تتجاوز 50 ألفاً.. ارتفاع جنوني في أسعار "الكشفيات" والأطباء بلا راحة في العراق
شفق نيوز/ في وقت يشهد فيه القطاع
الصحي في العراق تحديات متزايدة، تبرز قضية عدد العمليات الجراحية التي يجريها
الأطباء يومياً في المستشفيات العراقية كموضوع مثير للجدل.
وتتصاعد أزمة ارتفاع أسعار
الكشفيات الطبية في البلاد مع مرور الوقت، حيث أصبحت زيارة الطبيب عبئاً ثقيلاً
على كاهل المواطن البسيط، وسط تسجيل تفاوت في الأسعار بين المناطق الشعبية
والأحياء الراقية، ما يجعل المرضى يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة.
"لا حدود" لعدد
العمليات في اليوم
وتقول ربى فلاح حسن، من إعلام
وزارة الصحة، لوكالة شفق نيوز، إن "إجراء العمليات يعتمد على كفاءة الجراح
وقابليته، ولا تلزمه الحكومة المتمثلة بالوزارة أو النقابة او أي جهة كانت بعدد
محدد من العمليات".
في المقابل، يقول نقيب الاطباء
حسنين صفاء شبر، إن "الأطباء يجرون عمليات جراحية عديدة في اليوم الواحد
بالمستشفيات الحكومية والاهلية، اذ لاتوجد ضوابط من وزارة الصحة أو نقابة الأطباء
تلزمهم بعدد معين من العمليات".
ويوضح شبر، لوكالة شفق نيوز، أن
"عدد العمليات التي يجريها الطبيب تحددها ظروف مختلفة، من ضمنها نوع العملية
وسرعة الجراح".
كما يؤكد شبر، "وجود جراحين
سريعي الأداء ويمتلكون مهارات خاصة، إضافة إلى الإمكانيات المتاحة في المستشفى
وكيفية نقل المرضى وتحويلهم بين الغرف والردهات وصالة العمليات، فضلاً عن عدد
صالات العمليات داخل المستشفى وعدد المساعدين، وجميع هذه العوامل هي التي تحدد عدد
العمليات التي يجريها الطبيب، ولاوجود لأية ضوابط اخرى تلزمه بعدد معين".
جولات تفتيشية مستمرة
وبهذا الصدد، توضح ربى الفلاحي، أن
"وزارة الصحة بالتعاون مع نقابة الأطباء مستمرين في عمل لجان التفتيش التابعة
لهم في رصد العيادات المخالفة لأسعار الكشف والتي لم تلتزم بقرارات النقابة".
وبشأن أجور الفحص، يشير شبر، إلى أن "نقابة
الأطباء حددت أسعار الكشف للأعوام من 2017 لغاية 2021 بمبلغ 40 إلى 45 ألف دينار
كحد أقصى"، مبيناً أن "أسعار الكشفيات انخفضت بعد عام 2021، وأن نقابة
الأطباء هي الجهة الوحيدة التي خفضت أسعار الأطباء بعكس النقابات الاخرى".
ووفق شبر، فإن خفض أجور الأطباء من
قبل النقابة جاء استجابة لطلب من لجنة حقوق الإنسان النيابية، وتم خفض أجور الكشف
إلى 35 ألف دينار، وما تزال هذه التسعيرة قائمة ويتعاطى معها أغلب الأطباء.
ويؤكد نقيب الأطباء، أن
"النقابة تتقصى المخالفات من خلال الشكاوى التي ترد من المواطنين أو من خلال
الزيارات التفتيشية للعيادات الطبية التي يجريها مفتشو النقابة بين فترة وأخرى
بغية القيام بإتخاذ الإجراءات المناسبة عند ضبط مخالفات".
وفي ظل الأزمات التي تعصف بالقطاع
الصحي، ففي العام 2017 أصدرت نقابة الصيادلة قراراً يقضي بمحاسبة ومنع كل وصفة
تحمل "شفرة خاصة" بين الطبيب والصيدلية، متوعدة بحساب شديد للمخالفين،
وذلك لتخفيف عن المواطنين.
خوف المرضى
"عند دخولي إلى صالة
الولادة شاهدت وجود امرأتين أمامي وشعرت وأنا ادخل في مجزرة للبشر، اذ خرجت للتو
امرأتان قبلهما من الصالة، ما جعلني اشعر بالخوف والقلق، إذ كيف ستُجرى العملية
الطبية لي بعد اجرائها 4 عمليات دون أن تأخذ استراحة بين العمليات، حيث كان المشهد
مرعباً بالنسبة لي"، هذا ما قالته نور الزيدي، أحد المواطنات في بغداد خلال
حديثها لوكالة شفق نيوز.
في حين، يقول علي الموسوي، وهو طبيب جراح في مدينة الطب، إن "الطبيب مع حصوله على
سنوات الممارسة تكون العمليات سهلة لديه مهما كانت درجتها، وكل طبيب يحدد في عدد العمليات التي يستطيع
اجراءها اذا كان في القطاع الخاص لأنه حر وهناك في بعض الأيام تكون محدودة".
وفي حديث لوكالة شفق نيوز، يضيف
الموسوي، "اما اذا كان الطبيب في المستشفى الحكومي، فهو ملزم بأجراء العمليات
يومياً بدون عدد محدد لأنه أحياناً تكون هناك عمليات طارئة تستوجب إجراءها على
الفور".
ارتفاع جنوني في الأسعار
فيما تقول نادية لفتة، صاحبة الـ
50 عاماً في حديثها لوكالة شفق نيوز، وهي من منطقة بغداد الجديدة، إن "تسعيرة
الأطباء مختلفة، فطبيب الأذن والحنجرة يتقاضى 20 ألف دينار لقاء (الكشفية)، وآخر
مختص بالشرايين والاوعية الدموية أجرة كشفه تبلغ 50 الف دينار".
وتضيف نادية، أن "أسعار
الأطباء في منطقة بغداد الجديدة تتراوح بين 15 إلى 25 الف دينار"، مبينةً أن
"موقع العيادات في بغداد اثر في تحديد الأسعار، فالأطباء في مناطق شارع
فلسطين والمنصور وغيرها من الأحياء الراقية لا تقل كشوفات الأطباء فيها عن 50 الف
دينار".
إلى ذلك، يقول حسين علي، هو دكتور
اختصاصي أنف وأذن وحنجرة في لوكالة شفق نيوز، إن "النقابة أعطت اقتراحات
بمبلغ الكشف، لكن لم تثبت بكتاب رسمي لحد الآن".
ووفقاً لحسين فإن، النقابة لا
تستطيع التحديد لاختلاف كفاءة واختصاص الأطباء يوجد استشاري وعام ولا يجوز المساواة
بكشفية واحدة.
وكانت لجنة الصحة النيابية، قد
هددت الأطباء في 2021 الذين تتجاوز كشفيتهم 40 ألف دينار بالعقوبات واغلاق
عياداتهم، فيما حددت نقابة الأطباء تسعيرة الكشف بـ 15 الف دينار للطبيب الممارس،
ولاتزيد عن 25 الف دينار للطبيب الاختصاص، اما الاطباء الذين تزيد أعمارهم عن 60
عاما ولديهم خدمة 25 عاماً فقد حددت النقابة كشفيتهم
بـ 40 الف دينار.