة، حيث كان الشارع يعرف في تلك الحقبة بسوق المكتبات، حيث كانت المكتبة في بدايتها بمثابة مركز ثقافي حيوي في العاصمة، لتصبح فيما بعد واحدة من أقدم وأشهر المكتبات في المنطقة.

لكن ما يجعل قصة هذه المكتبة أكثر إثارة هو ما حدث في العام 1965، عندما فتح جمال عبد الناصر مكتبة مصرية في العراق بناء على طلبه الخاص.

وأصبحت هذه المكتبة جزءاً من معركة فكرية ثقافية في تلك الفترة، حيث حاولت دول المنطقة نشر ثقافتها وحضورها الأدبي، وفي الوقت نفسه كانت المكتبة تقف صامدة في هذا المعترك الثقافي، لتستمر في مهمتها دون أن يعيقها شيء.

قصة المكتبة

وقال صاحب المكتبة علي حسين، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "المكتبة انتقلت في عام 1979، إلى يد المرحوم هاشم حسين، الذي حولها إلى مكتبة النهضة العربية".

وأضاف حسين، أن "المكتبة أصبح لها دور أكبر في نشر وتوزيع الكتب، إذ أخذ هاشم على عاتقه نشر المؤلفات التي تخص المحققين والباحثين، وهو ما أسهم في بروز المكتبة كأحد المراكز الفكرية المهمة في العراق".

كما قدمت المكتبة، بحسب حسين، العديد من الأعمال الكبرى مثل المجموعة الكاملة للشاعر سعدي يوسف، إضافة إلى طباعة كتب علمية مهمة في مجالات متعددة من بينها اللغة العربية والتاريخ، بل وحتى الروايات الأدبية مثل الأعمال الكاملة للكاتب الروسي دوستويفسكي.

ومع مرور الوقت، والكلام لحسين، دخلت المكتبة في شراكات مع دور نشر كبيرة، مثل عالم الكتب، لتسهم في طباعة أكثر من 90 عنواناً من الكتب في مجالات مختلفة في تلك الحقبة.

وتابع حسين، حديثه قائلاً "وفي الثمانينيات، ازدهرت المكتبة بشكل غير مسبوق، لتصبح واحدة من أبرز دور النشر في بغداد، ورغم الظروف الصعبة التي مر بها العراق في فترات لاحقة، استطاعت مكتبة النهضة العربية الاستمرار في عملها، محافظّة على روحها ووجودها في الساحة الثقافية العراقية".

كما شهدت المكتبة تطوراً في طباعة مؤلفات أكاديمية مثل أعمال الدكتور مؤيد الونداوي، المتخصصة في تاريخ العراق، إضافة إلى العديد من المطبوعات التي ساهمت في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، وفقاً لصاحب المكتبة.

بارزاني واهتمامه بالمكتبة

وأضاف حسين، أن "القصة لم تنته هنا، ففي العام 2024 كان لمكتبة النهضة حضوراً مميزاً في معرض الكتاب الذي أقيم في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، حيث كان لها جناح خاص بها، وزارتها شخصيات بارزة من بينها زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، الذي سأل عن أحد المؤلفين الذين قامت المكتبة بنشر أعمالهم، وهو ملا حمدي السلف".

وأشار حسين، إلى أن "تلك اللحظات كانت بمثابة تأكيد على أن المكتبة لم تكن مجرد مكان لبيع الكتب، بل كانت جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الثقافية والسياسية للعراق".

وفي ختام حديثه، أكد حسين، أن "اليوم، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المكتبة، مثل الظروف الاقتصادية الصعبة وتغيرات السوق، إلا أن مكتبة النهضة العربية ما تزال صامدة، متسلحة بتاريخ طويل من الإبداع والإصرار على نشر المعرفة".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon