باحث يكشف كواليس مفاوضات مسقط: الوساطة العُمانية قد تشمل الحوثيين

باحث يكشف كواليس مفاوضات مسقط: الوساطة العُمانية قد تشمل الحوثيين
2025-04-15 19:13

شفق نيوز/ كشف الباحث السياسي العماني والمتخصص بشؤون الخليج محمد العريمي، اليوم الثلاثاء، عن كواليس المفاوضات الأمريكية الإيرانية التي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط، مؤكداً في الوقت نفسه إمكانية إجراء محادثات في بلاده لحل الأزمة اليمنية وإشراك الحوثيين فيها.

وقال العريمي في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "سلطنة عُمان تواصل أداء دورها الفريد والمميز في دبلوماسية المنطقة، من خلال استضافتها لجولة جديدة يوم السبت المقبل في مسقط من المحادثات غير الرسمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى الرغم من الطابع السري والهدوء الذي يطغى على هذه المحادثات، إلا أن مجرد انعقادها في مسقط يشير إلى منسوب الثقة العالي الذي تحظى به السلطنة لدى الطرفين، وقدرتها على توفير بيئة حوارية آمنة وبعيدة عن ضجيج الإعلام والمواقف المعلنة".

وأضاف العريمي، أنه "لم يكن الحضور العُماني في الملفات الدولية وليد اللحظة، بل هو امتداد لنهج سياسي ثابت قائم على الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الغير، مع الانفتاح الكامل على جميع الأطراف"، مبيناً أن "هذا الموقف مكن مسقط من أن تكون وسيطاً موثوقاً به في العديد من الأزمات، لعل أبرزها تسهيلها للمحادثات الأولية بين واشنطن وطهران قبيل التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، بالإضافة إلى دورها في تبادل الأسرى، والمفاوضات المتعلقة بالمعتقلين، وتخفيف التوترات الإقليمية".

وأشار إلى أن "المحادثات الجارية في مسقط تركز على جملة من القضايا المعقدة، أبرزها إعادة إحياء المسار الدبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وضمان أمن الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز، إضافة إلى مناقشة آليات الحد من التصعيد في عدة ساحات إقليمية، ومنها العراق وسوريا واليمن، وبينما لم تصدر أي قرارات رسمية جديدة حتى اللحظة، تشير التسريبات الدبلوماسية إلى وجود نوايا متبادلة لتقليل التوتر، وربما وضع خارطة طريق جديدة تنطلق من مسقط نحو اتفاقات أكثر شمولًا في المستقبل".

وأوضح الباحث، أنه "من غير المستبعد أن يكون الملف اليمني، وتحديداً دور الحوثيين، حاضراً بقوة في هذه المحادثات، فواشنطن تُبدي قلقاً متزايداً إزاء هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فيما تمتلك إيران نفوذاً كبيراً على الجماعة".

وتابع قائلاً "هنا تبرز عُمان كطرف يتمتع بعلاقة فريدة مع الحوثيين، بحكم موقعها الجغرافي وقنواتها المفتوحة مع مختلف أطراف الصراع اليمني، مما يؤهلها للعب دور الوسيط لبحث حلول تخفف من التصعيد العسكري وتعيد إحياء مسار التسوية السياسية في اليمن".

وبين أن "واشنطن تبدي استعداداً مشروطاً للعودة إلى الحوار، لكنها تضع في الحسبان العديد من السيناريوهات، ما يحدّ من هامش الحركة السياسية للرئيس ترامب، في المقابل، تسعى طهران إلى كسر طوق العقوبات الأمريكية، مع الحفاظ على أوراقها الإقليمية ومن بينها ورقة الحوثيين"، لافتاً إلى أن "كلا الطرفين يدرك أهمية الوساطة العمانية، ويعوّل عليها لإيجاد نقاط تقاطع، حتى وإن لم تثمر سريعاً عن اختراقات".

ونوه العريمي إلى أن "نجاح مسقط في دفع المحادثات إلى الأمام، ولو بشكل تدريجي، من شأنه أن يُحدث فرقاً في المشهد الإقليمي، لا سيما إذا تم التوصل إلى تفاهمات حول اليمن والملاحة البحرية"، مؤكداً أن "مثل هذا التقدم قد ينعكس إيجاباً على الاستقرار في الخليج العربي والبحر الأحمر، ويسهم في تقليص مساحة التوتر بين محاور المنطقة، ويعيد الاعتبار للحلول الدبلوماسية في زمن يغلب عليه التصعيد".

وختم بالقول إنه "في ظل الجمود الإقليمي وتعقّد الملفات الأمنية والسياسية، تبقى عُمان نافذة أمل نادرة، تفتح أبوابها للحوار حين تُغلقها العواصم الأخرى. ومع استمرار التوتر الأمريكي الإيراني، وأزمة اليمن التي تطول، فإن قدرة عُمان على إدارة التناقضات، والتقريب بين وجهات النظر، تجعل من مسقط عاصمة للدبلوماسية الهادئة لكنها الفاعلة".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أجرى يوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً مع سلطان عُمان، هيثم بن طارق آل سعيد، ناقشا خلاله سبل دعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بحسب وكالة الأنباء العمانية.

وذكرت الوكالة، أن الزعيمين بحثا "الجهود العُمانية في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، كما جرى بحث سبل دعم هذه المفاوضات بما يحقق النتائج المرجوة".

وكانت عُمان قد استضافت الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية الأمريكية في عاصمتها مسقط، فيما وصفت الأطراف المفاوضة أجواء المباحثات بالإيجابية.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon