بعدما أثارتها شفق نيوز.. محافظة عراقية تحظر التسول وصناديق التبرعات

بعدما أثارتها شفق نيوز.. محافظة عراقية تحظر التسول وصناديق التبرعات
2025-02-10 15:53

شفق نيوز/ أعلن رئيس لجنة الخدمات في مجلس كركوك، أحمد فاتح مصطفى، يوم الاثنين، أن الحكومة المحلية أصدرت أمراً بمنع ظاهرة التسول وجمع الأموال من الشوارع في المحافظة.

ويقول مصطفى لوكالة شفق نيوز، إن "إدارة محافظة كركوك قررت منع ظاهرة التسول ووضع صناديق المساعدة في المراكز التجارية والأماكن العامة بناءً على طلب مقدم من قبله كرئيس لجنة العلاقات العامة والشؤون الاجتماعية والدينية في مجلس محافظة كركوك".

ويضيف أن "محافظ كركوك، ريبوار طه، وجّه كتاباً رسمياً إلى قيادة شرطة المحافظة بشأن منع ظاهرة التسول ووضع صناديق خاصة لجمع التبرعات".

ويوضح أن "الكتاب تضمن أيضاً تطبيق العقوبات القانونية على أي شخص أو جهة تقوم بجمع التبرعات أو المساعدات دون الحصول على التصاريح اللازمة".

ويؤكد مصطفى، أن "الكتاب شدد على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع هذه الظاهرة"، مشيراً إلى أن "جمع التبرعات يجب أن يتم بشكل منظم وشفاف، وبموافقة الجهات المختصة، لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين بشكل فعّال".

عمل غير قانوني

ويتابع مصطفى "من خلال متابعة اللجنة لوجود ظاهرة غير حضارية، وبعد متابعة ظاهرة وضع صناديق التبرعات في الأماكن العامة داخل مدينة كركوك، تبين للجنة بأنه لا يوجد لأي من أصحاب هذه الصناديق إجازات أو رخصة رسمية من المحافظة".

ويضيف "لا نعرف أين تصرف الأموال التي تجمع في هذه الأماكن، ونحن نعمل مع إدارة المحافظة والجهات ذات العلاقة على منع هكذا ظواهر داخل مدينة كركوك".

قانون العقوبات

من جهته، قال الخبير القانوني، حسين العزاوي، لوكالة شفق نيوز، إن "التسول ظاهرة تؤثر على المجتمع، خاصة وأن التشريع الوحيد للحد من هذه الظاهرة وضع عام 1969 ضمن قانون العقوبات العام المرقم 111 المعدل والمتضمن المادة 290 والتي تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد على ثلاثة أشهر كل شخص أتم الثامنة عشرة من عمره وجد متسولاً في الطريق العام والأسواق والأحياء السكنية".

وتابع "وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة إذا تصنع المتسول الإصابة بجروح أو عاهة أو استعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الخداع لكسب إحسان الجمهور أو كشف عن جرح أو عاهة أو في الاستجداء، أما إذا كان مرتكب هذه الأفعال لم يتم الثامنة عشرة من عمره فإنه تطبق بشأنه أحكام مسؤولية الأحداث في حالة ارتكب مخالفة".

وبين أن "المادة 291 من القانون تجيز للمحكمة أن تأمر بإيداع المتسول مدة لا تزيد عن سنة في دار للتشغيل من كان قادراً منهم على العمل أو إيداعه ملجأ أو داراً للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزاً عن العمل ولا مال لديه يقتات منه".

وأضاف "والمادة 292 نصت على الحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر، وغرامة لا تزيد على خمسين ديناراً أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أغرى شخصاً لم يتم الثامنة عشرة من عمره على التسول، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر والغرامة التي لا تزيد عن مئة دينار أو إحدى هاتين العقوبتين إذا كان الجاني ولياً أو وصياً أو مكلفاً برعاية أو ملاحظة ذلك الشخص".

وكانت وكالة شفق نيوز قد نشرت تحقيقاً في وقت سابق عن ظاهرة التسول وجمع الأموال تحت يافطة المرض.

وباتت هناك ظواهر كثيرة يلمسها المواطنون في شوارع كركوك، بعضها حالات إنسانية تضطر البعض إلى طلب المال لتوفير العلاجات للمرضى، وهناك استغلال لعواطف الناس من قبل أشخاص تحت مسمى المرض، حيث يقفون في شارع بغداد في قلب المحافظة، ويختارون الإشارة الضوئية كمكان لصيد من يتمكنون من الحصول على استعطافه، رافعين صور مرضى، ويطالبون الناس بمساعدتهم.

