ديالى.. رسائل "رعب" ومخاوف من صراعات "دموية" وخطر المال والسلاح يهددان الناخبين
شفق نيوز/ قلق ومخاوف أمنية واجتماعية تخيم على أحد أسخن دوائر ديالى الانتخابية التي تضم قضاءي المقدادية وبلدروز بسبب تراكمات المشاكل الانتخابية والامنية التي لم تعالج بشكل تام.
أوساط رسمية ومدنية أعربت عن قلقها من تحول العملية الانتخابية الى صراعات "دموية" بين مرشحين متسلحين بالمال السياسي والنفوذ والمجاميع المسلحة وسط مخاوف الأهالي من تكرار حوادث وممارسات انتخابات 2018 الفوضوية التي أرغمت الكثير من المناطق على انتخاب مرشحين متنفذين تحت تهديد المال والسلاح وسلب ارادات الناخبين.
صراعات دموية
الناشط الاعلامي والسياسي المخضرم علي عبد الستار الحجية وصف الدائرة الانتخابية الثانية بديالى(المقدادية وبلدروز) بـ (الاكثر تعقيداً) لوجود مرشحين يمتلكون المال السياسي والاجنحة المسلحة والذي سبب تشضي أكبر عشيرتين في الدائرة (الجبور وبني تميم)، لافتا الى وجود خشية شعبية واجتماعية كبيرة من تحول الصراع الانتخابي الى صراع دموي.
وقال الحجية لوكالة شفق نيوز، إن "مفوضية الانتخابات ليس لها اي مسؤولية حيال المشاكل الموجودة في الدائرة الانتخابية ولا تتحمل نتائجها"، معربا في الوقت ذاته عن "قلق تحول نتائج الانتخابات الى مثار فتنة كبيرة يخرج عنها بسبب عدم اعتراف جهات سياسية بها الى جانب تهديدها للاستقرار والوئام الاجتماعي.
ولم يستبعد الحجية التزوير خلال الانتخابات قائلا، "ربما سيحدث خارج مراكز الاقتراع عن طريق شراء الذمم او الاقتراع خوفا من المجاميع المسلحة او طمعا بالمال وبمحصلة نهائية يكون الناخب مسلوب الارادة عند دخوله المركز الانتخابي".
حماية خاصة
من جانبها طالبت مرشح تحالف عزم والنائبة ناهدة الدايني باستقدام قوات خاصة من بغداد لتأمين الانتخابات في الدائرة الثانية الساخنة لتفادي مشاكل وحوادث محتملة. وقالت الدايني لوكالة شفق نيوز، إن "الدائرة الانتخابية الثانية في ديالى (المقدادية – بلدروز) هي الاعقد والاصعب في المحافظة لوجود مرشحين متسلحين بالمال والنفوذ وجماعات مسلحة ما يثير القلق من وقوع حوادث واحتكاكات تؤثر على مجريات العملية الانتخابية ونتائجها وتلحق اضرارا بمرشحين يسعون لخوض الانتخابات بشفافية ونزاهة رصيدهم الوحيد اصوات الجماهير".
واعتبرت الدايني "نجاح وتأمين الانتخابات في الدائرة الثانية يعني نجاح الانتخابات في جميع مناطق ديالى وعبور مرحلة مفصلية ومصيرية مهمة وغير مسبوقة بسبب تغييرات النظام الانتخابي والصراعات السياسية والمناطقية والعشائرية المتجذرة".
ودعت المرشح عن "عزم" الحكومة والسلطات الامنية الى "فرض دور صارم لتأمين الانتخابات امام الجماهير دون ضغوط او تهديدات ربما تدفعهم للاقتراع مرغمين لصالح مرشحين متنفذين".
رسائل رعب
واتفق بشكل كبير مع مطالب الدايني النائب عن محافظة ديالى ومرشح تحالف قوى الدولة الوطنية فرات التميمي، مجددا مطالبه بتأمين خاص واستثائي للعملية الانتخابية ومراكز الاقتراع في الدائرة الانتخابية الثانية(المقدادية- بلدروز).
وقال التميمي لوكالة الشفق نيوز، إن "هناك تخوفا جماهيريا من الاقتراع في الدائرة الثانية بسبب المال السياسي والسلاح المنفلت والضغوط والتهديدات المباشرة وغير المباشرة للناخبين"، معربا عن "قلقه بضياع ومصادرة إرادة الجماهير وتكرار ممارسات وحوادث انتخابات 2018 والتي أجبرت وارغمت الكثير فيها على الاقتراع كرها لمرشحين متنفذين.
وطالب التميمي بـ"حماية وتأمين المراكز الانتخابية وتهيئة الاجواء الديمقراطية امام الناخبين لانتخاب ممثليهم وتبديد رسائل الرعب والقلق التي تنتاب الناخب في اسخن واعقد دائرة انتخابية في اشارة منه الى الدائرة الثانية.
مراقبة أممية مكثفة
ومع قرب الانتخابات والمعطيات الانتخابية المقلقة طالب معن التميمي مدير مكتب المرشح (صلاح زيني التميمي) احد اقطاب المنافسة الانتخابية في الدائرة الانتخابية الثانية بتواجد مراقبين اميين ودوليين في دائرة المقدادية – بلدروز الساخنة. واشار التميمي في حديثه لوكالة شفق نيوز، الى "عدم وجود بوادر للصراعات او التصادم المسلح بين المتنافسين رغم قوة وسخونة الدائرة الانتخابية".
واضاف، "سنخوض المنافسة الانتخابية بسلاح الجمهور والاصوات التي نعول عليها بعيدا عن مغريات او امتيازات او موارد اخرى خارج ضوابط القانون الانتخابي".
مندلي الذبيحة الكبرى
اهالي ناحية مندلي شرقي ديالى والتابعة لقضاء بلدروز اعتبروا مدينتهم "ذبيحة كبرى" في اسخن دائرة انتخابية تعج بمرشحين مخضرمين ومتنفذين اضافة للصراعات السياسية والانتخابية.
ورهن الناشط المدني عمر عادل احد المدافعين عن حقوق مندلي وبحملات مدنية كثيرة ومستمرة مشاركة ابناء مندلي بوجود المرشح الملبي لمطالب الناحية المشروعة واستعادة حقوقها المسلوبة منذ عقود وابرزها تحولها الى ناحية واهمال ملف مستشفى مندلي وعدم الغاء القرارات الصدامية التي سلبت اراضي سكان مندلي تحت سياسات ديمغرافية مارسها النظام السابق.
واكد عادل في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلا، "سنمنح صوتنا لمن ينصر قضيتنا الانسانية وينقذ مندلي من تراكمات الاهمال والتهالك الخدمي على مر العقود الماضية، مستدركاً، "نشعر بغبن كبير لعدم وجود مرشح وممثل حقيقي عن مندلي وسنحشد الجهود والامنيات لتهيئة مرشح مندلي في الانتخابات القادمة لاستعادة حقوقنا المسلوبة والتي مازالت محل تجاهل من جميع الحكومات المتعاقبة".
وفي ظل المخاوف والترقب السياسي والشعبي افاد مصدر امني رفيع لوكالة شفق نيوز بأن تأمين الانتخابات في ديالى سيخضع لاشراف قادة امنيين كبار من العاصمة بغداد تحسبا لمشاكل وصراعات ربما تحدث وتؤثر على مجريات عملية الاقتراع.
وكشف المصدر عن "ممارسات مكثفة للاجهزة الامنية لتامين الانتخابات ووضع تحوطات امنية متكاملة تحسبا لاي طوارئ خلال يوم الانتخابات"، مشيرا الى ان "تأمين الانتخابات في ديالى يحظى باهتمام الوزارات الامنية اكثر من اي محافظة اخرى بسبب المخاوف من المشاكل المتوقع حدوثها".