"الكليچة".. سر نكهة العيد في البيوت العراقية (صور)

"الكليچة".. سر نكهة العيد في البيوت العراقية (صور)
2025-03-28 08:21

شفق نيوز/ يتميز العيد في العراق بأجوائه وطقوسه التقليدية التي يحرص العراقيون على إحيائها كل عام، خصوصاً في بغداد، حيث تعدّ "الكليچة" واحدة من أبرز معالم الاستعداد للعيد.

وتحرص العائلات البغدادية على شراء مستلزمات تحضير "الكليچة" قبل العيد بأيام، لتكون جاهزة لاستقبال الضيوف، وتقديمها مع الشاي أو العصائر، في تقليد متوارث تتمسك به العائلات حتى اليوم.

أجواء الفرح بتحضير الكليچة

وتقول أم وسن، 34 عاماً، من منطقة المشتل في بغداد، لوكالة شفق نيوز، إن "الاستعدادات العيد تبدأ بإعداد الكليچة، وتحضيرها يعني قرب المناسبة، ويرافق ذلك السرور والابتهاج لدى جميع أفراد العائلة".

وتضيف أن "هذا التقليد يضفي أجواءً من الفرح والنشاط، حيث يجتمع أفراد العائلة للمشاركة في الإعداد، مما يعزز الروابط الأسرية و يخلق جوًا من الألفة".

كما ترى أن العيد فرصة لتعزيز القيم الإنسانية مثل التسامح والعفو، وهو مناسبة اجتماعية تنفتح فيها العائلات على بعضها البعض من خلال الزيارات المتبادلة وتقديم الحلويات الخاصة بالمناسبة.

جهد جماعي في إعداد الكليچة

تصرف بعض العائلات جهداً كبيراً وتقضي يوماً كاملاً في تحضير كميات كبيرة من "كليچة العيد"، ليس فقط لتقديمها للضيوف، بل لتوزيعها على الجيران ليلة العيد وصبيحته.

الحاجة كريمة عباس، المعروفة بأم علي، 56 عاماً، من منطقة الكرادة الشرقية، تؤكد أنها تبدأ بشراء مستلزمات الكليچة قبل العيد بثلاثة أيام، حيث تتضمن المكونات التمر، الحلقوم، الهيل، الطحين، الفستق، جوز الهند المطحون، وغيرها من المطيبات.

وتضيف أم علي، أن "الجيران ينتظرون مني إرسال الكليچة ليلة العيد وصباحه، فأنا أقوم بإعدادها بنفسي بطريقة متميزة تجعلهم يطالبون بالمزيد".

وتشير إلى أن "إعداد الكليچة يمنحها شعوراً بالسعادة، فهي ترى أن العيد هو مناسبة لإظهار الفرح وتعزيز العلاقات الاجتماعية"، كاشفة في ذات الوقت "سر نجاح وصفتها في الالتزام بالمقادير الصحيحة واستخدام الدهن الحر، إلى جانب الطهو على نار هادئة لضمان نضجها بشكل متوازن دون احتراق".

طرق إعداد الكليچة تختلف بين العائلات

تختلف طرق تحضير الكليچة بين العائلات العراقية، فبينما يفضل البعض إعدادها في المنزل، يرسل آخرون صواني الكليچة إلى الأفران بعد تجهيزها، فيما تفضل بعض العائلات شراءها جاهزة من محال المعجنات، نظراً لضيق الوقت.

زهراء حسن، 25 عاماً، من منطقة زيونة، وهي أم لطفلين، تقول إن "عملها الوظيفي وانشغالها بتربية الأطفال لا يسمحان لها بتحضير الكليچة في المنزل، رغم أنها تعتبرها جزءاً أساسياً من العيد".

وفي حديث لوكالة شفق نيوز، وتضيف أن إعداد الكليچة يتطلب وقتاً وجهداً وإتقاناً، كما أنني أخشى ألا تعجب من يتذوقها إذا لم تكن بالمستوى المطلوب، لذا فضّلت شراءها جاهزة، لكنها تعترف بأن شراء الكليچة الجاهزة لا يضاهي متعة إعدادها في المنزل، حيث تتذكر بحنين طفولتها عندما كانت والدتها تقوم بتحضيرها، وسط أجواء من الفرح والتفاعل العائلي.

الأفران تعوض عن نقص الكهرباء

يدفع عدم استقرار الكهرباء العديد من العائلات إلى إرسال صواني الكليچة إلى الأفران والمخابز لإتمام عملية الخبز.

باسمة حسن السعيد، 85 عاماً، تؤكد بدورها أن تحضير الكليچة يعدّ تقليداً عراقياً موروثاً وجميلاً، حيث يقول إن "إعداد الكليچة ليس مجرد تحضير معجنات، بل هو استحضار لمناسبة متجذرة في الوعي الجمعي العراقي".

وتضيف أن "تبادل أطباق الكليچة بين الجيران خلال العيد يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، حيث يتشارك الجميع فرحة العيد عبر تقديم الأطباق المنزلية التقليدية، ما يعزز الألفة والتواصل بين العائلات في هذه المناسبةالسعيدة".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon