مفاجأة.. الفيروس الصيني "قد يصل للعراق" بسيناريو يختلف عن كورونا
شفق نيوز/ تثير الإصابات المتزايدة بفيروس تنفسي بالصين يعرف باسم ميتانيموفيروس البشري (HMPV)، مخاوف العديد من الأشخاص والبلدان، في وقت لا يستبعد خبراء في الأمراض التنفسية إمكانية وصوله إلى العراق كما حال باقي الفيروسات، لكن من غير المتوقع تكرار سيناريو كوفيد-19.
ويقول مدير عام الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية، رياض عبد الأمير الحلفي، إن "الفيروس الجديد لم يسجل لحد الآن في العراق من خلال الفحوصات الجينية التي يجريها مختبر الصحة المركزي، وبنفس الوقت لم تردنا لحد الآن أي تحذيرات من قبل المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية".
وينصح الحلفي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، بـ"أخذ الحذر من التجمعات المزدحمة بارتداء الكمامة وتنظيف اليدين المستمر وتجنب الأمكنة المغلقة والمزدحمة، ومراجعة المؤسسة الصحية عند حدوث أي أعراض".
ويشير إلى أن "هناك زيادة في حالات الإنفلونزا الموسمية في العراق كبقية الأعوام، لكن لم يتم تسجيل أي فيروس أو متحور جديد".
ويسبب فيروس "HMPV" أعراضاً مشابهة للإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي أو "كوفيد 19"، تشمل الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف. ومعظم حالات العدوى تكون خفيفة. ومع ذلك، غالباً ما يتعين علاج الأطفال والأشخاص المصابين بالمرض سابقاً أو ضعف المناعة في المستشفى.
لكن الفرق الأكثر أهمية بين "Covid-19" و"HMPV" هو أن الأخير معروف منذ ما يقرب من 25 عاماً، وهو بالفعل منتشر في العالم، فهو مرض موسمي يحدث عادة في الشتاء وأوائل الربيع، وتتراوح فترة حضانة الجسم له من 3 إلى 6 أيام.
وهذا ما يؤكد عليه أيضاً أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية، حسن اكزار، حيث يقول إن "أعراض الفيروس المنتشر حديثاً تشبه أعراض الإنفلونزا من سعال واحتقان الأنف واحمرار العينين، وينتقل سريعاً بين الناس، وكحال باقي الفيروسات يصيب الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن".
ويضيف اكزار لوكالة شفق نيوز، أن "احتمال انتقاله من الصين إلى العراق وارد كما حال باقي الفيروسات، لكن من غير المتوقع تكرار سيناريو كوفيد-19".
ويوضح أخصائي الأمراض التنفسية، أن "هذا الفيروس يصيب أحياناً الجهاز التنفسي كما في الإنفلونزا عندما تنزل إلى الصدر، ما يسبب التهاب القصبات الحاد، وفترة حضانته من 3 إلى 6 أيام".
ويلفت اكزار، إلى أن "هذا الفيروس ليس له علاج أو مضادات حيوية بل الوقاية فقط، التي تتضمن الابتعاد عن المصابين وارتداء الكمامات وشرب السوائل الدافئة".
وتأتي أنباء تفشي "فيروس الالتهاب الرئوي البشري" بعد 5 سنوات من ظهور فيروس "كوفيد 19" في مدينة ووهان الصينية، الذي تحول لاحقاً بعد إلى وباء عالمي أسفر عن وفاة 7 ملايين شخص.
لكن في الواقع أن هذا الفيروس لا يأتي من الصين على الإطلاق، حيث تم اكتشافه وإثباته لأول مرة في أوروبا عام 2001، وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعاً لالتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال.
وعن طرق انتقال فيروس (HMPV)، يبين أستاذ التقانات الأحيائية والأمراض الانتقالية، د.فراس رياض جميل، أن "هذا الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال الاتصال المباشر مع الأسطح الملوثة بالفيروس".
ويوضح جميل لوكالة شفق نيوز، أن "الزيادة الحالية في حالات الإصابة بهذا الفيروس بالصين تتماشى مع الأنماط الموسمية، ولا تشير إلى تهديد جائحي جديد، مع ذلك، يُنصح باتباع الإجراءات الوقائية العامة للحد من انتشار الفيروسات التنفسية".
وتشهد الصين مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بفيروس HMPV ما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات واتخاذ تدابير طارئة، وسط مخاوف عالمية من تكرار سيناريو "كوفيد 19".
إذ يستحضر هذا الفيروس في أذهان العالم وباء كورونا، التي جابت العالم بأسره، وخاصة أن الفيروس بدأ ظهوره في حينها بالصين أيضاً وكانت البؤرة الأولى للوباء مدينة ووهان.
وأدى حينها إلى إغلاق المدارس وأعطيت الدروس عبر الإنترنت كما في العراق، وبعد العودة التدريجية إلى الدوام الحضوري التزم الطلاب باتباع إجراءات وقائية مشددة منعاً لانتقال الفيروس، منها ارتداء الكمامات ورش المعقمات على أرض المدرسة وبواباتها وكذلك في الدوائر والمساجد والأبنية العامة الأخرى.
وفي ظل انتشار فيروس HMPV مع مخاطر أمراض الجهاز التنفسي الموسمية في الوقت الحالي، ترتفع المطالب بإجراء أعمال الوقاية من الأمراض ومكافحتها في المدارس.
وعن إجراءات وزارة التربية العراقية بهذا الخصوص، يقول المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد، لوكالة شفق نيوز، إن "وزارة التربية لديها تنسيق وتعاون مع وزارة الصحة وإجراءاتها بأي شأن من هذا النوع على مستوى الإجراءات أو التوعية"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
فيما يوضح عضو لجنة التربية في مجلس النواب العراقي، جواد الغزالي، أن "البرلمان في عطلة تشريعية تنتهي في 9 كانون الثاني الجاري، وبعدها سيتم بحث هذا الفيروس المنتشر في بعض الدول".
ويؤكد الغزالي لوكالة شفق نيوز، على أهمية "اتخاذ الإجراءات الاحترازية، لذلك سيتم التواصل مع وزارة الصحة للاتفاق على آلية عمل للمرحلة المقبلة".