هدنة لبنان على المحك.. الانسحاب الإسرائيلي لن يكون كاملا

شفق نيوز/ أكد مسؤول إسرائيلي، لصحيفة يديعوت
أحرنوت" العبرية، يوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان غدًا كما
هو مقرر، لكنه سيبقي قواته في خمس نقاط استراتيجية داخل الحدود اللبنانية، وذلك
بالتنسيق مع الولايات المتحدة وموافقتها.
ومع إبقاء إسرائيل على وجودها العسكري في خمس
نقاط حدودية، واستمرار الضربات الجوية ضد حزب الله، يظل السيناريو المستقبلي
للهدنة غير واضح، خاصة في ظل تحذيرات لبنانية من أن أي انتهاك جديد قد يؤدي إلى
تصعيد أوسع.
وفي تعليقه على التطورات، قال الرئيس اللبناني
جوزيف عون إنه لا يثق في التزام إسرائيل الكامل بالانسحاب، مشددًا على أن الرد
اللبناني سيكون "موحدًا وشاملًا عبر الوسائل الدبلوماسية"، حيث لا
يستطيع لبنان تحمل حرب جديدة.
وأضاف عون أن الجيش اللبناني مستعد للانتشار في
القرى والبلدات التي ستنسحب منها القوات الإسرائيلية، مطالبًا رعاة الاتفاق بتحمل
مسؤولياتهم لضمان تنفيذ بنوده.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن النقاط
الخمس التي سيتمركز فيها الجيش الإسرائيلي بعد الانسحاب تشمل اللبونة والحمامات
وجبل بلاط ومنطقة بين بلدتي وادي هونين ومرقبا وجل الدير في منطقة عطيرون.
يأتي هذا التطور بعد اغتيال محمد شاهين، قائد
عمليات حماس في لبنان، في مدينة صيدا، وهو ما وصفته إسرائيل بأنه ضربة استباقية
لشخص كان يعمل كمنسق مع إيران ويخطط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج.
من جهتها، نعت حماس شاهين، واصفة إياه بأنه
"أحد قادة الحركة في لبنان"، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع
حزب الله، حيث نفذ غارات جوية على مواقع عسكرية للحزب في منطقة البقاع، خلال خطاب
للأمين العام للحزب نعيم قاسم، متهمًا حزب الله بـ"انتهاك اتفاق وقف إطلاق
النار".
وفي سياق متصل، وجه حزب الله انتقادات حادة
للحكومة اللبنانية الجديدة، متهمًا إياها "بالاستسلام لإسرائيل"، خاصة
بعد قرارها منع طائرات شركة "ماهان إير" الإيرانية من الهبوط في بيروت،
وسط شكوك حول استخدامها في تحويل أموال للحزب.
كما اتهم الحزب الحكومة بالتساهل في الرد على
الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، بينما استمرت إسرائيل في شن غاراتها ضد
مستودعات الأسلحة وعناصر الحزب داخل لبنان.
في الجانب الإسرائيلي، أبدى مسؤولون محليون
مخاوفهم من تداعيات الانسحاب "الجزئي" من لبنان، حيث أعرب موشيه
دافيدوفيتش، رئيس منتدى خط المواجهة، عن قلقه بشأن الفراغ الأمني الذي قد يترتب على
ذلك، مشيرًا إلى أن هناك حالة من عدم اليقين حول ما سيحدث بعد الانسحاب.
وأكد دافيدوفيتش أن الحديث عن خطط لتنمية
الشمال لم يُترجم فعليًا إلى دعم مالي، مشيرًا إلى أن المجتمعات المتضررة لم
تتلقَّ أي ميزانية لإعادة الإعمار، مقارنةً بالمناطق الجنوبية.
كما رأى أن
تصرف بشكل جيد في القطاع الشمالي، لكنه شدد على أن العمليات العسكرية كان
ينبغي أن تُنفذ في وقت أبكر.