وما أن تدخل شارع بغداد وتقترب من منتصف الطريق حيث توجد إشارة مرور لغرض عبور المشاة ومطبات صناعية تجبرك على التوقف بسيارتك، حتى تجد مجموعة أشخاص مقسمين على الشارع ذهاباً وإياباً يضعون صورة كبيرة وسط الشارع ويحملون صورة مريض واسمه ونوع مرضه، وعبارة "أنقذوا الشاب أو الشابة الفلانية من الموت فهو بحاجة إلى مبلغ 150 مليون دينار لإجراء عملية زرع الكلى"، أو أنه مصاب بمرض السرطان ويحتاج لمبلغ يقدر بالملايين.

مجبرون على الاستجداء

بدوره أوضح عبد الله سعدون (21 عاماً) يقف وسط شارع بغداد، في حديث لوكالة شفق نيوز "وقوفنا في وسط الشارع رافعين صورة المريض سببه العوز المالي الذي يجبر الإنسان لاستجداء عاطفة أهالي كركوك، لأن أهل المريض تجدهم فقراء وغير قادرين على تلبية المبلغ الخاص بالمريض، لأن هناك أمراض علاجها بعشرات الملايين، والفقير الذي لا يملك أين يذهب، أما أن يترك مريضه على فراش الموت يصارع الألم، أو يذهب للشارع لجمع بعض المال للمريض لعلاجه".

ويشير إلى أن "الظاهرة هي مستجدة في شارع كركوك، ونحن مع تنظيم عمل هكذا أعمال خيرية في المحافظة تشرف عليها الإدارة المحلية مع الجهات الأمنية لمنع استغلال هذه الظاهرة من قبل بعض ضعاف النفوس، حيث هناك أشخاص نصابون ومحتالون يحاولون استغلال الموضوع لأغراض شخصية ونفعية، وهم بهذا يقطعون سبيل الخير والمعروف".

ويؤكد سعدون، أن "الوقوف في الشارع وطلب المساعدة أمراً ليس بالسهل لمن لم يعرف طريق طلب المساعدة، ولكن هناك مرضى يحتاجون إلى علاج وأموال، ومقابل ذلك نجد أطباء وصيادلة همهم كيف يستغل المريض بعملية مقدارها ملايين الدنانير، ويقف في المقابل صيدلاني يرفع الدواء إلى 100 مرة عن سعره الحقيقي".

ويدعو سعدون الحكومة الاتحادية والإدارة المحلية إلى أن "تشكل لجاناً خاصة تنظر في الطلبات الخاصة بالمرضى من الفقراء وذوي الدخل المحدود، وتحدد لهم مبالغ أو علاج في المستشفيات في كركوك أو في بغداد، عندها صاحب المريض يتوقف عن التوجه للشارع وطلب المساعدة من الأهالي".

صناديق في المولات والأسواق

وما أن تهم بالدخول إلى أي مول تجاري أو أسواق حتى تجد صندوقاً خشبياً مزججاً، ووضعت عليه عبارة "تصدق لكفالة الأيتام"، ومع الصندوق قفل صغير كتبت عليه أسماء جمعيات تحت يافطة الجمعية الخيرية الفلانية.

ويقول أحد أصحاب المتاجر ويدعى خلدون جليل لوكالة شفق نيوز، إن "هناك أشخاصاً يضعون هذه الصناديق، التي هي بين الجمعيات الخيرية ورعاية الأيتام، وبعضها يعود لجمعيات إسلامية حسب ما مكتوب على بعض صناديق جمع الأموال التي توضع في الأسواق، ويأتي الشخص صاحب الصندوق شهرياً ويجمع المبالغ التي توضع في الصندوق من قبل المتبضعين من السوق التجارية".

ويشير إلى أن "هذه الصناديق موجودة في عموم أحياء كركوك، ولا تقتصر على حي بعينه، ولا نعلم إذا كانوا يمتلكون موافقات رسمية أم غير مجازين قانونياً، ولكن المساعدة تقدم حسب الشخص".

الوقف السني يتبرأ

ويقول مدير دائرة الوقف السني في كركوك، سالم مجيد ولي، لوكالة شفق نيوز، إن "الوقف السني في كركوك لا علاقة له بأي شكل من الأشكال بوجود صناديق أو أشخاص يقومون بجمع الأموال، لأن هذه الظاهرة مرفوضة قانوناً، وأن الوقف السني لا يعطي أي موافقة لأي منظمة أو يتعاون معها لغرض جمع الأموال".

ويضيف ولي، أن "ظاهرة الوقوف في الشوارع وجمع الأموال بصورة غير قانونية أمر مرفوض مجتمعياً وحتى قانونياً، ويجب أن يتم إنهاء هذه الظاهرة بصورة نهائية من شوارع كركوك".

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon