"كبار أوروبا" يواجهون جائحة جديدة و"الضرر الأكبر" في ايطاليا
شفق نيوز/ تعاني القارة الأوروبية من ارتفاع حاد في درجات الحرارة خلال الأيام الحالية، ما دفع دولة مثل إيطاليا لإعلان حالة التأهب القصوى في 23 مدينة بسبب الحر الشديد، والذي بدوره بات بمثابة جائحة جديدة مثل كوفيد-19 بالنسبة لكبار السن.
وسلطت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، نشره موقع "الحرة" الأمريكي، الضوء على معاناة كبار السن في ظل هذه الحرارة الشديدة.
وقالت الصحيفة ان الحرارة الشديدة ضربت جنوب أوروبا مثل الوباء، وتسبب في زيادة عزلة العديد من كبار السن وهدد صحتهم، ودفع الحكومات ومؤسسات الخدمات الاجتماعية نحو اتخاذ خطوات ضرورية من أجل توفير حماية لهم.
ونقلت عن العاملة بإحدى المؤسسات الاجتماعية، كارلوتا أنتونيللي (28 عاما)، إن كبار السن في هذه الأوقات باتوا "أكثر وحدة".
وتزور أنتونيللي السيدة جريللو بشكل يومي وتقدم لها الدعم الطبي والقانوني.
ورجح كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأميركية، غافين شميدت، أن يكون شهر تموز الجاري الأكثر سخونة في العالم منذ "مئات، إن لم يكن آلاف السنين"، بحسب فرانس برس.
حماية كبار السن
يمثل كبار السن نسبة كبيرة من السكان في إيطاليا، حيث هناك 24 بالمئة من السكان تقريبا تتجاوز أعمالهم 65 سنة، بحسب نيويورك تايمز، ويعني ذلك أن إيطاليا أكثر دولة في أوروبا بها مسنين، ويعيش نحو 4 مليون شخص منهم وحيدين.
كما أن عدد الإيطاليين الذين يتجاوز عمرهم 80 سنة يصل إلى 4.5 مليون شخص، وهو تقريبا ضعف العدد قبل عشرين عاما.
في العام الماضي واجهت إيطاليا موجات حر أكثر من بقية الدول الأوروبية، ومثل الإيطاليون نحو 30 بالمئة من 61 ألف شخص من الأوروبيين لقوا مصرعهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وكان الصيف الأكثر حرارة الذي شهدته أوروبا عام 2003، وحينها تركت الموجة أكثر من 70 ألف وفاة.
وبعد تلك الموجة، كانت إيطاليا أول دولة أوروبية تعتمد خطة وطنية لمواجهة تأثير درجات الحرارة المرتفعة، وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
الخطة شملت إصدار تحذيرات للسكان بتعديل سلوكهم حفاظا على الصحة، وعلى سبيل المثال، وفي يوم يشهد درجات حرارة مرتفعة جدًا مثل الأربعاء، تعرض قنوات التلفاز إرشادات من وزارة الصحة بشأن الطقس وتدعو الناس للبقاء في المنازل خلال ساعات الذروة.
أنتونيللي تزور أيضا السيدة فرانشيسكا أزاريتا (91 عاما)، والتي تعيش بمفردها، وقالت: "حينما لا تأتي أشعر أنني ضائعة".
ولا تمتلك السيدة المسنة أي أجهزة تبريد في منزلها وتعتمد فقط على ورق كرتون تستخدمه كمروحة في محاولة للتخلص من معاناة الحر الشديد.
حذر أكبر
وعانت فرنسا أيضا من درجات الحرارة المرتفعة مثل أغلب بلدان جنوب أوروبا، وكانت أصعب موجة حر واجهتها البلاد أسفرت عن مصرع 15 ألف شخص أغلبهم من كبار السن، بحسب نيويورك تايمز.
وخلال موجة الحر العام الماضي، لقي أكثر من 2800 شخص مصرعهم في فرنسا، وكان 80 بالمئة منهم أكبر من 75 عاما، بحسب وزارة الصحة الفرنسية.
من جانبها وضعت بلجيكا خطة هي الأخرى لمواجهة الموجة القاسية، وفيها يمكن لسكان بروكسل من كبار السن الذين يشعرون بالعزلة والضعف التسجيل عبر برنامج حكومي، حيث تقوم البلديات بإجراء فحص منتظم لهم بمجرد وصول درجات الحرارة في البلاد إلى 29 درجة مئوية.
توزع السلطات السوائل ويفحص موظفوها ظروف الحياة الخاصة بهؤلاء الأشخاص من كبار السن والأكثر تأثرًا.
أما في اليونان، أغلقت السلطات المواقع الأثرية خلال فترة الظهيرة وحتى الخامسة والنصف مساء، حينما وصلت درجات الحرارة في أثينا إلى 43 درجة مئوية.
وبالأمس، دعا رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى "أكبر قدر من الحذر" في مواجهة موجة الحر الشديدة والتي من المتوقع أن تصل إلى 45 درجة مئوية نهاية هذا الأسبوع.
ويواصل مئات عناصر الإطفاء مكافحة حرائق لا تزال نشطة غرب أثينا، وتجددت الحرائق بعد ظهر الخميس في منطقة ديرفينوكوريا شمال غرب العاصمة حيث أخلت السلطات أربع قرى، بحسب فرانس برس.
ودعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، العالم إلى أن يستعد لـ"موجات حر أكثر شدة".
وقال جون نيرن، المستشار رفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تصريحات صحفية إن "شدة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حر أكثر شدة".
وأضاف أن "ظاهرة إل نينيو التي أُعلن عنها مؤخرا لن تؤدي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدتها".